تدور معارك عنيفة بين المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جهة وبين المقاومة الشعبية من جهة أخرى في شرق اليمن، وتحاول مليشيات الحوثي بكل السبل السيطرة على محافظة مأرب النفطية مهما كلفها ذلك من قوة لعدة اعتبارات أهمها الموقع الإستراتيجي والمخزون الكبير للنفط، إلا أنها قوبلت بمقاومة شرسة من قبل أبناء إقليم سبأ، في هذا الحوار نستضيف الشيخ سلطان بن علي مبخوت العرادة محافظ محافظة مأرب الذي شرح ووضح أهم مجريات الأحداث الجارية في مأرب وكذب وافتراء الحوثيين على أبناء مأرب، كما أوضح المحافظ العرادة من المتسبب في انقطاع التيار الكهربائي والخدمات الضرورية للمواطنين .. فإلى تفاصيل الحوار 
• ماهي آخر المستجدات على أرض المعركة بمحافظة مارب؟ 
- أنتم تدركون أن المعركة في أرض مأرب بدأت منذ أكثر من شهر من الآن، المعركة الأخيرة التي لا زالت مستمرة إلى الآن وهذا ما أتحدث عنه، لأنه كان هناك عدة معارك في مأرب لكن حديثي عن المعركة الأخيرة التي لا زالت محتدمة حتى الآن، وهي المعركة التي أراد بها الحوثي ومن معه الدخول إلى أرض مأرب، والحمد لله أبناء مأرب صمدوا بشكل أسطوري وبطولي وإلى جانبهم إخوانهم من أبناء القوات المسلحة والأمن، لم يتركوا إخوانهم بل ساندوهم وناصروهم ووقفوا بكل جد واجتهاد وصمود في كل الجبهات المتجهة في اتجاه مارب لأن هناك ثلاث جبهات يستعر فيها القتال وهي مديرية صرواح ومديرية مجزر ومديرية حريب وحريب القراميش، لكن الحمد لله الثبات موجود على أعلى مستوى، والأمور طيبة إن شاء الله تعالى. 
• هل التزمت جماعة الحوثي بالهدنة التي أعلنتها المملكة لوقف القتال أم أنهم لا زالوا يواصلون المعارك؟ 
- لم يلتزموا على الإطلاق، ومنذ أول لحظة خرقت جماعة الحوثي الهدنة المعلنة من قبل السعودية، نحن لا نعرف الهدنة إلا من الإذاعة والتلفزيون ومقدمي الأخبار أما على الواقع فلا شيء منها على الإطلاق، قوات التحالف الحقيقة التزمت بالهدنة أما قوات الحوثي لم تلتزم كما قلت لك على الإطلاق. 
• أفهم من كلامك أن الحرب لا زالت مستمرة ولم تتوقف؟ 
- نعم لم تتوقف الحرب على الإطلاق، حتى هذه اللحظة التي أحدثك فيها أسمع أصوات الصواريخ والدبابات تقصف مأرب. 
• لماذا يستميت الحوثيون في محاولات السيطرة على محافظة مأرب؟ 
- سيطرتهم على مأرب مستبعدة ولن تكون إن شاء الله. 
• أقصد لماذا يحاولون السيطرة على مأرب رغم الخسائر التي يتلقونها؟ 
- أولًا هم أعداء للشعب اليمني، فأي قضية تمس حياة الشعب اليمني يحاولون القضاء عليها، وكما تعرف فمحافظة مأرب ظلت محافظة على الشرعية الدستورية ومتماسكة ولله الحمد هذا شيء، كما هي متماسكة مع وحداتها العسكرية ووقفنا وقفة رجل واحد مواطنين وعسكريين وأحزابًا بمختلف التوجهات، هذا التوحد أغضبهم، بالإضافة إلى أن مأرب هي من المحافظات التي تمد كل الأقاليم بالغاز والنفط والكهرباء، واستهدافهم لمأرب استهداف للمواطن اليمني، لأن المحافظة لا تزال تغذي المحافظات الأخر من النفط والغاز رغم وجود الحرب والمشكلات. 
• كم نسبة مساحة أراضي مأرب التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية؟ 
- امتداد الجبهة من مفرق الجوف إلى منطقة حريب حوالى 160 كيلومترًا وكلها تحت سيطرة المقاومة. 
• يعني مدينة مأرب وأغلب المديريات التابعة لها خاضعة للمقاومة الشعبية؟ 
- طبعًا كلها تحت الشرعية والمقاومة. 
•حسنًا، كم نسبة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون؟ 
- الحوثيون يسيطرون على أجزاء يسيرة من صرواح، ومجزر وحريب بيحان. 
