من غرفة العمليات العسكرية في الرياض كانت إشارة البدء بعملية "عاصفة الحزم" العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، حيث تقود المملكة العربية السعودية هذه المعركة وإلى جانبها تسع دول، أربع خليجية، وأربع عربية، إلى جانب باكستان.
ما تنشره وكالة الأنباء السعودية الرسمية يشير إلى أن الرياض هي من يقود هذه العملية العسكرية، مشيرة إلى أن وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز هو من أعطى إشارة الانطلاقة من مركز عمليات القوات الجوية، لقيادة عملية "عاصفة الحزم"، في تمام الساعة 12 من منتصف الليل، بتوقيت السعودية.
وقالت الوكالة: إن الأمير محمد أشرف على الضربة الجوية الأولى على معاقل الحوثيين في اليمن، "والتي نتج عنها تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل، وقاعدة الديلمي، وبطاريات صواريخ سام، وأربع طائرات حربية، دون أي خسائر في القوات الجوية السعودية".
من هو محمد بن سلمان؟
كان من أوائل القرارات التي اتخذها الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز آل سعود، هو تعيين نجله الأمير الشاب محمد بن سلمان صاحب الخمسة والثلاثين ربيعاً وزيراً لدفاع أكبر مؤسسة عسكرية خليجية، فضلاً عن تعيينه رئيساً للديوان الملكي السعودي، وليكون بذلك أول أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، الذين يشغلون هذا المنصب وأصغرهم.
ولد الأمير محمد بن سلمان في العاصمة السعودية الرياض عام 1980، تلقى تعليمه في مدرسة الأمراء بالرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة العربية السعودية، وقد حصل على إجازة (بكالوريوس) في القانون من جامعة الملك سعود في الرياض، حيث حاز على الترتيب الثاني على دفعته من كلية القانون والعلوم السياسية، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون الأمريكية.
بدأ الأمير محمد بن سلمان عمله الحكومي مستشاراً متفرغاً بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء في السعودي عام 2007 حتى عام 2009، انتقل بعدها من هيئة الخبراء بالمرتبة الحادية عشرة ليكون مستشاراً خاصاً لوالده الملك سلمان، عندما كان أميراً لمنطقة الرياض حتى عام 2013، كما عمل أميناً عاماً لمركز الرياض للتنافسية.
عين الأمير محمد عام 2012 مستشاراً ومشرفاً على المكتب الخاص والشؤون الخاصة لولي العهد، وذلك بُعيد تولي والده الأمير سلمان ولاية العهد، حتى صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً لديوان ولي العهد ومستشاراً خاصاً في بداية شهر مارس/آذار من 2013.
وفي يوليو/تموز 2013، قام الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بتعيينه مشرفاً عاماً على مكتب وزير الدفاع، إضافة إلى عمله، وفي شهر أبريل/نيسان من عام 2014 صدر أمر ملكي بتعيينه وزير دولة عضواً في مجلس الوزراء.
كما عمل وزير الدفاع السعودي الجديد في مجال المجتمع المدني؛ حيث أسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه وهي مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية "مسك الخيرية"، التي يترأس مجلس إدارتها، والهادفة إلى "دعم تطوير المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع في المجتمع السعودي، من خلال تمكين الشباب السعودي وتطويرهم، وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والأدب والقطاعات الاجتماعية والتقنية".
كما ترأس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان للشباب، والذي أُسس بمبادرة من الأمير سلمان بن عبد العزيز من أجل تعزيز جهود المملكة في دعم الشباب وتحقيق طموحاتهم؛ لما لذلك من أثر في تقدم المملكة.
ومنذ تولي منصبه أجمع المراقبون أن أمام محمد بن سلمان قضايا ساخنة بحاجة للتعاطي معها بشكل سريع، خصوصاً مع الأوضاع التي تدهورت في اليمن إثر استيلاء الحوثيين المدعومين من طهران على السلطة في البلاد، فضلاً عن الأوضاع المتدهورة في العراق وسوريا، وخطر تنظيم "الدولة" الذي يتهدد المملكة، علاوة على تحديات البرنامج النووي الإيراني، وكيفية التصدي للمد الفارسي الذي أوشك على الإحاطة بالمملكة من الشمال والجنوب.