الرئيسية > تحقيقات وحوارات > الصحفي عارف أبو حاتم في حوار صريح يكشف خفايا العلاقة بين الحوثي وصالح وإسهام الأخير في تأسيس الجماعة وكيف وجدت أمريكا وإيران ضالتها في هادي

الصحفي عارف أبو حاتم في حوار صريح يكشف خفايا العلاقة بين الحوثي وصالح وإسهام الأخير في تأسيس الجماعة وكيف وجدت أمريكا وإيران ضالتها في هادي

الصحفي عارف أبو حاتم في حوار صريح يكشف خفايا العلاقة بين الحوثي وصالح وإسهام الأخير في تأسيس الجماعة وكيف وجدت أمريكا وإيران ضالتها في هادي

قال الصحفي عارف أبو حاتم، إن حزب المؤتمر الشعبي العام اليوم بات مختطفا في يد جماعة الحوثي، مشيرا إلى أن علي عبد الله صالح يدرك جيدا أنه الهدف القادم للحوثيين.

وأضاف بأن لدى الحوثيين ثأر مع صالح، كونه قتل 21 من أفراد أسرة زعيم الحوثيين، بمن فيهم المؤسس للجماعة أو الشباب المؤمن حسين الحوثي.

وأوضح الصحفي أبو حاتم، أنه تم الانقضاض على ثورة الشباب، منوها إلى أن الأحزاب ارتكبت خطأ فادحا ومبالغا فيه عندما وقعت على المبادرة الخليجية لتقاسم الثورة ونتائج الثورة بين الضحية والجلاد.

 

إلى نص الحوار:

أولاً نرحب بك في موقع "مندب برس"، كيف تقرأ المشهد السياسي في اليمن في ظل وجود سلطتين قائمتين على الأرض

 

اهلا وسهلا بكم ، المشهد السياسي في اليمن يزداد تعقيداً مع مرور الوقت حيث أن هناك طرف انقض على السلطة يسعى لتقويض طبيعة النظام الجمهوري وفرض خيارات السلاح وخيارات السياسية بقوة السلاح فيما طرف آخر الذي هو الطرف الشرعي الرئيس وحكومة الكفاءات الوطنية قدموا استقالتهم تحت قوة السلاح تحت الاستفزازات للدولة من الذين جعلوا أنفسهم محل الدولة حتى أنه لا يوجد قسم شرطة لا يوجد فيه مندوب حوثي فهم الذين يسيرون أمور الناس وكل وزير في كل وزارة لا يستطيع العمل إلا بعد استئذان مندوب الحوثي ، هم الذين قالوا إنهم زاهدون في السلطة ولا يريدونها ، هم اليوم من يسيطرة على البنك المركزي وشركات النفط ووزارة المالية ووزارة النفط وعلى كامل مؤسسات الدولة بما في ذلك حتى أقسام الشرطة.

بالتالي هنا ألفت النظر إلى شيء مهم جدا ، الشخص الذي دعمه مجلس الأمن والمجتمع المحلي والدولي والذي هو الرئيس هادي كان تحت الاقامة الجبرية ، فيما الثلاثة الأشخاص الذين فرض عليهم مجلس الامن بقراره أنهم ممنوعين من السفر وتجمد أموالهم هم الذين يتمتعون الآن بكامل الحرية وهم أبو علي الحاكم وعبدالخالق الحوثي وعلي عبدالله صالح.

 

عملت في الموقع الرسمي لحزب المؤتمر لسنوات طويلة ، أين يقف المؤتمر من الأزمة الراهنة؟

 

عملت في موقع "المؤتمرنت" لتسع سنوات متواصلة وأنا فخور بكل ما قدمته وعملته في الموقع وكنت أمارس العمل المهني بحيادية ونزاهة وبشهادة كبار الصحفيين في البلد ، وكنت في نفس الوقت أنشر مقالاتي الخاصة خارج الموقع وخارج اليمن ، لأنني كنت حريص على المهنة ألا تمس بسوء وحرصاً على مكانتي فأنا أكاديمي وصحفي.

المؤتمر أصبح هو علي عبدالله صالح ، في الجنوب المؤتمر مع هادي وفي الشمال غالبية الحزب مع صالح ، إنما المسيطر الفعلي على قرارات المؤتمر هو صالح ، وصالح وجد في الحوثيين قوة خبيثة وبإمكان أن يصفي بها  5 عصافير بحجر واحدة وهم آل الاحمر والاصلاح وعلي محسن وإضعاف سلطة الرئيس هادي ومن الخليجيين الذين ضغطوا عليه للتوقيع على المبادرة الخليجية .

