الرئيسية > محلية > محكمة حوثية تصادق على إعدام زعيم البهائيين ومصادرة أمواله

محكمة حوثية تصادق على إعدام زعيم البهائيين ومصادرة أمواله

حامد حيدرة

واصلت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، استغلالها لقطاع القضاء الخاضع في مناطق سيطرتها للنيل من مخالفيها طائفياً ودينياً، إذ قضت محكمة الاستئناف الخاضعة بتأييد حكم الإعدام، ضد زعيم الجماعة البهائية في اليمن.

وأفادت مصادر قضائية بأن محكمة الاستئناف الحوثية المتخصصة في أمن الدولة أصدرت حكمها بتأييد الحكم الابتدائي، الذي قضى بإعدام زعيم الطائفة البهائية حامد كمال محمد بن حيدرة، ومصادرة أمواله. وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المحكمة الحوثية رفضت الدفع المقدم من مقبل هيئة الدفاع عن حيدرة، ومنعت الأخير من حضور جلسة النطق بالحكم، تحت مبرر أن السجناء موضوعون تحت الحجر الطبي.

يُشار إلى أن الميليشيات الحوثية قامت بتسخير المحاكم الخاضعة لها في صنعاء لإصدار مئات من أحكام الإعدام بحق معارضيها من السياسيين والعسكريين والمختلفين عنها مذهبياً، منذ أن سيطرت على صنعاء بالقوة في 21 سبتمبر (أيلول) 2014.

ويتهم حقوقيون يمنيون ومنظمات دولية الجماعة الحوثية بأنها «تمارس ومنذ انقلابها المشؤوم عملية إقصاء واسعة على أسس طائفية مذهبية لكل من يخالفها باليمن».

ويقول الحقوقي اليمني رئيس المركز الدولي للتنمية والمعلومات الدكتور خالد عبد الكريم، إن الجماعة الموالية لإيران «تمارس التحريض الطائفي ضد الأقليات الدينية والعقائدية في اليمن، وتضيق عليهم في التجمع وممارسة الطقوس، بما يجعلهم عرضة للملاحقة والتعذيب وحتى التصفية الجسدية، الأمر الذي يشكل تهديداً خطيراً على الأقليات المدنية الدينية».

وكانت الجماعة الحوثية أقدمت بعد انقلابها على تغيير خطباء وأئمة المساجد، وحاولت إلغاء بعض الطقوس الدينية المعروفة، كالتدخل للتضييق على صلاة التراويح في رمضان، وفرض طقوس غير معروفة على عامة المجتمع اليمني، كالاحتفال بما يُعرف بـ«يوم الغدير» وتغيير طقوس الاحتفال بيوم عاشوراء وتحويله إلى «ملطمة كربلائية».

وتتعرض الطائفة البهائية (وفق ما يقوله الحقوقيون اليمنيون) منذ العاشر من أغسطس (آب) 2016، لعملية ملاحقة واسعة، حيث تم اعتقال العشرات منهم بتهمة الردة عن الدين الإسلامي. ويجزم الحقوقيون أن الميليشيات الحوثية تسعى وبكل قوة إلى محو الأقلية البهائية من الوجود في اليمن، في سياق سعيها لمحو كل الطوائف الأخرى التي تختلف معها، رغم ما يُعرف عن أبناء الطائفة البهائية بأنهم مواطنون مسالمون يؤمنون بمكارم الأخلاق، ولا يتدخلون في الشأن السياسي والصراعات الحزبية، وبأنهم بطبيعة معتقدهم لا يحملون مطامع في السلطة، ولا يشكلون خطراً أمنياً، ولا يحملون السلاح.

وتعرضت منازل البهائيين إلى عمليات دهم مستمرة، وقامت الجماعة الحوثية بمصادرة ممتلكاتهم وترويع أطفالهم واعتقالهم وتهديدهم بالتصفية الجسدية، مما اضطر كثيراً منهم للمغادرة خوفاا على حياتهم وأطفالهم.

ويعتقد الحقوقيون اليمنيون أن هناك كثيراً من القرائن التي تؤكد وجود دور إيراني وراء قضية اضطهاد البهائيين في اليمن، حيث ترضخ الجماعة لكل التعليمات الآتية من طهران. وكانت الميليشيات الحوثية رفضت الإفصاح عن مصير مئات المعتقلين لديها أثناء المشاورات الإضافية التي استضافتها العاصمة الأردنية عمان، فضلاً عن رفضها إطلاق معتقلي «الجماعة البهائية» والعشرات من الناشطين الذين قالت الجماعة إنهم معتقلون لأسباب جنائية وإرهابية.