في الوقت الذي التزم طيران التحالف بالهدنة الإنسانية التي تنتهي في الساعة الـ11 من مساء غد الأحد, ومع بدء وصول المشتقات النفطية إلى المحافظات اليمنية لتحريك ما يزيد عن 200 ألف مركبة وسيارة جاثمة منذ 26 مارس الماضي أمام محطات الوقود, ساد هدوء حذر في معظم مناطق محافظة عدن جنوب اليمن, أمس, بعد يوم من المواجهات في منطقتي الممدارة ودار سعد بين المقاومة الجنوبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي وبين القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي سقط فيها أربعة قتلى من المقاومة والمدنيين وأصيب 28 آخرين بجروح, في حين بقيت المعارك مشتعلة بين المقاومة وبين ميليشيات صالح والحوثي في ثلاث جبهات هي شبوة وتعز ومأرب.
وقال أحد قادة المقاومة الشعبية الشيخ خالد بن فريد العولقي, وهو أحد زعماء قبيلة العوالق في محافظة شبوة شرق اليمن, إن المعارك العنيفة تواصلت أمس بين المقاومة الجنوبية وبين ميليشيات صالح والحوثي في منطقة السر بالمصينعة مع اشتباكات خفيفة بالقرب من نقطة الجلفوز على مشارف مدينة عتق عاصمة المحافظة الواقعة تحت سيطرة الميليشيات.
وكشف الشيخ العولقي لـ”السياسة” أن مقاتلي المقاومة الجنوبية باتوا على بعد أربعة كيلومترات فقط من مدينة عتق من جهة منطقة الجلفوز, مؤكداً عزم المقاومة على تطهير عتق من الميليشيات.
وأوضح أن المقاومة الجنوبية كانت قبل يومين قد وصلت إلى منطقة النصيرة وتقدمت إلى موقع السوداء غير أن ميليشيات صالح والحوثي قامت بعملية التفاف عليها ما أدى إلى تراجعها إلى الخلف قليلاً, لافتاً إلى أن عدد القتلى من المقاومة خلال شهر من القتال لم يتجاوز الـ 35 شخصاً في مقابل مقتل عدد كبير من الحوثيين وقوات صالح.
وفي مدينة تعز, أكدت مصادر محلية أن الاشتباكات بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة تواصلت, أمس, في مناطق حوض الأشراف وجبل الوحش وجولة المرور قرب بير باشا والحصب, حيث تمكنت المقاومة من صد هجوم للميليشيات باتجاه جبل صبر الستراتيجي المطل على تعز.
وقتل في تلك الاشتباكات 11 مسلحا من الميليشيات وأصيب خمسة فيما قتل اثنان من المقاومة وأصيب ستة, وتعرضت منازل عدة لأضرار جراء قصفها من قبل الميليشيات بالمدفعية الثقيلة.
وتحدثت مصادر محلية عن أن الميليشيات دفعت بتعزيزات عسكرية تضم ما يزيد عن 50 طاقما مسلحا باتجاه سوق عصيفرة لإسقاط جبل جرة الذي تتمركز فيه المقاومة الشعبية بقيادة القيادي في حزب “الإصلاح” الشيخ حمود المخلافي.
وتزامن ذلك مع إعلان المقاومة الشعبية في جبل حبشي بمحافظة تعز سيطرتها الكاملة على خطوط الإمداد التي كانت تستخدمها ميليشيا صالح والحوثي من جهة ميناء المخاء للتعزيزات العسكرية ونقل الأسلحة.
وقال مصدر في المقاومة إن المقاومة سيطرت على إدارة الأمن والمجمع الحكومي وطردت “الخونة” من جميع مرافق الدولة في جبل حبشي.
وفي محافظة مأرب, أكدت مصادر قبلية أن المعارك بين ميليشيات صالح والحوثي وبين مسلحي حزب “الإصلاح” في مناطق العطيف والجبينة والطلعة والحمراء بمديرية صرواح لم تتوقف منذ أول أيام الهدنة الثلاثاء الماضي, وخلفت أمس قتلى وجرحى من الجانبين, في حين ساد جبهة الجدعان هدوء حذر بعد تدخل زعماء قبليين لإيقاف المواجهات هناك والسماح لناقلات النفط بالمرور باتجاه صنعاء.