المؤتمر الآن مختطف في يد جماعة الحوثي وعلي صالح في هذه اللحظة يسعى لأن يطيل أمد بقاءه حيا لأنه يعرف أن الحوثيين قادمون عليه وأنه الهدف القادم ولابد من التخلص منه شاء أو أبى .

عبدالملك الحوثي في أكثر من مكان وأكثر من مقيل مع جماعته يقول "علي عبدالله صالح قتل 21 من أفراد أسرتي بما فيهم المؤسس للجماعة أو الشباب المؤمن حسين الحوثي" هؤلاء قتلهم علي صالح ولابد من الانتقام منه.

الحوثيون الآن يفككونه قطعة قطعة ، أخذوا منه اللواء الثالث في 19 يناير ومن ثم أخذوا منه لواء القوات الخاصة وهو ولواء قوي جدا ولم يبق له إلا معسكر ريمة حميد وهم الآن كل يوم يشترطون عليه جزء وبحسب معلوماتي وأظنها معلومات دقيقة بأنهم في الأيام القليلة الماضية سيكون صالح  قد وافق على إعطائهم 100 فرد ينظمون إلى المعسكر مقابل عدم الاشتباك معهم وهؤلاء الأفراد هم سيدخلون يفككونه من الداخل.

 

هل علي صالح مازال يمسك فعلا بزمام قواعد اللعبة في اليمن؟

للأسف الشديد صالح لايزال هو الرجل الأقوى لاتزال كثير من ولاءات رجال الدولة لعلي صالح خصوصا في المؤسستين الأمنية والعسكرية وهو لا يزال رجل قوي وقادر على اللعب على جميع الحبال لكنه يتعرى يوماً بعد آخر في مقابل نماء قوة الحوثي .

صالح بنى مؤسسة الجيش لكن يجب أن تلاحظ شيئين مهمين الأول أن علي صالح بنى جيش عائلي وليس وطني. جيش اليمن كله مختطف  في ثلاث محافظات ، عمران وصنعاء وذمار ، جيش اليمن الذي قوامه 400 ألف منهم 115 ألف من محافظة ذمار ، فيما محافظة حضرموت التي تمثل ثلث مساحة اليمن لا يوجد منها ما يقارب حتى 10% أو 5 % من الجيش اليمني.

الجيش العائلي هذا كان سهل التفكيك ، كانت ولاءات قيادات الجيش قبلية أكثر من ولائهم الوطني ،  وأتذكر موقف حدث في 94 عندما نشبت حرب الانفصال قدم مجموعة من الضباط المنتمين لقبيلة حاشد وذهبوا إلى منزل الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر وسألوه مع من نقف ، مع علي سالم أم مع علي صالح  لا يعرفون ما هو واجبهم الوطني وكان رأي الشيح عبدالله أن يقفوا مع علي صالح.

أما الرئيس الحالي هادي فقد ظل طيلة الثلاث السنوات الماضية رجل بلا شخصية ولا ثقافة ولا ملامح ولا إرادة ولا إدارة ولا خبرة سياسية ولذلك ظل يتكئ على رجال صالح ولم يبن نظامه الخاص حتى هذه اللحظة وهذا ما جعل تفكيكه سهل جدا .

 

 تخليت عن العمل مع صالح وانضممت لشباب الساحات وكتبت "لله ثم للتاريخ هذه هي الثورة" ، في رأيك لماذا استطاع التحالف المضاد كسر قوتها وجبروتها في فترة قصيرة ؟

 

أولا أنا عندما خرجت من نظام صالح أنا عملت معهم 9 سنوات لكنني لم أنتمي لأي حزب كان ، ولازلت أرى في الأحزاب السياسية أحزاب مهترئة ، اليسار اليمني مع اليسار العربي مختطف مع الجماعات الدينية ، الحزب الاشتراكي للأسف أنساق كثيرا وتماهى مع المشروع الحوثي وهو الحزب التقدمي وهي الجماعة الظلامية ولكن بمالها أستطاعت أن تحتويه.