• أجزاء فقط وليست كامل المديريات ؟ 
- نعم يسيطرون على أجزاء من المديريات التي ذكرتها لك فقط .
• هل المقاومة الشعبية في محافظة مأرب ملتزمة بالهدنة؟ 
- نعم نحن التزمنا بالهدنة المعلنة من قوات التحالف لكن الحوثيين خرقوا الهدنة وقصفوا المقاومة الشعبية بمختلف الأسلحة، ما دفعنا للرد على أنفسنا، رغم أننا أردنا الالتزام إلا أن الحوثيين لم يتركوا لهم حالهم، حتى مع وجود وساطة من قبلهم أتتنا من صنعاء تطلب الهدنة ووقف إطلاق النار، وعندما وصلوا إلينا باشرت مليشياتهم بقصفنا بمختلف الأسلحة وأعضاء الوساطة التي أرسلوهم بيننا، ولولا أن الوساطة رأوا بأعينهم ما صدقوا أن الحوثيين خرقوا الهدنة وقصفوهم، وعاد أعضاء الوساطة وهم في حالة غضب واستياء كبير مما حدث لهم من نكث من قبل الحوثيين. 
• هل هناك تنسيق بينكم وبين قبائل إقليم سبأ للمشاركة في الدفاع عن محافظة مأرب؟ 
- نعم نعم لا شك أن هناك تنسيقًا كاملًا بيننا وبين كافة قبائل إقليم سبأ للدفاع عن مأرب وهناك تجاوب من قبائل الجوف وبعض قبائل البيضاء بسبب الظروف الأمنية التي تمر بها محافظة البيضاء لم يتمكنوا من المشاركة معنا نظرًا لما تمر به البيضاء، إلا أن التعاون والتنسيق على أعلى مستوى. 
• هل هناك تنسيق بينكم وبين الرئيس عبدربه منصور هادي وهل يشرف بنفسه على سير العمليات العسكرية في مأرب؟ 
- نعم أتواصل مع الرئيس هادي أولًا بأول ويشرف بنفسه على سير العمليات العسكرية. 
• هل تلقيتم أي دعم من أي جهة خارجية أو داخلية للمقاومة الشعبية؟ 
- والله يا أخي هناك دعم إلا أنه بسيط ومحدود لا يرقى إلى مستوى المعركة التي تشهدها مأرب، الدعم الذي يصلنا مقارنة بالمعركة محدود، ونحن نحاول التسديد والتقارب بين الجهود الشخصية والذاتية مع ما يأتينا من دعم. 
• كيف تقرأ المواجهات السابقة بينكم وبين الحوثيين، لمن كانت الغلبة؟ 
الغلبة لله، ثم للشعب، القضية العادلة هي قضية الشعب، والعدوان مهما زاد طغيانه وجبروته يظل طغيانًا ومصيره إلى الزوال. 
• ماهي إمكانية الحوثيين الذين تواجهونهم؟ 
- إمكانية الدولة اليمنية المختطفة إضافة إلى الدعم الإيراني. 
• هل يمكن للمقاومة حسم المعركة في الفترة المقبلة؟ 
- بحول الله تعالى، نحن نطمح إلى هذا.
• ماهي الإمكانات التي تحتاجها المقاومة لحسم المعركة في مأرب؟ 
- لا شك أنها تحتاج إلى آليات وذخائر من نوع معين، لكن في الأخير الإنسان مكلف بأن يعد ما استطاع، إذا كانت قضية عادلة فالله الموفق والنصير. 
• هل هناك أنواع من الأسلحة التي المقاومة بحاجة إليها لحسم المعركة؟ 
- أسلحة ثقيلة مثل البي أم 21 دبابات والبي ام 1 والبي ام 2، والمدفعية الثقيلة مثل 120 وما شابه، إضافة إلى المدفعية المتوسطة مثل بي 10، 175، والهاون، هذه الأسلحة التي نحتاجها والمستخدمة في الحروب التقليدية. 
• هناك اخبار وشائعات تبثها جماعة الحوثي بأن عناصر من القاعدة تقوم بقيادة المعركة في مأرب وأن المشاركين في المعركة من القاعدة، ما ردكم على هذه المزاعم؟ 
- كذبوا في هذه المقولة، لا يوجد لهذه المقولة ما يؤكدها في الواقع ولا يثبتها، وأنا أتذكر الدكتور محمد جميح حينما قال بأن الحوثيين يكذبون كما يتنفسون (يضحك)، هذه أكذوبة والواقع يشهد بذلك، يا أخي الكريم الواقع لم يعد يخفي أي شيء العالم أصبح اليوم قرية صغيرة لا تختبئ فيه أي معلومة وكل شيء ظاهر للعيان. 
