قفزت أسعار الشحن الدولي بنسب واضحة خلال شهر ديسمبر الجاري، إذ بلغت أسعار الشحن الدولي للحاوية سعة 40 قدماً من موانئ الصين إلى ميناء جدة وموانئ البحر الأحمر إلى 4400 دولار ، بعد أن كان سعر الشحن في شهر نوفمبر نحو 1350 دولاراً بزيادة نسبتها 226%.
وكانت العديد من شركات الملاحة أوقفت عبور بواخرها عبر البحر الأحمر، بعد الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها بعض سفن الشحن، وهو ما دفع شركات الشحن إلى تحويل خط الملاحة باتجاه آخر، وهو ما سيساهم في رفع الأسعار، نظراً إلى طول المسافة.
التأخر 20 يوماً
وأكد رجل الأعمال المستثمر في مجال الشحن والتصدير عبدالملك الحداد لـ«عكاظ» أنه من المتوقع أن تلجأ شركات الشحن خلال الفترة الأخيرة إلى تغيير مسارها باتجاه رأس الرجاء الصالح بعيداً عن خليج عدن والبحر الأحمر وقناة السويس حتى إشعار آخر، ومن المتوقع أن ينعكس عن تغيير المسار تأخير في استلام الحاويات من 10 - 20 يوماً، خلال الفترة القادمة.
وأضاف قائلاً: «إحدى شركات الشحن أعلنت تحويل مسار بواخرها إلى مسار آخر بعيداً عن البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ليصبح مرور السفن القادمة من الشرق جنوب قارة أفريقيا لتتجه شمالاً إلى البحر الأبيض المتوسط ما بين أفريقيا وأوروبا، وهو ما سينعكس عنه زيادة مدة وصول السفن إلى وجهتها النهائية.
وأوضح أن أسعار الشحن إلى ميناء الدمام والموانئ في الخليج العربي فسجلت زيادة بنسبة 74%، وكان مستوى الزيادة أقل من ميناء جدة لعدم مرور السفن بمضيق باب المندب، أما أسعار الشحن باتجاه الميناء الجاف في الرياض فارتفعت بنسبة 55%، لتصل إلى 2600 دولار بعد أن كانت 1680 دولاراً.
الانعكاس على المستهلك
وأكد المستثمر في قطاع الأغذية معاذ فرحان أن أسعار النقل لاعب رئيسي في أسعار المواد الغذائية، فعند ارتفاع أسعار الشحن الدولي فإن ذلك سينعكس على الأسعار التي بدورها سيتحملها المستهلك.
ونفى معاذ أن ينعكس ذلك بصورة فورية على الأسعار، نظراً إلى وجود العديد من المواد في مخازن التجار، لكن إن استمرت أسعار الشحن العالية لفترة أطول فإن ذلك سيظهر صداه خلال الفترة القريب