انضممت للثوة لأنني كنت أختلف مع صالح في شيء واحد ألا وهو الفساد ، فالفساد في عهد صالح بلغ مرحلة هي الأولى من نوعها منذ خروج آدم من الجنة ، حتى البحر تقاسموه ، هذا الذي دفعني للخروج.

استطاع التحالف الانقضاض على الثورة لأن الأحزاب أرتكبت خطأ فادح ومبالغ فيه عندما وقعت على المبادرة الخليجية لتقاسم الثورة ونتائج الثورة بين الضحية والجلاد.

 منطق الثورات على مر التأريخ لا يقول أن هناك ثورة تقاسم بين الثورة والجلاد ، إما أن تنجح كما حدث مع الثورات الفرنسية والإيرانية والمصرية وغيرها ،وإما أن تفشل كما حدث مع الثورة الكورية في عام 1955 .

 هذا منطق الثورة إما النجاح أو الفشل ، منطق التأريخ يقول أن الرموز في النظام السابق تتم الثورة ضدهم يكونون في مكانين إما السجون والمعتقلات أو يكونوا في المنافي خارج الأوطان أما أن يكونوا حكاماً  كما حصل عندنا نصف مقاعد الحكومة والمحافظين لازالوا مع نظام صالح وقادة الجيش أيضا ، فما هي الثورة ، الأحزاب السياسية أهدرت فرص عديدة جدا ، فرصة 18 مارس يوم جمعة الكرامة ، فرصة انضمام علي محسن وتداعت الاستقالات من كل حدب وصوب ، فرصة يوم 3 يونيو يوم انفجار جامع النهدين يوم أرتبك نظام صالح ، كان يمكن أن يكون هناك الانقضاض والزحف على القصر لكن قادة العمل السياسي كانوا يروا المبادرة الخليجية هي لحقن الدماء ، ومع ذلك من قتل في ذلك الحين وفي عهد هادي في ثلاث سنوات هم أكثر ممن قتل في عهد صالح خلال 33 سنة ، لذلك كان الخيار الأفضل هو الزحف للقصر لكن الأحزاب كان لهم رؤيتهم ومع ذلك هم بشر ، ولو كنا نعرف أن هادي بهذا الغباء والرخاوة السياسية لكان صالح أفضل من غيره.

 

كيف تقيمون تجربة هادي في الحكم خلال الاعوام الماضي؟

 

الرئيس هادي كما أسلفت قولاً حتى هذه اللحظة لم يبني نظامه الخاص وبالتالي سهل عملية تفكيكة ثم انظروا  إلى سيرة الرجل العميقة ، إلى عام 1986 كان عبارة عن ضابط صغير ليس له قيمة منأ اتباع علي ناصر محمد وفي فترة أحداث يناير في الجنوب وهوربة الى الشمال حتى عام 92 كان رجل في البيت نائم في البيت ليس له قيمة , من 92-94 كان أركان حرب في احد المعسكرات التي لم تكن لها قيمة كبيرة ، عندما حصل الانفصال وكان وزير الدفاع حينها العميد هيثم قاسم طاهر منظم إلى جماعة الانفصال ، علي صالح كلف عبدربه أن يتولى قائم بأعمال وزير الدفاع لمدة أربعة أشهر وحين رأى فيه ما يناسبه أختاره نائب لرئيس الجمهورية بدون قرار،  بحثت هذه المسألة مع أحد أبرز الأكاديميين والسياسيين في اليمن الدكتور أحمد الكبسي حينما ذكر في كتابه النظام السياسي في اليمن " أن هادي صدر له قرار في اكتوبر 1994 " فقلت له اذكر لي اسم القرار ورقمه ونصه وسنته ، لا يوجد قرار ، هادي ظل رجل بلا قرار 17 سنة وكان منصب النائب هو بمثابة غرفة نوم ليس لديه أي وظيفة عليه أن ينام فقط كما هو الآن غارق في النوم لم يكون نظامه الشخصي ، ظل هكذا متراخيا لأنه بلا رؤية ولا خبرة ولا خيال ، لو كان فعلا حازما لما جعله صالح نائب له وسهل تورث الحكم لابنه.

