نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أن تكون المعلومات التي سُربت خلال مناقشات بين مسؤولين أميركيين في مجموعة مراسلة على تطبيق "سيغنال"، والتي أُضيف إليها صحافي أميركي عن طريق الخطأ، معلومات سرية. وأكد ترامب أنه لن تجري إقالة أي مسؤول على خلفية هذا الحادث، مشدداً على ثقته في مستشار الأمن القومي مايك والتز وفريقه.
وقال ترامب في تصريحات للصحافيين رداً على سؤال عما إذا كان سيُقال أي مسؤول على خلفية هذا الأمر: "إنهم مستمرون في عملهم، ولدينا فريق رائع، وأمننا القومي الآن أقوى من أي وقت مضى. لقد قمنا بهجمات عديدة وناجحة للغاية على هؤلاء الذين يهاجمون السفن من جميع أنحاء العالم، ولم تكن هناك معلومات سرية، وعلى حد علمي استخدموا تطبيقاً يستخدمه الكثير من الناس والمسؤولين الحكوميين، ويستخدمه الكثير من الإعلاميين".
ووصف ترامب، مستشاره للأمن القومي بالشخص الـ"جيد جداً"، وكذلك فريق العمل الذي شارك في الاجتماع للهجوم على الحوثيين، وأنهم "قاموا بعمل فعال للغاية"، وقال "لا أعرف شيئاً عن التطبيق ولم أكن مشاركاً، ولكنني سمعت عنه، وسمعت أنه يستخدم من قبل العديد من الجهات، وتستخدمه وسائل الإعلام والكثير من العسكريين، وأعتقد أنها وسيلة ناجحة، لكن هذا يحدث مع التكنولوجيا، المهم أن نتعلم من هذا"، وهاجم الصحافي جيفري غولدبرغ قائلاً: "لا أعرفه، أعني كنت أعرفه بالصدفة، وهو رجل فاسد، ومجلة ذا أتلانتك فاشلة، ولا أحد يكترث بها، وهي مجرد مجلة عائلية".
وأعاد ترامب القول إن هذه المعلومات غير سرية، وإنه "لم يحدث أي شيء، والهجوم كان ناجحاً"، وأكد أنه "لو كانت معلومات سرية فلربما يكون الأمر مختلفاً بعض الشيء، ولكن يجب أن نتعلم من التجربة"، معتبراً أنه من الظلم للغاية الهجوم على مايك والتز، وأنه لا يعتقد أنه يجب أن يتضرر أشخاص مثله مما حدث. ورداً على سؤال حول إمكانية نشر المحادثة بالكامل طالما أنها ليست سرية، أوضح: "حسناً لا أعرف، وعليّ أن أسأل الجيش عن ذلك".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن مايك والتز ارتكب خطأ وأنه يجب أن يعتذر، قال ترامب: "لا أعتقد أنه يجب أن يعتذر، وأعتقد أنه يبذل قصارى جهده، وهي معدات وتكنولوجيا ليست مثالية، وربما لن يستخدمها مرة أخرى"، ليرد مايك: "نعم بالتأكيد أتفق معك، ولكن لا أعتقد أننا نتطلع إلى استخدامه مرة أخرى". وأشار إلى أنه سيجري النظر في استخدام تطبيق سيغنال داخل الإدارة، وقال ترامب إنه طلب دراسة فورية لمعرفة ما إذا كان بالإمكان اختراقه. واعتبر ترامب أن تسريب المعلومات "كان أمراً بسيطاً جداً ويمكن حدوثه" مضيفاً أنه لا توجد تقنية تكنلوجية مثالية، وأنه قد نحتاج إليه، ولكن "بشكل عام أعتقد أننا لن نستخدمه كثيراً".
وكانت معلومات حسّاسة حول خطط حربية سرية للهجوم على الحوثيين وموعده والأسلحة وتسلسل الهجمات قد جرى تسريبها من قبل مسؤولين في إدارة الرئيس ترامب لرئيس تحرير مجلة ذا أتلانتك جيفري غولدبرغ عن طريق الخطأ، وذلك بإضافته إلى مجموعة مراسلة على تطبيق "سيغنال" لمناقشة الهجوم، ونشر الصحافي مادةً مفصّلةً يوم الاثنين، كشف فيها تفاصيل تجربة إضافته إلى دردشة جماعية تضمّ مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة ترامب، من بينهم نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، لمناقشة خطط الإدارة للهجوم على الحوثيين باليمن.
وقال الصحافي: "إذا كان العالم قد عرف قبيل الساعة 2 ظهراً بتوقيت العاصمة واشنطن، في 15 مارس/ آذار، أن الولايات المتحدة تقصف أهدافاً للحوثيين في اليمن، فقد كنت أعلم قبل ساعتين من انفجار القنابل باحتمالية وقوع الهجوم"، وأن السبب في معرفته بذلك هو أن "وزير الدفاع بيت هيغسيث أرسل إليّ رسالة نصية تتضمّن خطة الحرب الساعة 11:44 صباحاً".
ولم ينشر الصحافي رسائل وزير الدفاع التي تتضمن حسبما قال "تفاصيل عملياتية للضربات القادمة على اليمن، بما في ذلك معلومات حول الأهداف والأسلحة وتسلسل الهجمات". وتباينت مواقف الجمهوريين في الكونغرس، في التعليق على تسرّب المعلومات، إذ اعتبر بعضهم أن هناك "خطأ يجب معالجته"، فيما دافع آخرون عن موقف الإدارة. أما بالنسبة للديمقراطيين، فطالبوا بإقالة كل من في مجموعة المحادثة، محذرين من أن هذه الإدارة تهدد الأمن القومي.
من جانبه، علق مستشار الأمن القومي، مايك والتز، موجهاً هجوماً شديداً للصحافي، حيث قال إن "هناك العديد من الصحافيين في هذه المدينة الذين صنعوا لأنفسهم شهرة واسعة باختلاقهم الأكاذيب عن هذا الرئيس، سواء عن التدخل الروسي أو النشر عن أسرته، وهذا الصحافي تحديداً لم ألتق به ولا أعرفه ولم أتواصل معه على الإطلاق، ونحن نراجع كيف دخل إلى مجموعة الدردشة".
وحاول والتز التركيز على ما وصفه بنجاح ضربات فريق ترامب ضد الحوثيين، قائلاً: "أقول لكم شيئاً، العالم مدين للرئيس ترامب، ففي عهد بايدن أغلقت حركة الشحن العالمية، والآن اتخذ الرئيس ترامب إجراءات حاسمة مع فريقه للأمن القومي". ثم عاود الهجوم مرة أخرى على الصحافي، وأردف: "هذا الصحافي يا سيدي الرئيس، يريد أن يتحدث العالم عن المزيد من الأكاذيب وهذا النوع من الهراء بدلاً من الحرية التي تتيحونها، وجزء أساسي من سيادتنا هو فتح الممرات البحرية والقضاء على الإرهابيين".