تعرضت مواقع تابعة للحوثيين في صنعاء لسلسلة من الغارات الجوية الأمريكية، التي تركزت على دار الرئاسة (مجمع النهدين) في السبعين (جنوب مدينة صنعاء)، واستحداثات في جامعة الإيمان بشارع الستين، وجبل صرف في بني حشيش بضواحي العاصمة.
وقال شهود عيان لـ"المصدر أونلاين" إن طائرات أمريكية استهدفت بعدة غارات مجمع الرئاسة (النهدين) في السبعين جنوب صنعاء، بالتزامن مع غارات مماثلة قرب جامعة الإيمان وفي الفرقة الأولى مدرع بشارع الستين شمال المدينة.
وأضاف الشهود أن أصوات انفجارات سمعت بعد الغارات الأمريكية، كما تصاعدت النيران من الأماكن المستهدفة، وهرعت سيارات الإطفاء وأطقم للحوثيين باتجاه تلك المناطق.
بدورها، أفادت وزارة الدفاع التابعة للحوثيين، في خبر قصير على موقع "سبتمبر نت"، نقلاً عن مصادر محلية بـ"سماع انفجارات نتيجة غارات للعدو الأمريكي استهدفت جامعة الإيمان شمال غرب العاصمة صنعاء، كما استهدفت بغارة منطقة جبل صرف بمديرية بني حشيش في محافظة صنعاء".
ولم تُشر وسائل إعلام الجماعة للغارات التي استهدفت دار الرئاسة، واكتفت بالإشارة إلى استهداف الطيران لمنطقة مفتوحة في الستين بمدينة الثورة بصنعاء.
من جانبها، نشرت القيادة المركزية الأمريكية مقاطع مصورة لانطلاق الطائرات الحربية من إحدى البوارج في البحر الأحمر، وقالت في بيان مقتضب على حسابها في منصة "إكس"، إن "قوات القيادة المركزية الأمريكية تواصل ضرباتها ضد الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران".
وفي بيان فجر الثلاثاء، زعم المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن قواتهم استهدفت "حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان شمالي البحر الأحمر بصاروخين مجنحين وطائرتين مسيرتين"، وهو ثاني إعلان من جانبهم في أقل من 48 ساعة.
كما زعم سريع استهدافهم "مدمرة أمريكية بصاروخ مجنح وأربع طائرات مسيرة"، مؤكدًا أن المليشيا أفشلت "هجومًا جويًا كان يُحضر له، وأجبرت القطع الحربية الأمريكية على التراجع باتجاه شمال البحر الأحمر".
وتأتي هذه الغارات بعد غارات سابقة، يوم الاثنين، استهدفت مصنعًا للحديد في مديرية الصليف، ومنطقة أخرى في مديرية باجل بمحافظة الحديدة الساحلية غربي البلاد.
وفي وقت سابق، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن تفاصيل العمليات العسكرية الأولى التي نُفذت ضد الحوثيين، مؤكدة أنها ستستمر حتى تحقيق "الأهداف المحددة"، وستنتهي بمجرد توقف هجمات الحوثيين.
وفي إفادة صحفية، صرح المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل بأن الضربات العسكرية الأمريكية في اليمن "لا تمثل هجومًا بلا نهاية"، مضيفًا أن الهدف منها "لا يشمل تغيير النظام". وأوضح أن الضربات الجوية استهدفت "البنية التحتية للحوثيين، منشآت تصنيع الأسلحة، بالإضافة إلى مقرات قياداتهم".
من جهته، كشف مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة الأمريكية أن الموجة الأولى من الضربات الجوية أسفرت عن تدمير أكثر من 30 هدفًا تابعًا للحوثيين، وأن العشرات من العسكريين الحوثيين قد قُتلوا جراء هذه الضربات.
وأضاف أن "الضربات ستستمر حتى تحقيق أهدافنا"، مؤكدًا أن إيران قامت بتمويل الحوثيين وتزويدهم بالأسلحة على مدى سنوات، داعيًا إلى عدم تصديق ما يروج له الحوثيون بشأن الضربات والخسائر.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حمّل، يوم الاثنين، إيران مسؤولية أي هجمات أخرى ينفذها الحوثيون، وقال في بيان على منصة "تروث سوشيال"، إن "كل طلقة يطلقها الحوثيون ستُعتبر بمثابة عمل إيراني"، متوعدًا إيران بعواقب وخيمة.