تواصل مليشيا الحوثي، التنكيل بالمعلمين في مناطق سيطرتها، وحربها على العملية التعليمية، ضمن سلسلة من الانتهاكات والجرائم التي تطال العملية التعليمية والمعلمين منذ ثماني سنوات.
وقالت مصادر تربوية، إن مليشيا الحوثي اتخذت سلسلة من الإجراءات الجديدة الهادفة لفصل آلاف من المعلمين في محافظة إب، وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها، في الوقت الذي تواصل قطع المرتبات عن موظفي الدولة للعام السادس على التوالي.
المصادر قالت إن مليشيا الحوثي شكلت لجان محلية تستهدف المعلمين وموظفي القطاع التربوي بمختلف مديريات المحافظة، تحت مبرر التحقق من القوة الفعلية للمدرسين والعاملين في سلك التربية والتعليم.
وأضافت أن اللجان الحوثية، باشرت أعمالها بعدد من المدارس، والتي تسعى لفصل المئات من الموظفين وإحلالهم بعناصر حوثية وأخرى موالية لها.
وأشارت المصادر إلى أن اللجان الحوثية الميدانية يرأسها مشرف المليشيا في كل منطقة تحيط بها المدرسة، بالإضافة للمشرف التربوي والثقافي للمليشيا بالمديرية أو العزلة، وشخصيتين تختارهما المليشيا من أبناء المنطقة.
وأكدت المصادر، أن الكثير من أعضاء ورؤساء تلك اللجان، ليس لهم علاقة بالتربية والتعليم وأغلبهم لم يتمكنوا من الحصول على أي مؤهل دراسي، وهو الأمر الذي قوبل بإستهجان واستغراب من قبل المعلمين الذين أكدوا أن ما يتعرضون له عبارة عن حرب مقصودة تهدف لنشر الجهل وتسريح الطلاب من المدارس.
وخلال السنوات الماضية، أقدمت مليشيا الحوثي على فصل المئات من المعلمين والمعلمات وقامت بإحلال عناصر حوثية بديلا عنهم، في الوقت الذي قامت بتغيير المناهج الدراسية بشكل كلي وفقا لمعتقداتها المذهبية وسمومها الطائفية.
في سياق منفصل، أقدم أعضاء المجلس المحلي بمديرية حبيش بمحافظة إب على سحب الثقة عن قيادي حوثي عينته المليشيا في منصب أمني رفيع، مطالبين بمحاسبته جراء الجرائم والإنتهاكات التي يمارسها في المديرية.
وقالت مصادر محلية، إن أعضاء المجلس المحلي بمديرية حبيش صوتوا بالإجماع على إقالة القيادي الحوثي "قاف الهتار" من إدارة أمن مديرية حبيش الخاضعة للمليشيا، في إجراء هو الأول من نوعه بمناطق مليشيا الحوثي.
وأضافت المصادر، أن أعضاء المجلس المحلي أكدوا تورط القيادي الحوثي في الانتهاكات والجرائم التي شهدتها المديرية، بالإضافة إلى قيادته للفلتان الأمني بالمديرية وتورطه بالعمل مع عصابات القتل التي تمارس أعمال التقطع والحرابة بالمديرية.
وبحسب المصادر، فإن عملية السحب الثقة، جرت بإيعاز من قيادات حوثية تحكم قبضتها على القرار داخل المديرية، واستخدمت أعضاء المجلس المحلي كوسيلة لتمرير مخططاتها، ضمن صراعات داخلية بين قيادات المليشيا، انعكست سلبا على حياة المواطنين في المديرية التي زادت فيها أعمال الجريمة والقتل والفوضى الأمنية.
وشهدت مديرية حبيش، خلال الأشهر الماضية، تظاهرات حاشدة، للمطالبة بإقالة قيادات حوثية أبرزهم "قاف الهتار" بعد ارتكابه سلسلة من الانتهاكات والجرائم بحق المواطنين من أبناء المديرية.