 

كيف تقرأ الدور الخليجي والإيراني والسيناريوهات الدولية في بلد كان وما يزال محطة عبور للقوى الكبرى؟

 

الحضور الايراني أستطاع التمدد خلال فترة من أواخر القرن الماضي عن طريق تنظيم الشباب المؤمن الذي أسسه عام 91 وظل سرياً إلى نهاية القرن الماضي وتم عن طريق اللواء يحيى المتوكل حيث أدخل حسين الحوثي إلى علي صالح وكان صالح يومها يجلس صباحاً مع مستشاره الإرياني وقال المتوكل وهو يمسك بمعصم حسين الحوثي وقال هذا هو الذي سيكسر لك شوكة الأخوان المسلمين إعمل على تنميته ، فرحب صالح بالفكرة ومدهم بالمال والإمكانيات والرجال وأعطاهم أموال هائلة جدا ومؤن غذائية عن طريق المؤسسة الاقتصادية اليمنية لتتكون هذه الجماعة ، حتى تفاجأ بكبرها وفي تقرير لمدير مكتب الرئاسة السابق علي الآنسي وهو كان رئيس لجهاز الأمن القومي للمخابرات اليمنية يقول أن ضابط كبير في  الحرس الثوري الإيراني زار صنعاء وثم توجه شمالا إلى صعدة برفقة يحيى المتوكل وألتقى حسين الحوثي ثم توجه جنوبا إلى منطقة آنس برفقة المتوكل أيضا واستقبلهم هناك يحيى موسى مسؤول الحوثيين وهكذا تفاجأ صالح عند اندلاع الحرب الأولى في يونيو 2004 أن الجماعة أصبحت قوية جدا ولديها مخازن أسلحة وفكر جهادي ، وفي الحرب الثانية أخمد تلك الفتنة بمقتل حسين الحوثي ، يومها كما أخبرني صديقي نائب رئيس الوزراء السابق الاستاذ صادق أمين ابو راس قال لي وانا في منزله ، ذهبت لصالح إلى منزله وقلت له بقي لديك مجموعة قليلة جدا في منطقة الرزامات حاول تقضي عليها فقال لا دعهم ينموا حتى يكونوا طعم لعلي محسن، وهكذا بدأ صالح يتلاعب بالحرب يشعلها باتصال ويطفئها باتصال ساعيا للقضاء على علي محسن الذي كان يراه عقبة له في توريث الحكم لابنه ،  دول الخليج ومصر طبيعي يكون لها حضور فثورة سبتمبر لولا جهود عبدالناصر لما قامت ، اليمن هي العمق الحيوي والاستراتيجي لدول الخليج ومصر ، في مصر إسأل أي سياسي مصري أن يخبرني هل البحر الأحمر شيء أكبر من انبوبة ، ليس أكبر من أنبوبة طرفيها قناة السويس وباب المندب إذا اغلق طرف توقف الآخر، طبيعي أن يكون لدول الخليج حضور فنحن نرتبط بروابط أخوة وثقافة ودين ، دول الخليج بنت المدارس والمستشفيات والجامعات والطرقات والكهرباء وإلى فترة قريبة جداً كانت رواتب المدرسين تدفعها السعوية والكويت.

الحضور الإيراني هو النشاز لم يأتنا منها إلا البارود والتفجيرات ولم أعلم أي شيء طيب قدمته للشعب اليمني غير الموت والبارود.

 

هل اليمن ساحة معركة جديدة للحروب بالوكالة خاصة مع تحالف روسي ايراني وغربي سعودي في الاتجاه المقابل؟

 

أمريكا رأت في القوة الحوثية أنها ستمثل روح وجوهر المشروع الأمريكي الإيراني ، فأمريكا وايران متفين بهذا الجانب ومن ناحية الموقع اليمن يراها الطرفين قاعدة ترتكز عليها الجزيرة العربية بالكامل لذلك كان لابد أن يكون الحوثيون هم أساس المشروع الأمريكي لإعادة هيكلة الجزيرة العربية بأكملها.

