الرئيسية > اخبار وتقارير > كيف ساهمت الإمارات في انتشار القاعدة في اليمن؟

كيف ساهمت الإمارات في انتشار القاعدة في اليمن؟

منذ دخولها ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في مارس 2015، عملت الإمارات على تجنيد مقاتلين سابقين من "القاعدة" في صفوف القوات التي تقاتل الحوثيين، قبل أن تستخدمهم لصالحها، وحاولت إضفاء تهمة الإرهاب للأطراف التي ترفض الانصياع لها.

 

قامت الإمارات خلال السنوات الأربع الماضية، بتدريب نحو 80 ألف شخص، جهزتهم ليكونوا عصاها التي تواجه الحكومة اليمنية وكل من يقف ضد أطماعها، وهو ما ظهر جلياً بعد انقلابها على الحكومة الشرعية منتصف أغسطس الماضي في عدن ودعم تلك القوات بالطيران، وكان من ضمنهم عناصر في القاعدة.

 

وكشفت وثائق وصور عن وجود عدد من عناصر القاعدة، ضمن أجهزة أمنية وعسكرية في جنوب اليمن، وظهروا بجوار مسؤولين أمنيين مؤيدين لأبو ظبي، كان أحدهم 

 

وكان من ضمن أولائك ، أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي  الذي ظهر مراراً برفقة مدير أمن عدن السابق شلال شائع، في صورة تؤكد أن التنظيم يعمل لصالح مليشيات الإمارات.

 

وظهر الإرهابي المذكور، إلى جانب شلال شائع، وهو من العناصر المسؤولة عن العمليات الإجرامية التي طالت خطباء المساجد، ورجال الدين في عدن.

اتهامات لأبو ظبي

وتتحدث صحف دولية، وفي مقدمتها الاندبندنت البريطانية، التي قالت إن "العديد من مقاتلي القاعدة هم من اليافعين الذين خضعوا لسيطرة التنظيم وأُجبروا أو أُقنعوا بحمل السلاح. وعند تنظيف المناطق المدنية من التنظيم، ترك وراءه الكثير من هؤلاء المقاتلين، وجندتهم الإمارات لصالحها".

 

كما ذكرت أيضاً وكالة "أسوشييتد برس"، التي أجرت تحقيقاً في الوسائل التي اتبعتها الإمارات في محاربة تنظيم "القاعدة"، وكشفت فيه أنها قامت ببرم صفقات سرية مع مقاتلي القاعدة، حيث يدفع لهم الأموال ليغادروا المدن الرئيسية، بينما يسمح لآخرين بالانسحاب بسلاحهم ومعداتهم والملايين من الدولارات من الأموال المسروقة، ويبرم صفقات مع بعضهم للانضمام إلى قواته الحليفة في اليمن.   

 

وحذرت الوكالة الأمريكية، من أن ذلك كلّه ساهم في "تقوية أخطر فروع شبكة التنظيم"، معتبرة أن هذه "التسويات والتحالفات" بين الإمارات و"القاعدة" سمحت للأخير بمواصلة القدرة على القتال حتى اليوم.

دعم أبو العباس

وكشف تقرير لفريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية في اليمن في أغسطس 2017،  أن دولة الإمارات دعمت جماعات مسلحة وممارستها الاحتجاز غير القانوني والإخفاء القسري في اليمن، وعناصر من القاعدة.

وبحسب تقرير الخبراء فقد انتشرت مليشيات ومجموعات مسلحة خارجة عن سيطرة الحكومة الشرعية بقيادة عبد ربه منصور هادي، تتلقى تمويلا مباشرًا ومساعدات من السعودية والإمارات، يشير إلى أن إحدى تلك المجموعات في تعز يقودها شخص يدعى أبو العباس (السلفي) وتموله الإمارات، وقد رفضت هذه المجموعة الانضواء إلى الجيش اليمني.

 

ويشير التقرير أن الإمارات تدعم جماعة "أبو العباس" المتحالفة مع تنظيم القاعدة في تعز، وهي جماعة تعمل خارج إطار الدولة وترفض الانصياع للمقاومة الشعبية والحكومة الشرعية، والتي تدعي السعودية والإمارات أنهما تدعمانها، كما أنشأت الإمارات الحزام الأمني في عدن وقوات النخبة الحضرمية.

 

الصراع في تعز عزز دور "أبو العباس" بدعم مباشر من الإمارات، وخلال صراعه مع الحوثيين سمح بانتشار عناصر تنظيم القاعدة داخل تعز، لتعزيز قواته وتقييد النفوذ السياسي والعسكري لحزب الإصلاح. فالمدعو "أبو العباس" سمح خلال صراعه مع الحوثيين بالحد من نفوذ حزب الإصلاح الذي تعاديه الإمارات وانتشار عناصر تنظيم القاعدة داخل مدينة تعز بوصفهم عاملًا يضاعف من فاعلية قواته. 

 

صفقة المكلا بين القاعدة والإمارات

وانتهز تنظيم القاعدة ما نتج من اضطرابات واكتسح مدينة المكلا، واستولى على أراض وجمع عشرات ملايين الدولارات من خلال إدارة مدينة المكلا الساحلية.

 

واضطلعت الإمارات في مهمة التحضير وتنسيق مهمة دحر القاعدة في المكلا في أبريل 2016، وذلك في عملية وصفتها بأنها معقدة وتمت من خلال حلفاء يمنيين، انتهت بانسحاب القاعدة "انسحابًا تكتيكيًا" دون خسائر، وهو ما أثار حفيظة البعض وتساءلوا فيما إذا كانت هناك صفقة بين الإمارات والتنظيم.

 

 وقد شبه ناشطون يمنيون عقب تلك الحادثة، بكونه تغيير مواقع وتبادل أدوار تبدو أشبه بلعبة شطرنج، وأن ما تقوم به الإمارات في جنوب اليمن، تحت شماعة "الإرهاب"، يأتي بدافع تحقيق هدفين رئيسيين، " ترسيخ نفوذها السياسي والعسكري في تلك المناطق والسيطرة على منابع النفط والغاز والملاحة الدولية والمناطق الحيوية، بما يضمن مصالحها، وكذا تصفية المعارضين لنفوذ الإمارات بذريعة الحرب على "الإرهاب"، وهو ما أثبتته تلك الأحداث حالياً.

  

شريط الأخبار