كشف الدكتور محمد علي مارم، مدير مكتب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلى وجود اتصالات خليجية مع كافة المكونات السياسية اليمنية بمن فيهم جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) لحضور مؤتمر الرياض المتوقع عقده في الأيام القادمة.
وأعرب مدير مكتب الرئيس هادي ، عن ثقته في انعقاد المؤتمر في الرياض في غضون أيام قليلة مقبلة، ومشاركة الأطراف اليمنية فيه، وأبدى تفاؤلا باحتمال مشاركة الحوثيين فيه، قائلا "لا زالت الاتصالات جارية، وإن شاء الله الجميع حاضر".
ونفى الدكتور محمد علي مارم وجود أي خلافات بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر بسبب مؤتمر الرياض
وكانت وكالة "سبوتنيك" الروسية قد أجرت حوار هاتفي مع الدكتور محمد علي مارم مدير مكتب الرئيس هادي ، ولأهمية الحوار تعيد "مندب برس" نشر نصه :
سبوتنيك: تحدثتم عن ترتيبات جارية لعقد مؤتمر الرياض بين المكونات، هل من الممكن إطلاعنا على هذه الترتيبات؟
- الترتيبات لعقد مؤتمر الرياض تأتي من قبل دول الخليج وبالتحديد المملكة العربية السعودية التي تستضيف المؤتمر، وليس من جانب الرئاسة اليمنية.
سبوتنيك: معنى ذلك أنكم عازمون فعلا على عقد المؤتمر؟
- طبعا، الرسالة تقدمت بها الرئاسة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وهم أيضا وافقوا على هذا، وبالتالي نعم… لا زالت هناك عزيمة على ذلك.
سبوتنيك: لكن "الحوثيين" غير موافقين على الذهاب إلى الرياض، هل سيعقد المؤتمر حتى دون موافقتهم؟
- لكل حادث حديث، لكن حاليا لا زالت هذه الاتصالات جارية، وإن شاء الله الجميع حاضر.
سبوتنيك: معنى ذلك أن هناك اتصالات مع "الحوثيين" أنفسهم؟
- نحن لا نتحدث عن هذه الاتصالات من جهتنا، لكن الجهة التي تقوم باستضافة المؤتمر هي التي تقوم بالاتصال بكل القوى السياسية، وأرجو أن تكون تامة.
سبوتنيك: تقصد المملكة العربية السعودية هي التي تقوم بهذه الاتصالات؟
- لا نحدد بشكل خاص أنها السعودية، لكن المملكة العربية السعودية قامت برعاية المبادرة الخليجية التي نقلت السلطة إلى هادي عام 2012، إذن دول الخليج كافة هي المؤهلة بإجراء هذه الاتصالات، إن كان هم يتفقوا سواء داخل السعودية أو دولة أخرى، بناء على توافق أيضاً من كل القوى السياسية اليمنية ومن ضمنها "الحوثيون".
سبوتنيك: هل مؤتمر الرياض بديل عن حوار صنعاء الذي ترعاه الأمم المتحدة؟
- لا، الحوار الوطني كان معبراً عن ثورة مجتمعية، وهذه الثورة ناقشت كل القضايا المجتمعية في اليمن من جذورها، وبالتالي حضرتها الأطياف والمكونات والقوى السياسية المختلفة، وعملت على الخروج بحلول اتفقت عليها، وصوتت عليها كل القوى السياسية، وهذا تحول أيضا إلى لجنة صياغة الدستور، وقامت بتحويل هذه النقاط إلى نصوص دستورية.
هذا الأمر يسير بشكل إيجابي حتى بعدما حصلت الأحداث هذه، وبالتالي فهو يعتبر نتيجة أساسية أسوة بالنتيجة الأساسية الأولى التي هي اتفاق لجنة التسوية السياسية، وما يسمى بـ"مخرجات الحوار الوطني"، بالتالي هناك حاجة إلى حوار يحمل أجندة أخرى، تحددها الدولة التي قامت بالدعوة والجهات المعنية، لكي يتم استكمال ما تم التوقف عنده.
سبوتنيك: لكن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي قال إن مؤتمر الرياض مختلف عن حوار صنعاء؟
- نعم، مختلف عن الحوار الوطني، بطبيعته وبطبيعة الانفتاح على القوى السياسية كافة، لكن لا نقارن هذا بذاك، لأن الحوار الوطني شمل مشروعاً طويلا، وبالتالي مؤتمر الرياض هذا لا يلغي ما سبقه، لكنه يتمم ما تم التوقف عنده.
سبوتنيك: هل سيكون للأمم المتحدة دور في عقد هذا المؤتمر؟
- أتمنى، فدول الخليج هي التي تقوم بتنظيم هذا المؤتمر، وبالتأكيد سيكون للأمم المتحدة علاقة، نظرا أيضا لأن المبعوث الأممي جمال بنعمر يتواصل مع دول الخليج، وبالتالي تعتبر مشتركة.
سبوتنيك: إذن هذا ردكم على الأنباء التي تحدثت عن وجود خلاف بين بنعمر وهادي؟
- لا يوجد أي خلاف بمعنى كلمة خلاف، المبعوث الأممي لديه مهمة واضحة استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة الخاصة باليمن، وبنعمر جاء ليطبق مهمة الأمم المتحدة التي تعد مظلة لكل العالم، فدور بنعمر هذا يساعد في تسيير الحلول التي تجمع عليها القوى السياسية اليمنية، من هنا لا نرى أي خلاف، لكن هناك ترتيبات لإعادة الأمور إلى نصابها.
سبوتنيك: ماذا عن دور مدير مكتب الرئيس اليمني السابق في الترتيب لعقد مؤتمر الرياض؟
- لا أستطيع التطرق إلى شىء من هذا القبيل، لكن قد يكون له شيء، فالأستاذ أحمد عوض بن مبارك شخصية سياسية، لعب دورا مهما في الحوار الوطني الذي يعتبر ركيزة أساسية في عملية التحول السياسي في اليمن، وبالتالي من المحتمل أيضا أن يساعد في كيفية استكمال هذه العملية، لأنه كان أمين عام الحوار الوطني أصلاً داخل الجمهورية اليمنية.