لليوم الثاني على التوالي لازالت مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت كبرى محافظات البلاد تقبع تحت سيطرة مسلحي تنظيم القاعدة.
وشهدت المكلا مساء الخميس والجمعة تواصل اعمال النهب والسلب للعديد من المرافق والمؤسسات الحكومية والمصارف والبنوك.
وتعرض بنك اليمن الدولي والأنشاء والتعمير والمركزي اليمني لأعمال سلب وسطو على الأموال والأثاث التي بداخلها، فيما تعرض بنك التضامن للاعتداء عبر تحطيم كاميرات المراقبة الخارجية.
واشتعلت النيران في بنك اليمن الدولي ظهر اليوم الجمعة، فيما تضررت بعض المكاتب والمحلات التجارية المجاورة نتيجة شدة الحريق الذي نشب في البنك.
وسمع دوي انفجارات واطلاق رصاص داخل ميناء المكلا وتشير الأنباء الواردة ان عناصر القاعدة تبحث عن عسكريين وامنيين لتصفيتهم.
ولايزال عناصر تنظيم القاعدة وأطقم تتبعهم تنتشر في أحياء وشوارع المدينة.
وألقى عدد من قيادات القاعدة محاضرات وكلمات في جموع المصلين في بعض مساجد المدينة أكدوا انهم جاءوا لتطبيق الشريعة.
وقال سكان لـ"مندب برس" إنهم سألوا قيادات التنظيم حول اعمال النهب والسطو التي طالت عدد من المؤسسات، وانهم تفاجئوا برد القاعديين بقولهم "انهم لم يستطيعوا ضبط الامور وجاءوا في مهمة محددة".
وغابت أجهزة الأمن والجيش تماماً في الشوارع والمؤسسات الحكومية.
وطالت اعمال النهب ايضاً مبنى الإذاعة والأمن ومبنى المحافظة ومؤسسة باكثير للصحافة والضرائب والمؤسسة الاقتصادية ومبنى المخابرات.
واستحدث مسلحو القاعدة الذين باتوا يتحركون بحرية كاملة وسط المدينة نقاط تفتيش.
وكان تنظم القاعدة شن فجر الخميس المنصرم هجوماً على على عدد من مرافق الدولة أبرزها السجن المركزي، ونهرب اكثر من 200 سجين معظمهم ينتمون للتنظيم بينهم القيادي بتهريب خالد باطرفي.
من جهته خرج محافظ المحافظة الدكتور عادل باحميد عن صمته، وقال في تصريح صحفي إنما يجري في المحافظة من احداث "ما هو إلا مشهد ضمن سيناريو يراد منه إسقاط هذه المحافظة وأهلها في براثن الفوضى والاقتتال خدمة لأجندة لم يعجبها انحياز أبناء حضرموت لصوت العقل والاتزان والبعد عن الانزلاق في أتون الصراع".
وأضاف "بذلت خلال اليومين الماضيين جهودٌ مضنية من كل الجهات الرسمية والمجتمعية وباستخدام كافة الوسائل الممكنة وعلى أعلى المستويات، وتم التواصل مع الجميع لتفادي ما حصل، غير أن كل ذلك لم يحل دون حدوث ما وصل إليه الحال".
وأشار إلى ان الأحداث "أظهرت جلياً حجم الخلل المتراكم في جاهزية عددٍ من أجهزتنا الأمنية ووحداتنا العسكرية الرسمية على مدى سنين، الأمر الذي حال دون قيامها بواجبها على الوجه المطلوب منها مما يتطلب العمل الجاد والسريع على إصلاحها وتطويرها ورفع جاهزيتها، وأصبح من الواجب الملح علينا اليوم أن ندعو كل المخلصين من أبناء المحافظة إلى التداعي لحفظ أمنها واستقرارها والدفاع عنها ضد كل من يريد بها سوء، والقيام بالواجب تجاه أهلنا وأرضنا.
وحث باحميد كافة العلماء والخطباء وأئمة المساجد وأصحاب الرأي والكلمة والتأثير والإعلاميين إلى حث الناس على الابتعاد عن سلوك النهب والسرقة وكافة المظاهر المسيئة لحضرموت وأهلها .
