الرئيسية > اخبار وتقارير > مبعوث جديد للسلام باليمن.. هل يأتي بما لم يستطعه الأوائل؟

مبعوث جديد للسلام باليمن.. هل يأتي بما لم يستطعه الأوائل؟

 

من المقرر أن تعلن الأمم المتحدة في غضون اليومين القادمين رسميا، تعيين الدبلوماسي السويدي هانس جرندبيرج كمبعوث جديد لها إلى اليمن بعد مصادقة الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن على القرار.

وسيخلف جرندبيرج في هذه المهمة،المبعوث السابق مارتن غريفيث الذي طوى ثلاث سنوات في هذا المنصب، من دون أن تؤدي مساعيه إلى تحقيق أي اختراق فعلي بجدار الأزمة في اليمن، البلد الغارق بحرب مدمرة منذ سبعة أعوام.

وسيصبح الدبلوماسي السويدي، رابع المبعوثين الأمميين إلى اليمن بعد التونسي جمال بن عمر، والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والبريطاني مارتن غريفيث.

وبينما ينظر عدد من المراقبين بتفاؤل إلى إختيار جرندبيرج للمهمة، قياسا بسمعة بلاده الجيدة، وخبرة طويلة اكتسبها الرجل من المناصب الدبلوماسية التي تقلدها سابقاً، إلا أن الشارع اليمني لايبدو متفائلا بما فيه الكفاية إزاء الدور الأممي في مسألة وضع حد نهائي لحرب أنهكته طويلاً.

وما بين متفائل ومتشائم، تدور في الأذهان تسأولات ملحة بشأن ما يمكن أن يحققه المبعوث الرابع  هانس جردنبيرج، في ملف يوصف بأنه ملئ بالتعقيدات والأشواك، وفيما لو كان قادرا بالفعل على إقناع الأطراف بالتوقف عن خيار الحرب والذهاب بإتجاه تسوية تعيد اليمن إلى مسار العملية السياسية.

وسواء بدأ المبعوث الجديد مساعيه من حيث انتهى سلفه غريفيث أم اختط لنفسه طريقة جديدة للتعاطي مع الملف اليمني، يبدو أن جهوده ستصل في النهاية إلى النقطة التي وصل إليها المبعوثون السابقون، حسبما يعتقد كثيرون.

ووفقاً للباحث بالشؤون السياسية في اليمن يوسف النظاري، فإن وساطة الأمم المتحدة عبر أداء مبعوثيها السابقين غالباً ما كانت تتجاهل طبيعة وديناميكيات الصراع الحقيقية في اليمن، مقابل البحث عن مكاسب صغيرة للإبقاء على حضورهم الشكلي المرتبط ربما بمنافع مادية.

وأضاف في حديث لوكالة "ديبريفر"،إن جميع المبعوثين الذين أنتدبتهم الأمم المتحدة لم يحرزوا أي تقدم جاد وحقيقي في حل الأزمة وإنهاء الصراع المحتدم باليمن، مكتفين بالبحث عن طرق تمكنهم فقط، من إدارة هذه الأزمة.

وقال، إن المبعوثين السابقين للأمم المتحدة، وتحديداً مارتن غريفيث، بدا وكأنه مجرد مبعوث في الشأن الإنساني للتخفيف من معاناة المواطنين بسبب الحرب وتراكماتها، متجاهلا تماما حقيقة أن الأزمة الإنسانية لا يمكن حلها إلا بإنهاء الحرب وإنهاء أسبابها.

وأشار النظاري إلى أهمية مراجعة الأمم المتحدة لاستراتيجيتها التفاوضية مع جميع أطراف الصراع عبر البحث عن وسائل ضاغطة وأكثر فعالية، تمهد الطريق لنجاح مهمة مبعوثها الجديد في اليمن، بعيداً عن نهج الإسترضاء والتنازل الذي أثبت فشله الذريع طيلة السنوات الماضية.

مؤكداً إن هذا هو الوقت المناسب لإعادة التركيز على العناصر الأساسية لإنهاء النزاع ودفع المتصارعين نحو تسوية سياسية تؤسس لسلام جاد وحقيقي في البلد الذي يواجه شعبه أكبر كارثة إنسانية، كما تقول الأمم المتحدة ذاتها.   وكانت جماعة (الحوثيين) المتحالفة مع إيران، قد استبقت تعيين المبعوث الأممي الجديد برسائل غير مطمئنة، تتضمن ما يشبه الشروط المسبقة للتعامل معه.

ودعت في بيان رسمي، الأمم المتحدة إلى عدم تكرار ما وصفته بـ"التجارب الفاشلة" للمبعوثين الأمميين إلى اليمن، مطالبة بأن يقوم المبعوث القادم بدوره ومهمته الأساسية وألا يتحول إلى مجرد "ناقل رسائل"، أو منحازاً إلى التحالف والحكومة اليمنية تحت وطأة الضغوط الأمريكية، حد تعبير البيان.

ولاحقاً، ألمحت جماعة الحوثي إلى عدم تعويلها على "شيء ايجابي" من تعيين مبعوث اممي جديد الى اليمن، مؤكدة على أن طريق المواجهة "للعدوان والحصار)..(هو الطريق الأسلم في الوقت الراهن لتحقيق كل التطلعات المشروعة والمحقة"،حد تعبيرها.

وقالت الجماعة في تعليقها السياسي اليومي عبر قناة المسيرة، ان الاكيد بالنسبة لها من تعيين مبعوث جديد هو"الاستمرار في توفير الغطاء الأممي للعدوان والحصار على اليمن، بما يجعل مهمة اي مبعوث ايا كانت جنسيته لا قيمة لها.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)