الرئيسية > اخبار وتقارير > كسوة الكعبة المشرفة.. ملك اليمن أول من كساها وصنع بابها حتى أصبح تقليداً إسلامياً سنويا

كسوة الكعبة المشرفة.. ملك اليمن أول من كساها وصنع بابها حتى أصبح تقليداً إسلامياً سنويا

قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى، باستبدال كسوة الكعبة المشرفة فجر الخميس، وتعد كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة وصناعتها حيث برع فيها أكبر فنانى العالم الإسلامى، وتسابقوا لنيل هذا الشرف العظيم، وهى كساء من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، تكسى به الكعبة ويتم تغييرها مرة فى السنة، صبيحة يوم عرفة.

 

وبحسب تقرير لوكالة واس السعودية، تجرى بعد صلاة فجر يوم غد التاسع من شهر ذى الحجة، مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة على يد (160) فنيًا وصانعًا جريًا على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى فى مثل هذا اليوم من كل عام.

 

وتأتى الحكمة من كسوة الكعبة أنها شعيرة إسلامية، وهى اتباع لما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام من بعده، فقد ورد أنه بعد فتح مكة فى العام التاسع الهجرى كسا الرسول صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين.

 

 

وجاء الخلفاء الراشدون من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قام أبو بكر وعمر رضى الله عنهما بكسوتها بالقباطى والبرود اليمانية، ثم كساها عثمان بن عفان رضى الله عنه بكسوتين أحدهما فوق الأخرى فكان هذا العمل الأول من نوعه فى الإسلام.

 

ويعود تاريخ كسوة الكعبة لما ذكر عن "عدنان بن إد" الجد الأعلى للرسول هو واحد ممن كسوها، وقيل أن (تبع الحميري) ملك اليمن هو أول من كساها فى الجاهلية بعد أن زار مكة، وهو أول من صنع للكعبة بابًا ومفتاحًا.

 

وبعد (تبع الحميري) كساها الكثيرون فى الجاهلية، حتى آلت الأمور إلى (قصى بن كلاب) الجد الرابع للرسول، والذى قام بتنظيمها بعد أن جمع قبائل قومه تحت لواء واحد وعرض على القبائل أن يتعاونوا فيما بينهم كل حسب.

 

حتى ظهر أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومى، وكان تاجرًا ذا مال كثير وثراءٍ واسعٍ، فأشار على قريش أن: اكسوا الكعبة سنة وأنا اكسوها سنة، فوافقت قريش على ذلك، وظل كذلك حتى مات وتوارثت قريش هذا العمل حتى فتح مكة ثم جاء عهد الدول الإسلامية، وظهور الكتابة على الكسوة، وفى عصر الدولة الأموية كسيت الكعبة كسوتين فى العام كسوة فى (يوم عاشوراء) والأخرى فى (آخر شهر رمضان استعدادا لعيد الفطر).

 

 

ثم اهتم الخلفاء العباسيون بكسوة الكعبة المشرفة اهتمامًا بالغًا، نظرًا لتطور النسيج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز وتخصص فى ذلك أهل (تنيس، وتونه، وشطا) من المدن المصرية، وفى عهد الخليفة المأمون فقد كسا الكعبة المشرفة ثلاث مرات فى السنة، وظهرت الكتابة على الكسوة منذ بداية العصر العباسى فكان الخلفاء من الأمراء يكتبون أسماءهم على الكسوة ويقرنون بها اسم الجهة التى صنعت بها وتاريخ صنعها.

 

وشرعت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عيد العزيز "رحمة الله" أبواب الصناعة لكسوة الكعبة عبر دار خاصة بمكة المكرمة فى عام 1346 من الهجرة وبهذه تعد أول حلة سعودية تصنع فى مكة المكرمة.

 

ويتم استبدال كسوة الكعبة فى اليوم التاسع من ذى الحجة من كل عام تواصل الاهتمام من أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود فى العناية فى صناعة الكسوة وتطويرها حيث انتقل مصنع كسوة الكعبة سنة 1397 هـ من الهجرة إلى مبناه الجديد بأم الجود، وقد تم تجهيزه بأحدث المكائن المتطورة فى الصناعة، وظلت حتى الآن تصنع فى أبهى صورها ويتم استبدال كسوة الكعبة فى اليوم التاسع من ذى الحجة من كل عام.

 

 

 

وتمر مراحل كسوة الكعبة المشرفة بمجموعة من الأقسام الفنية والتشغيلية على النحو التالي:

الصباغة هى أولى مراحل إنتاج الكسوة بالمصنع؛ حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعى الخالص فى العالم، ثم النسيج الآلى الذى يحتوى على العبارات والآيات القرآنية، ثم قسم المختبر والذى يقوم بإجراء الاختبارات المتنوعة للخيوط الحريرية والقطنية من أجل التأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المطلوبة من حيث قوة شد الخيوط الحريرية ومقاومتها لعوامل التعرية إضافة إلى عمل بعض الأبحاث والتجارب اللازمة لذلك، يأتى بعدها مرحلة الطباعة، والتى يتكون منها قسم الحزام التطريز وقسم خياطة الكسوة، ثم وحدة العناية بكسوة الكعبة المشرفة.

 

وعقب أنتهاء جميع مراحل الإنتاج والتصنيع وفى منتصف شهر ذى القعدة تقريبًا يقام حفل سنوى فى مصنع كسوة الكعبة المشرفة يتم فيه تسليم كسوة الكعبة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام ويقوم بتسليم الكسوة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام المسجد النبوي.

 

وتأتى آخر قطعة يتم تركيبها هى ستارة باب الكعبة المشرفة وهى أصعب مراحل عملية تغيير الكسوة، وبعد الانتهاء منها تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو ثلاث أمتار من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة) والمعروفة بعملية (إحرام الكعبة).

 

ويرفع ثوب الكعبة لكى لا يقوم بعض الحجاج والمعتمرين بتمزيقه للحصول على قطع صغيرة طلبًا للبركة والذكرى.

 

وتستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام وذلك أثناء فريضة الحج وبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، يتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة، ومتابعة تولى رئاسة شؤون الحرمين تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد، استعدادا لاستقبال الحجاج فى صباح اليوم التالى الذى يوافق عيد الأضحى.

 

وعلى خطى الملك عبدالعزيز، واصل ابنائه من بعده فى العناية بالكعبة وكسوتها خير عناية وتعظيم، فقد صدر موافقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، على تحديث وتغيير الأنظمة الإلكترونية والأجهزة الكهربائية والمعدات الميكانيكية بمصنع كسوة الكعبة المشرفة بما يوافق الأنظمة المستحدثة، وتعد هذا الخطوة نقلة تطويرية متقدمة فى مجال صناعة رداء الكعبة المشرفة ولا تزال فى قيد التطور.

 

وصدرت موافقة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتغيير مسمى مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة وذلك فى شهر شعبان من عام 1438 للهجرة 2017م.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)