للأسف كان هناك عدم يقظة من علي صالح حين حاول استخدام الحوثيين لضرب علي محسن وكذلك تراخي من النحبة السياسية ، ومن ثم جاء الرئيس هادي ولازلت على قناعة أنه أحد مشاريع ورجال المشروع الأمريكي الإيراني في اليمن ، في اكتوبر 2011 الرئيس هادي زار الولايات المتحدة الأمريكية ودخل إلى مجمع كليفلاند الطبية لإجراء فحوصات طبية كالمعتاد وكان حينها صديق يمني يزور أمريكا والتقى بالصحفي الشهير والكبير والمقرب من البيت الأبيض بوب إدوارد ، سأله عن الشأن اليمني وقال له : أمريكا مقتنعة تماما بالرئيس هادي لكنها أحضرته إلى أمريكا لتختبر مدى جاهزيته لتنفيذ المشروع الأمريكي في اليمن ووجدت فيه ضالتها لذلك فالتحالف الايراني الروسي هو الظاهر لكن الباطن هو الامريكي الايراني ، هنالك بلا شك مشروع لاعادة هيكلة الجزيرة العربية وتدمير الأسر الحاكمة فيها فهم يرون مثلا السعودية ليست أكثر من عشيرة وكذلك بقية العشائر بدول الخليج ، التقارب الحميم بين السعودية وتركيا مؤخراً إذا ما وجد سيؤثر في سير خارطة المنطقة إذا ما وجد تحالف قوي جداً بين السعودية وتركيا وقطر وباكستان كدولة نووية واستطاعت أن تجر إليها مصر فأعتقد أن هذه هو التحالف  هو الذي سيغير خارطة التحالفات في المنطقة العربية كاملا ، هو المخرج الوحيد ، روسيا تسعى لتأديب السعودية بسبب تخفيض أسعار النفط لهذا العام وأمريكا وإيران ترى أن هذا مشروع استراتيجي يجب الانطلاق منه ، اعتقد اذا ما تم هذه المشروع سيتم تركيع أكبر دولتين عربيتين أمام أقدام الحوثيين وهما مصر والسعودية ، ستخنق السعودية باعتبار الحزام الأمني الجنوبي للسعودية بايدي الحوثيين وستخنق مصر عن طريق الممرات المائية الدولية وقناة السويس.

 

ما هي السيناريوهات المحتملة التي تنتظرها اليمن؟

 

ليس هناك غير سيناريوهين اثنين : الحرب الأهلية الشاملة وإما إلى العودة إلى خيارات السياسية والحوار الوطني ، هل امريكا جادة في إنقاذ البلد ، لماذا لا تعود بسفارتها ، هناك تصريح غريب جداً للأمريكان ، قالوا لن يعودوا بسفارتهم إلى عدن لسبب حتى لا يبدو أنهم يدعمون الانفصال، من تحدث عن الانفصال؟ حتى هادي قال ذهبت إلى عدن ليس للانفصال وإنما دفاعاً عن الوحدة ، هي لا تريد أن تؤكد أن الحوثي محتل للعاصمة بعودة السفارة إلى عدن، نظرية المؤامرة تتجلى بوضوح بالداخل اليمني ، السفارات الغربية لم تتحدث بكلمة واحدة ضد الجماعة الحوثية ، الرجل يقاتل تحت ظلال شعار الموت لأمريكا فيما لم يقترب أبدا من المصالح الأمريكية ، محمد البخيتي على الجزيرة يقول خلال 6 حروب الأولى في صعدة قتلنا 60 ألف جندي يمني والآن منذ صعد الرئيس هادي قتلوا الآلاف ودمروا عدد من المدارس والمساجد التي كانت مصدر التنوير ، هم لا يريدوا ان يكون هنالك تنوير بل يريدوا الناس أن يبقوا على عماهم.

الأمريكان ضلوا يمارسون الدعم للحوثي حتى آخر لحظة من تواجدهم في صنعاء واللحظة التي غادروا فيها صعدوا إلى الطائرات الأمريكية وتركوا خلفهم 25 سيارة مصفحة مدرعة وتركو لهم كامل أسلحة المارنز الأمريكية وأجهزة التنصت الأمريكية وكان بالإمكان  أن تعود إلى حوش السفارة ، ما هو القرار الذاي اتخذته أمريكا ضد الحوثي ، لا يوجد قرار، ما هو القرار الذي أتخذه الرئيس هادي ضد الحوثيين ، لا يوجد قرار ، مع أن الطائرات الأمريكية بدون طيار اذا اشتبهت أن فأر يوجد في مكان ما يشتبه بانتماءه للقاعدة لاحقته في السهول والأودية والصحاري والجبال ، لكن الحوثيين يتجولون في طول البلاد وعرضها في مرأى ومأمن.

