رصدت جريدة "الوطن" المصرية جرائم الحوثيين ضد المدنيين في اليمن منذ الاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء حتى الآن. ومن أبرز ما جاء في التقرير ارتكاب المليشيات عدة جرائم بحق المواطنيين اليمنيين والقيادات السياسية.

فمن فرضهم الإقامات الجبرية على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قبل أن يذهب إلى عدن ورئيس الوزراء خالد بحاح ووزاء حكومته، إلى استهداف الأطفال والنساء والصحفيين والنازحين الأبرياء.

فُرضت الإقامة الجبرية على خالد بحاح، رئيس الوزراء اليمني، من قبل جماعة الحوثيين عقب الإعلان الدستوري، وحسبما أكد محمد بافضل، مسؤول الإدارة الإعلامية لبحاح، في تصريحات سابقة لـ"الوطن" إن الوضع في اليمن حينها تسوده حالة من الغموض منذ إعلان البيان الدستوري الحوثي، والوضع يسوده ترقب في ظل الإقامة الجبرية التي فرضها عبدالملك الحوثي عليه وعلى رئيس الوزراء خالد بحاح.

وكان عبدالرقيب فتح، وزير الإدارة المحلية اليمني السابق، أوضح في تصريحات سابقة لـ"الوطن" أثناء محاصرة الحوثيين لمنزله في الـ19 من شهر يناير الماضي، أن اليمن يمر بأزمة كبيرة نتيجة محاولة أنصار الله "الحوثيين" فرض شروطهم على الجميع بالقوة المسلحة.

كما حاصر مسلحو جماعة الحوثي، في الـ11 من شهر أبريل الماضي، منزل الشيخ سنان أبو لحوم بحي ذهبان في العاصمة صنعاء، حيث كان يتواجد فيه النساء والأطفال من أسرته، ويعد الشيخ سنان أبو لحوم أحد أبرز قادة ثورة سبتمبر ضد الحكم الإمامي الكنهوتي وآخر مناضلي الثورة اليمنية، وكان رئيسًا للوزراء في عهد سابق، وهو أكبر مشايخ قبيلة بكيل.

كما اقتحم مسلحو الحوثيين في الـ21 من مارس الماضي منزل الشيخ عبدالمجيد الزنداني، رئيس هيئة علماء اليمن، ورئيس جامعة الإيمان، شمال شرق العاصمة صنعاء، واختطفوا اثنين من حراسة.

وقام الحوثيون بتفجير منزل أمين عام حزب الرشاد السلفي، الشيخ عبدالوهاب الحميقاني في مديرية الزاهر بالبيضاء، في أعقاب وقوع 4 تفجيرات استهدفت مساجد محسوبة على الحوثيين في العاصمة صنعاء.

ومن جانبها، رصدت مؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي اليمنية 52 حالة انتهاك ضد الإعلام المحلي والدولي في اليمن، خلال الشهر الأول لاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، شملت مؤسسات إعلامية خاصة وحكومية وصحفيين من الجنسين، قبل أن تتصاعد وتيرة الانتهاكات والتنكيل بالصحفيين والمراسلين، إثر الاحتشاد الجماهيري للرفض الشعبي للميليشيات، والتي واجهتها جماعة الحوثي بالقمع والاختطافات، مستهدفة في المقدمة العاملين في الصحافة والإعلام.

كما ناشد سكان مدينة تعز اليمنية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي سرعة إنقاذهم وحمايتهم من جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها من قبل مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

ونالت المؤسسات المدنية نصيبها من اقتحامات الحوثيين حيث رصدت المنظمة اقتحام ونهب 13 مؤسسة حكومية مدنية أهمها مجلس رئاسة الوزراء ومجلسا النواب والشورى والبنك المركزي ومطار صنعاء الدولي.

واقتحم الحوثيون 8 مؤسسات إعلامية مثل القناة الرسمية اليمنية، وقناتي سبأ والإيمان المملوكتين للدولة ووكالة سبأ للأنباء، وكذلك قناة سهيل التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح وبعض الصحف والإذاعات الرسمية.

ولم تسلم الأندية الشبابية والمساكن الطلابية هي الأخرى من الدهم والاقتحام، حيث تم اقحام ناديي الفتح واليرموك وكذلك 4 مساكن طلابية.

كما أبرزت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية جرائم الحوثيين ضد الأطفال اليمنيين، وإجبارهم على الانخراط في القتال إلى جانبهم.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 19 إبريل أن نحو مليون طفل في اليمن لا يمكنهم الالتحاق بالمدارس، في ظل القتال الذي يعصف بالبلاد حاليًا.

وتابعت أن نحو 30% من المقاتلين في صفوف ميليشيات الحوثي هم أطفال دون الـ18، مشيرة إلى أن الطفل البالغ من العمر 13 عامًا من منطقة حجة في غرب اليمن يحمل السلاح في صنعاء مع جماعة الحوثي ويراقب السيارات المارة، بعد أن أغلقت مدرسته ومدارس أخرى أبوابها، موضحة أنه لم يزر عائلته منذ 6 أشهر.

كما استهدف الحوثيون 40 نازحًا عن طريق قصف قاربهم في منطقة الموانئ بحي التواهي في مدينة عدن جنوب اليمن، في حين ما زالت مئات العائلات عالقة في منطقة العريش وطريق العلم جراء حصار الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

ولقي أحمد باحاج، محافظ محافظة شبوة اليمنية، مصرعه في ساعة متأخرة مساء أمس، في مواجهات ضد مليشيات جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على مشارف مدينة عتق عاصمة المحافظة، حيث كان يقود جبهة القتال هناك بنفسه منذ أكثر من أسبوعين.