الرئيسية > محلية > الحكومة والحوثيون يوافقون على تمديد الهدنة شهرين إضافيين وبايدن يرحب

الحكومة والحوثيون يوافقون على تمديد الهدنة شهرين إضافيين وبايدن يرحب

توصلت الحكومة اليمنية والحوثيون الخميس إلى اتفاق لتمديد الهدنة الحالية لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهائها.

ورحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالخطوة، وحض أطراف النزاع على جعلها "دائمة". وخاض المبعوث الأممي إلى البلد الغارق في الحرب محادثات مكثفة مع أطراف النزاع كافة خلال الأيام الماضية لدفعهم نحو تمديد الهدنة.

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أن الحكومة والحوثيين وافقوا الخميس على تمديد الهدنة الحالية في البلد الغارق في الحرب لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهائها.

وقال غروندبرغ في بيان: "أود أن أعلن استجابة أطراف النزاع بشكل إيجابي مع اقتراح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين. تدخل الهدنة المجددة حيز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية"، أي بنهاية اليوم الخميس.

وخاض المبعوث الأممي محادثات مكثفة مع أطراف النزاع كافة خلال الأيام الماضية لدفعهم نحو تمديد الهدنة.

من جانبه، رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بتمديد الهدنة في اليمن، وحض أطراف النزاع في هذا البلد على جعلها "دائمة".

وقال بايدن في بيان إن "الشهرين الأخيرين في اليمن، بفضل الهدنة التي أعلنت في نيسان/أبريل، كانا من الفترات الأكثر هدوءا منذ بدء هذه الحرب الفظيعة قبل سبعة أعوام. تم إنقاذ آلاف الأرواح مع تراجع المعارك. من المهم العمل على جعل (الهدنة) دائمة".

ويهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار.

"بصيص أمل"

اعتبر غروندبرغ في بيانه، أنه من خلال الموافقة على تنفيذ الهدنة وتجديدها، قدم الأطراف "بصيص أمل لليمنيين بأنه من الممكن إنهاء هذا النزاع المدمر".

وقال: "أعتمد على التعاون المستمر للأطراف بنية حسنة، لبناء الثقة، واستغلال الزخم المتاح لتوفير مستقبل يعم فيه السلام في اليمن".  

ورغم إعلان الحوثيين والحكومة عدم ممانعتهم في التمديد، إلا أنهم وضعوا شروطا لذلك. وتريد السلطة من الحوثيين رفع حصارهم عن مدينة تعز في جنوب غرب البلاد كما نصت الهدنة، فيما يطالب الحوثيون بأن تدفع الحكومة رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتهم.

وقال غروندبرغ في بيانه: "لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لا سيما في ما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله".

وتابع: "سأستمر بالعمل مع الأطراف لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملةً، والتوجه نحو حل سياسي مستدام لهذا النزاع يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين المشروعة رجالاً ونساءً".

ورحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف بالخطوة، قائلا إن الهدنة "ستثمر في استمرار تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن".

مرحلة بناء الثقة

ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسببت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.

وفي الثاني من نيسان/أبريل الماضي، دخلت الهدنة حيز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة. وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما مثل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.

وكان يفترض السماح برحلتين تجاريتين من صنعاء أسبوعيا، لكن خلافات حول مصادر جوازات السفر قلصت أعداد هذه الرحلات. والأربعاء، نقلت طائرة تابعة للخطوط اليمنية عشرات المسافرين من صنعاء إلى القاهرة في أول رحلة تجارية بين العاصمتين منذ 2016.

وهذه سابع رحلة تجارية تنطلق من العاصمة صنعاء منذ بدء سريان الهدنة. والرحلات الست الأخرى كانت بين صنعاء وعمان في الأردن، ونقلت غالبيتها مرضى يمنيين.

ويتهم الحوثيون المدعومون من إيران الرياض بفرض "حصار" على اليمن خصوصا عبر إغلاق الأجواء اليمنية أمام الرحلات التجارية، في حين يقول السعوديون إنهم يريدون منع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.

وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون اتهامات بخرق وقف النار، ولم يطبق الاتفاق بالكامل وخصوصا ما يتعلق برفع حصار الحوثثين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

ودعت منظمات إغاثية عاملة في اليمن أطراف النزاع الثلاثاء إلى تمديد الهدنة، قائلة "في الشهر الأول من الهدنة فقط، انخفض عدد القتلى أو الجرحى في اليمن بأكثر من 50 بالمئة، ونظرا للدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)