سأورد لك قصة ، رئيس حزب الرشاد السلفي قال له نريد أن ننظم لمؤتمر الحوار قال له السفارة الأمريكية لديها ملاحظات عليكم ، أرضوا السفارة الأمريكية نحن سنقبلكم ، ذهب الدكتور محمد بن موسى العامري وقابل السفير الأمريكي وطمأنه أننا جماعة سلفيين لكننا ديمقراطيين عند ذلك قال له إذهب إلى هادي وسأخبره أننا موافقون عليك ، عندما ذهب إلى هادي منحه 7 مقاعد فقط وهم الذين يتواجدون فوق كل شبر في اليمن وهي جماعة مسالمة دينية مفرطة في طاعة الحاكم ولا يحملون السلاح ولا شيء ، السفير الامريكي تعامل كأنه رئيس مجلس الإدارة وهادي هو أمين الصندوق الذي يصرف ما يقوله السفير . الحوثيين حينها كانوا لايزالون 20 ألف شخص محصورين في صعدة ومع ذلك حصلوا على 37 مقعد في مؤتمر الحوار ، بمعنى هناك كانت حتى مطالبهم كما تشاء أمريكا ، للأسف هنالك ضباط يمنيين سافروا إلى أمريكا من وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وغيرهم من الضباط الكبار زاروا أمريكا باستمرار وزاروا منتجع فورد والذي لا يخرج الشخص منه كما دخله وكثير منهم تساهلوا مع الجماعة الحوثية ومكنوهم من دخول عمران ، بعد مقتل القشيبي اهتز الشارع اليمني والشعب اليمني صار مجروح في كبريائه ، عندما أوجه هيانة لك أمام أولادك وأنت صامت سيحز في نفوسهم خصوصا إذا تجاوزوا سن المراهقة فكيف برئيس الدولة وقد أهين على مرأى ومسمع من الشعب ، الشعب لا تزال ذاكرته طرية ، خرج من ثورة وهو يرصد كل حركات وسكنات الحوثي ، حتى الطلقة الواحدة يسرقها الحوثي من مخازن الدولة يرصدها الشعب ، وأكثر شيء اشكر الحوثيين عليها أنها جماعة تسقط نفسها كل يوم ، تسقط سياسيا وأخلاقيا وميدانيا .

لاحظ على مر التأريخ جماعات العنف لا تبني دول ، جماعات العنف تأخذ دورة كاملة بالعنف ثم تتقاتل فيما بينها ثم تنتهي ، كما حدث مع طالبان بأفغانستان والشباب المؤمن في الصومال، كلا الجماعتين لم تحققا لأوطانهما أي شيء غير الأمن والاستقرار الذي جاء تحت رهبة السلاح وليس تحت قوة القانون ، المغرمين بالحوثي عليهم أن يسألوا أنفسهم سؤال واحد ، ماذا عمل الحوثي لصعدة خلال 10 سنوات ، أنفق أكثر اثنين مليار ريال من شيعة الخليج وايران والتجار وغيرها من المصادر ، لم يبن في صعدة مدرسة من فصل واحد ولا مستشفى من غرفة واحدة ولم يؤثث مركز طبي حتى بملاية بيضاء ولا يعبد حتى متر واحد طريق ، كلما أنجرزه هو قبر عظيم لأخيه حسين ،   هذا شخص جاء يبني قبور ، كيف أطمئن لجماعة أول كلمة في شعارها الموت وثاني كلمة الموت وثالث كلمة اللعن .، لا يوجد في خطابات الحوثي مفردات التنمية والرفاهية والأمن والرخاء والاستقرار.

 

جمعت بين الدراسة الأكاديمية والعمل الصحفي والتدريب الأعلامي ، أين تجد نفسك سيد عارف؟

 

انا أجد نفسي حيثما كانت المهنة ، شغفي في العمل الصحفي هو الذي دفعني هو أن أتحول من صحفي إلى أكاديمي وما زلت صحفي إلى اليوم لكني أكايمي وحاليا أقوم بإعداد رسالة الدكتوراه الخاصة بي وأقوم بالعمل التدريب الصحفي لأني أريد أن يكون لي بصمة في تقديم جيل من الشباب يعرف ما الذي تعنيه القيمة الصحفية والحياد والمهنية وكيف لا يكون أداة في يد السياسيين ولاحظ بين كل اتفاق بين السياسيين في اليمن يكون البند الأول هو العمل على التهدئة الاعلامية وكأن الإعلاميين هؤلاء مجرد نباحين ، اليوم انبطحوا وبكرة اسكتوا ، لو كان الصحفي يعرف أين تنتهي حريته أين يقف بالضبط لما طالب أحد بإسكاته ولما طالب أحد في عوائه . هدفي إيجاد جيل يعرف القيمة المهنية والاخلاقية بحيث لا يعرف غير مهنته ومهنته فقط.

