الرئيسية > اخبار وتقارير > بعد 600 قتيل من الطرفين.. هل أفضت الجهود دبلوماسية لوقف غير معلن لمعارك الحديدة؟

بعد 600 قتيل من الطرفين.. هل أفضت الجهود دبلوماسية لوقف غير معلن لمعارك الحديدة؟

أسهمت الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب في اليمن على ما يبدو في تراجع حدة المعارك في الحديدة (غرب اليمن) الثلاثاء غداة تعرض مينائها الاستراتيجي الذي يشكل شريان حياة لملايين السكان لقصف للمرة الاولى منذ اشتداد المواجهات في المدينة قبل أسبوعين.
 
وبحسب تقرير نشرته وكالة "فرانس برس" فبعد أيام من الاشتباكات العنيفة في شرق وجنوب المدينة المطلّة على البحر الاحمر قتل فيها نحو 600 شخص غالبيتهم من المتمردين، بدت أحياء المدينة، في قسمها الجنوبي خصوصا، هادئة، حسبما أفادت إحدى المقيمات في الحديدة.
 
وقالت سيدة مقيمة في جنوب المدينة في اتصال هاتفي مفضّلة عدم استخدام اسمها "توقفت الاشتباكات العنيفة في بداية مساء أمس. وخلال الليل، سمعنا أصوات إطلاق نار محدودة، لكن الأوضاع تبدو مستقرّة اليوم" وتابعت "لا توجد أصوات انفجارات كما كنا نسمع يوميا منذ اسبوعين" بحسب فرانس برس.
 
وفي مؤشر إضافي على تراجع حدة المعارك بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، لم يعلن المتمردون الثلاثاء عن أية أعمال عسكرية في مدينة الحديدة عبر وسائل الاعلام المتحدثة باسمهم.
 
قصف الميناء ومقتل قيادات حوثية
 
والاثنين قصف مبنى صغير عند أحد مداخل الميناء في شمال المدينة، حسبما أفاد موظفون لفرانس برس، في هجوم قال المتمردون الحوثيون عبر قناة "المسيرة" المتحدّثة باسمهم أنّه ناجم عن غارتين للتحالف العسكري بقيادة السعودية.
 
وتحدث أربعة موظفين إلى "فرانس برس" واشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم خوفا من الملاحقة، قالوا ان قياديا في صفوف المتمردين وثلاثة من حراسه قتلوا في القصف الذي أصاب المبنى المؤلف من غرفة واحدة، كما ذكروا أن قياديا آخر في صفوف الحوثيين وثلاثة من حراسه أصيبوا أيضا في الهجوم.
 
. واشتدّت المواجهات في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، وأصبحت إمدادات الغذاء مهدّدة، وقُتل 594 شخصاً (461 من الحوثيين، 125 من القوات الموالية للحكومة وثمانية مدنيين) منذ اشتداد المواجهات قبل اسبوعين.
 
جهود دبلوماسية

وعلى وقع اشتداد المعارك في الأيام الاخيرة، وتحوّلها إلى حرب شوارع في حي سكني في شرق المدينة، تكثفت الجهود الدبلوماسية الغربية في أبو ظبي والرياض، وكذلك الدعوات لوقف إطلاق النار في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية  اليوم الثلاثاء أن التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن وافق على إجلاء جرحى ميلشيات الحوثي وذلك غداة زيارة قام بها وزير الخارجية جيريمي هانت الى السعودية والامارات.
 
وأوضحت الوزارة في بيان أن "قوات التحالف ستسمح الآن للأمم المتحدة بالأشراف على إجلاء طبي لحوثيين، ما يصل الى خمسين مقاتلا مصابين، الى سلطنة عمان قبل سلسلة محادثات سلام جديدة في السويد ستعقد في وقت لاحق هذا الشهر".
 
وأجرى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض الاثنين، ثم اجتمع بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد في العاصمة الاماراتية، قبل أن يعود إلى المملكة للقاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع، والتقى هانت في الرياض أيضا نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح.
 
كما قام مستشار البيت الابيض للأمن القومي جون بولتون بزيارة الى أبوظبي التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد وبحثه معه ملفات المنطقة، بعد يوم من دعوة وزير الخارجية الاميركي مارك بومبيو إلى إعلان وقف لاطلاق النار في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي، وتدفع الولايات المتحدة إلى عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع برعاية الامم المتحدة قبل نهاية العام. وأشارت تقارير غير مؤكدة إلى ان هذه المحادثات قد تعقد في السويد.
 
وكان وزير الخارجية اليمني خالد اليماني بحث في لقاء مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث في الرياض الاثنين "السبل الكفيلة بالدفع بعملية السلام وإجراءات بناء الثقة".
 
وتأتي الدعوات لوقف الحرب في وقت تتعرض السعودية لضغوط دولية على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول.
 
وسئل المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحافي في الرياض الاثنين عن احتمال التوصل إلى اتفاق هدنة في الحديدة، فقال ان العملية في المدينة "مستمرة"، وأن أحد اهدافها "ممارسة الضغوط" للتوصل إلى عقد مفاوضات لاحقا.

شريط الأخبار