يتوقع مراقبون سياسيون خليجيون أن يبحث قادة دول مجلس التعاون الخليجي لدى اجتماعهم «التشاوري» في الرياض، اليوم، خطة إنقاذ اقتصادية لليمن، تكون بداية لعملية تأهيل سياسي واقتصادي تستغرق عشر سنوات لضم اليمن تدريجيا لمنظومة المجلس الذي أقيم قبل 35 عاما.
وستركز القمة الخليجية التشاورية التي سيعقدها قادة دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم، على بحث تطورات العمليات العسكرية لقوات التحالف الخليجي ـ العربي في اليمن، لاسيما تطورات الأوضاع السياسية المرتبطة بهذه العمليات التي انطلقت قبل أربعين يوما دون أن تلوح بالأفق إمكانية رضوخ الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لقرارمجلس الأمن 2216 الذي يدعوهم لوقف انقلابهم على السلطة الشرعية ووقف النار.
ويتوقع أن يقرر القادة الخليجيون توصيات بتقديم مساعدات اقتصادية وإنسانية عاجلة للشعب اليمني لمساعدته على مواجهة ظروف الحرب الصعبة هناك.
ويلاحظ أن وزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير مهد لقرار سيصدر عن قمة اليوم الخليجية بشأن الإسراع بتقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية لليمن، بالحديث عن أن «التحالف يدرس إيجاد مناطق محددة داخل اليمن لإرسال المساعدات».
وأضاف الوزير السعودي في تصريح نسب له أمس «العمليات الجوية
ستقف في أوقات محددة للسماح بإيصال المساعدات».
وحذر الجبير الحوثيين، من استغلال ذلك وقال «نحذر الحوثيين من استغلال الوقف المؤقت للعمليات بالمناطق المعنية». ويتوقع ان يقدم ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان تقريرا عسكريا عن تطورات المعارك العسكرية في اليمن والأهداف العسكرية التي تحققت حتى الآن. كما سيبحث القادة الخليجيون الستة التنسيق فيما بينهم بشأن قمتهم المقبلة التي سيعقدونها مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما في واشنطن وكامب ديفيد يومي 13و14 أيار/مايو الجاري .
وكان الرئيس الأمريكي اوباما قد وجه الدعوة لقادة دول الخليج العربية للقائه في واشنطن للبحث بموضوع الاتفاق الغربي مع طهران بشأن ملفها النووي بهدف «طمأنة دول مجلس التعاون ،القلقة من مستقبل علاقة واشنطن مع طهران، من أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزاماتها نحو دول المنطقة
وأمنها واستقرارها».
وقد أكدت الإدارة الأمريكية وقوفها إلى جانب السعودية ودول الخليج من خلال دعمها العسكري وتأييدها السياسي لعمليات «عاصفة الحزم» و»إعادة
الأمل» العسكرية التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وسيقوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري غدا الأربعاء وبعد غد الخميس بزيارة للعاصمة السعودية قادما من جيبوتي، حيث سيصلها اليوم لتفقد القاعدة البحرية الأمريكية هناك والمسؤولة عن حفظ أمن منطقة مضيق باب المندب وبحر العرب، وحيث ترابط السفن الأمريكية التي تشارك بمنع السفن
الإيرانية من الاقتراب من المياه الإقليمية اليمنية .
ويذكر ان جيبوتي أصبحت مركز اسناد لوجيستي لعمليات التحالف العربي في اليمن، وكذلك مركزا لإرسال المساعدات الاقتصادية والعسكرية للقوات الموالية للرئيس الشرعي والتي تقاتل في عدن والمحافظات المحيطة بها
ولأول مرة سيحضر رئيس دولة اجنبية لقمة خليجية تشاورية (الجلسة الافتتاحية) وهو الرئيس الفرنسي اولاند. وتأتي هذه المشاركة كنوع من التكريم لفرنسا بسبب مواقفها المؤيدة لدول مجلس التعاون الخليجي .
وكان الرئيس الإيراني احمدي نجاد قد شارك في حضور جلسة افتتاحية لقمة خليجية عقدت في الدوحة عام 2002 وألقى كلمة لم تلق ارتياح الحضور .
ويتوقع أن يشارك الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في جانب من أعمال هذه القمة التي ستعقد جلسة عمل واحدة ومتواصلة لبحث الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها والتي أعد ملفاتها وزراء الخارجية الذين
اجتمعوا في الرياض الأربعاء الماضي .
وقد جرت العادة ألا تخرج عن القمم الخليجية التشاورية ـ التي تعقد في شهر أيار/ مايو من كل عام – أي قرارات معلنة لأنها اجتماع «تشاوري».