 

ما هي أكثر وسيلة اعلامية يمنية او عربية تشبعك في ظل تدفق اعلامي وصحفي كبير؟

 

للأسف الشديد الربيع العربي كان ربيع لسقوط الأقنعة وليس لسقوط الأنظمة ، سقطت أقنعة كثير من الإعلاميين الكبار وكذلك وسائل الاعلام ، لا يوجد قناة اشتغلت بمهنية أو وسيلة صحفية اشتغلت بحرفية عالية، يوجد فقط قليل من الأشخاص من يقف على الحياد وعندما أعطي نماذج في التدريب اقدم الصحف اليمنية والعربية كنماذج مشوهة لا حيادية فيها واستشهد بالصحف الغربية التي تجد فيها حيادية ومهنية عالية وحسن تصرف ، هناك قاعدة عند الصحفيين الأمريكيين تقول : الصحفيون لا يصدقون أمهاتهم ، هذه القاعدة بمعنى أنهم يتأكدون من كل شيء ومن كل معلومة يحصلون عليها ومدى دقتها.

 

من هو أكثر الصحفيين إلهاماً لك خاصة أنك تحدثت في وقت ماضي عن جهاد الخازن؟

 

الاستاذ جهاد الخازن هو من الصحفيين العرب القلائل الذين يكتبون مقالا يوميا ولا تمل منهم وإلى حد ما أنيس منصور لا تمل منهم ، كثير من الصحفيين العرب جمال خاشفجي ، السعودي عبدالرحمن الراشد ، كاتب مقال يومي رائع جدا ، جهاد الخازن ، محمود السعدني ، الاستاذ الكبير محمد حسنين هيكل ربما أكون قرأت له كل ما كتب وأنا متأثر كثير بأدائه وإن كنت اختلف معه في مسألة النظرة لإيران لكن هذا شيء يخصه.

 

الحوثيون وموقفهم المتشنج من وسائل الإعلام ، كيف تقيم ذلك وكيف ترى أداء الفضائيات اليمنية وصحيفة الثورة مهنياً بعد سيطرة الحوثيين؟

 

السؤال الطبيعي ، كيف أجد الرئيس هادي من وسائل الاعلام المختطفة ، هذا الرجل حتى هذه اللحظة ساكت ، أبلغناه بأن يتجه إلى إدارة نايل سات يبلغها بإيقاف القنوات المختطفات لكنه لم يفعل ، أبلغناه أن يبلغ الشركة المستضيفة لموقع وكالة سبأ لكنه لم يفعل ، صحيفة الثورة أيضا مختطفة ، الإعلام اليمني للأسف كان مثله مثل بقية الإعلام العربي إما مع أو ضد لا يوجد حيادية ، ووزيرة الإعلام المستقيلة نادية السقاف كانت شجاعة حينما قالت أن الاعلام الحكومي المتواجد في العاصمة صنعاء مختطف ، إلى حد ما  أميل إلى صحيفة الجمهورية فلديها مهنية عالية وهنالك صحف يومية حاليا لها مواقف وطنية تستحق عليها الاحترام.

 

كلمة أخيرة عبر موقع مندب برس؟

 

أتمنى على النخبة السياسية اليمنية أن تتوقف عن التعويل على الجوادين الخاسرين هادي وبنعمر ، بنعمر إلى الآن يرفض أن يقول الاعلان الدستوري الحوثي مرفوض ، حتى من التسمية دستوري ، هل دستوري مشتق من الدستور ، وهل هنالك دستور يجيز لمليشيات حل البرلمان ، يجب على النخب السياسية الا تعول على الخارج وأن يتم عمل جمعية وطنية يلتف حولها وينضوي تحتها الجميع ، الأحزاب والمنظمات والوجاهات والشخصيات اليمنية الكبيرة تشكل تكتل وطني كبير في مواجهة هذا المد الفارسي الصفوي العسكري الذي يقضي على كل جميل في اليمن.

 نتمنى لكم التوفيق في مندب برس .

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)