الرئيسية > ثقافة وفنون > هشام علي لـ''دبي الثقافية'': بنينا في اليمن جمهورية على الرمال

هشام علي لـ''دبي الثقافية'': بنينا في اليمن جمهورية على الرمال

هشام علي لـ''دبي الثقافية'': بنينا في اليمن جمهورية على الرمال

كشف المفكر والكاتب هشام علي بن علي عن أهم الحقائق الكامنة وراء المآزق السياسية في اليمن، وتحدث في حوار متمرد، عن أسباب الفشل الذي لحق بمسيرة الثورة والتغيير، متطرقاً الى مسؤولية المثقفين الناتجة عن تخليهم  عن أدوارهم الشعبية لساسة يتصدرون حركات تقليدية تسهم في تعزيز كينونة الجهل والتخلف.

 

هشام علي بن علي تحدث بلا مواربة عن تجربته في وزارة الثقافة (وكيلا للوزارة لـ28 سنة ) واتحاد الادباء والكتاب اليمنيين ، وكشف الكثير من الاسرار في عمل هاتين المؤسستين وانتقد الوضع الذي تعمل عليهما وفتح النار على المثقفين في علاقتهم مع بعضهم والقائمة على الحسد والتآمر حد تعبيره .

 

الحوار الذي نشرته مجلة دبي الثقافية في عدد مارس 2015م قدم قراءة ناجزة لتجربة اليمن السياسية والثقافية في فصولها الساخنة والباردة مستعرضا رؤيته في المحطات التي تسببت بتعثر الثورة اليمنية في الستينيات وصولاً الى ما شهدته اليمن في العام 2011م وما بينهما كانت أحداث أزمة ما بعد قيام الوحدة اليمنية .

 

الزميل الكاتب أحمد الأغبري مراسل المجلة استعرض في الحوار إشكالية علاقة المثقف بالمجتمع كسلطة شعبية موازية قادرة عن تحريك مجاديف الثورة قائلا في تقديم الحوار : "ما لم يمثل المثقف سلطة موازية، مؤثرة، قادرة على المبادرة والمعارضة والالتحام بقضايا المجتمع وتطلعاته؛ سيبقى هذا المثقف (المبدع) محدود الإرادة والإدارة والرؤية غير قادر على تجاوز سياج النص كوثيقة ببليوغرافية، إلى العمل والتأثير المباشر في الأوساط الشعبية، باعتبار (السلطة الثقافية) هي الأجدر والأقدر على صناعة التغيير استناداً إلى حامل تربوي ثقافي يغذي الحامل الشعبي الوطني...وتجاوز هذا في أي تغيير يكون نتيجته شيوع الموت إرهاب و دمار.

 

ويستطرد أحمد الأغبري : تتذكر اليمن في أزمتها الراهنة عدداً من المثقفين الذين مثلوا رموزاً شعبية في مراحل سابقة، مقابل الفراغ الكبير الذي تسجله الأجيال الجديدة من المثقفين في المرحلة الحالية التي بات فيها المثقف المبدع كأنه راضياً بالبيات أمام شاشات الأخبار، لمتابعة أحداث وطن يعترف أنه وطنه، لكنه يرى نفسه غير معنياً بمستقبله؛ فتخلى عن أدواره بين الجماهير، تاركاً تقرير مصير البلاد لجيل جديد من الساسة سجلوا، منذ2011م، أكبر مسيرة حوار عبر التاريخ خسر فيها اليمن الكثير ويقترب معها يوماً بعد آخر من الانهيار. نؤمن أن ثمة اختلالات تربوية أفرغت الدور الثوري للمثقف من جوهره الجمعي الشعبي، ودفعته إلى (الانكماش) وتكريس جهده كوطن مستقل داخل وطن، متجاهلاً أن تجربته الثقافية والإبداعية -على أهميتها - هي في الأخير تبقى تعبيراً ثانوياً عن مشروع نهضوي يتطلب تعزيز حضوره – بشكل مواز - رمزاً شعبياً يسهم في تعزيز سلطة الثقافة في صناعة المستقبل".

 

تضمن العدد الجديد من مجلة دبي الثقافية العديد من العناوين والاسماء: فيينا مدينة الموسيقا والفلسفة والفنون، جراتسيا اول اديبة إيطالية تنال نوبل، اللغة العربية تحتفي بالكاتب اميل سيوران ، جوليا قصار نجمة المسرح والدراما اللبنانية، وجيه فانوس: اتحاد الكتاب لا يخص علاي سلطة ، المترجمون العرب يجتمعون في مسقط ، ميسون القاسمي ترسم العلاقات بين الفن والشعر ، الاغنية السينمائية في رحلتها الطويلة بين مد وجزر .

 

صدر مع هذا العدد من المجلة التي يرأس تحريرها الكاتب والشاعر الاماراتي سيف المري ويدير التحرير الكاتب نواف يونس ، الهدية المجانية المتمثلة في كتاب من جزأين بعنوان " الضحك تاريخ وفن " للكاتب نصر الدين البحرة .