• أفهم من كلامك أنك تنفي بشكل قاطع وجود أي عنصر من القاعدة في إدارة المعركة؟ 
- نعم أنفي هذا جملة وتفصيلًا، ومن يقود المعركة هم أبطال وشيوخ ورجال وشجعان مأرب مع إخوانهم من أبناء قبائل الجوف والبيضاء وشرفاء القوات المسلحة والأمن. 
• كم عدد الألوية العسكرية التي تشارك معكم في الحرب؟ 
- يشارك معنا اللواء 312 وقيادات المنطقة واللواء 13 و14 و107، وكل الوحدات العسكرية تشارك في الحرب، والأمن يقوم بواجبه ويشارك، جميع الوحدات العسكرية الموجودة في مأرب تشارك في الحرب، لم نطلب أي شيء من أي وحدة عسكرية لم تنفذه الجميع صف واحد ولحمة واحدة في حدود إمكاناتها المحدودة. 
• هناك خبر متداول في وسائل التواصل الاجتماعي عن أن الشيخ سلطان العرادة طلب من كل المحافظات اليمنية مندوبين عنهم ليشاهدوا من المتسبب في قطع التيار الكهربائي والمشتقات النفطية، هل هذا صحيح؟ 
- نعم أنا قلتها ولا زلت أقولها ولا زلت مصرًا عليها. واليوم الصبح «أمس» ستتوجه الفرق الهندسية إلى العمل لإصلاح إبراج الكهرباء في المناطق التي تسيطر عليها المقاومة لإصلاح الأضرار التي لحقت بها جراء قصف جماعة الحوثي عليها، أما بالنسبة للأبراج المتضررة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون فهذا أمر راجع لهم، عليهم أن يوقفوا الحرب حتى تصلح الفرق الهندسية الأعطال. 
•هلا شخصت لنا شيخ سلطان ماهي مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن اليمن منذ أكثر من شهرين، هل هناك من توضيح ومن المتسبب؟ 
- الحرب الدائرة في مأرب ومسلحو الحوثي على وجه الخصوص، هو من وقف أمام الفرق الهندسية لإصلاح الكهرباء ومنعهم، ولو تسأل الفرق الهندسية لأجابوك، هم يتحججون بأن أبناء مأرب يقطعون الكهرباء وهذه أكذوبة لا أساس لها من الصحة، أبناء مأرب تنزف دماؤهم ويقتل رجالهم دفاعًا عن مأرب ولم يقوموا بقطع الخدمات ولا ضرب أبراج الكهرباء، بل يقومون بحماية الفرق الهندسية من أي اعتداء ونرافقهم في عمليات الإصلاح. 
• هناك نقطة مهمة ذكرتها شيخ سلطان، وهي أن المشتقات النفطية تخرج من مأرب باستمرار دون أي توقف، لكن هذه المشتقات لا تذهب إلى المواطن وتذهب إلى مخازن الحوثيين حيث يقومون بتخزينها في مستودعاتهم، ألا ترى أنكم بذلك تساعدون الحوثي في حربه ضدكم ؟ 
-هذا ما أكدنا عليه عندما صرفنا المحروقات حينما أتتنا المؤسسات والشركات، نؤكد عليهم أن يحموها من الحوثيين وهذا شأنهم، نحن نقوم بواجبنا بتسليم المحروقات وعليهم حمايتها لتصل إلى أصحابها وعدم السماح للحوثيين بالاستيلاء عليها. 
• لكن ألا ترى أن التساهل في هذا من قبل القيادات في الدولة أو المنظمات الخارجية في استمرار تدفق المشتقات النفطية يقويها ويجعلها قادرة على مواصلة الحرب سواءً في مأرب أو غيرها؟ 
ما كان للناس أن يصدقوا مقولتي إننا نسمح لجميع الناقلات النفطية بالخروج من مأرب دون أي اعتراض وذلك بشهادة قوات التحالف والمنظمات الدولية التي كانت ترافق الناقلات منذ أن تخرج من مأرب، واكتشفت أن الحوثي هو من يعترض طريق هذه الناقلات خلال الهدنة الإنسانية، وشهد العالم كله بعدما كنت أبحث عن شاهد، فأصبح العالم كله شاهدًا. 
• كم عدد الناقلات التي تخرج من مأرب في اليوم؟ 
- عدد كبير من الناقلات النفطية بجميع أنواعها يخرج من مأرب يوميًا، فمثلًا من الغاز تخرج من مارب من خمسين إلى ستين ناقلة، ونغذي محافظات البيضاء وحضرموت وصنعاء والجوف وغيرها.