بعد تأجيل مؤتمر جنيف الذي كان من المقرر عقده في 28 من الشهر الحالي لبحث الأزمة اليمنية ، دخلت سلطنة عمان من جديد على خط الأزمة كطرف محايد في محاولة لجمع الأطراف المتنازعة حول حل سياسي يقضي بإخراج اليمن من أزمته المستمرة منذ أكثر من شهرين.
ومع بداية الحديث عن طرف محايد يستطيع أن يستضيف الطرفين المتصارعين لرأب الصدع بينهما برزت السلطنة على الساحة، لتكون هي طاولة المفاوضات التي يستطيع الطرفين أن يلتقوا عليها وإن كان بشكل غير مباشر، نظرًا لعلاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف.
وقد سبق لعمان أن تدخلت في أزمات عديدة لليمن، حيث كانت وسيط في تسوية آخر اتفاق بين جماعة الحوثي وبقية الأطراف السياسية المسمى بـ”اتفاق السلم والشراكة الوطنية” قبل العدوان السعودي، وكذلك عرضت مسقط على السعودية من قبل خطة سياسية في إطار المبادرة الخليجية، عبر نقل الحوار اليمني إلى السلطنة، لكن المملكة رفضت.
تغيرت الأحوال كثيرًا منذ المبادرة العمانية الأولي، فمع اشتداد حلبة الصراع داخل اليمن وبعد أن بات الخطر العسكري والسياسي يلامس حدود السعودية، اضطرت دول الخليج إلى اعتماد السلطنة كوسيط لحل الأزمة اليمينة، واحتوائها ضمن حوار شامل، وحاولت استثمار التقارب العماني الإيراني للضغط على جماعة الحوثي من أجل تراجعهم.
على صعيد متصل؛ يتخذ الشريكان الروسي والإيراني موقفا موحدا إزاء تسوية الأزمة اليمنية، هذا الموقف تبلور أثناء مشاورات في موسكو بين المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأوسط “ميخائيل بوغدانوف”، ومعاون وزير الخارجية الإيرانية للشئون العربية والأفريقية “حسين أمير عبد اللهيان”.
في هذا الإطار قال المسئول الإيراني “لدينا تطابق في الموقف مع موسكو حول الوقف الفوري لإطلاق النار، كذلك اتفقنا على ضرورة إيصال المساعدات الانسانية إلى المنكوبين ورفع الحصار الإنساني عن اليمن”، وأضاف “نحن نتفق في الرأي أيضاً حول إجراء حوار وطني شامل بين اليمنيين برعاية الأمم المتحدة، هذا ما سيتم نقله عبر قنوات الاتصال بين موسكو والرياض”.
من ناحيته يبذل مبعوث الامم المتحدة الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد جهودا جمة لإعلان وقف إطلاق نار واحلال هدنة في اليمن، على ان تعقد مباحثات يمنية- يمنية خلال الشهر المقبل..
وأوضحت المصادر سياسية تحدثت لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن «ولد الشيخ الذي يزور صنعاء منذ يوم الجمعة الماضي يحمل مقترحًا جديدًا بشأن موضوعين رئيسيين؛ الأول، التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية جديدة في أقرب وقت. والثاني، مشروع محاولة جديدة لإجراء مباحثات يمنية - يمنية». وتوقعت المصادر أن تعقد هذه «المباحثات قبل شهر رمضان» المرتقب أواسط الشهر المقبل. وأشارت إلى أن «هناك نوعًا من التوافق على إجراء مثل هذه المباحثات».
وعين اسماعيل ولد الشيخ أحمد وهو دبلوماسي موريتاني مبعوثاً للأمم المتحدة في اليمن في ابريل خلفا لجمال بن عمر ويحاول أحمد عقد مفاوضات سلام لانهاء الحرب الدائرة في البلاد.
وفي الأسبوع الماضي طلب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة من أحمد تأجيل محادثات جنيف للسلام التي كان مقررا أن تعقد يوم 28 مايو.
وجاء قرار الأمم المتحدة تأجيل المحادثات جاء استجابة لطلب من حكومة اليمن وأطرف أخرى في الصراع بإتاحة «مزيد من الوقت للاستعداد».
ولكن أحمد قال للصحافيين الجمعة: إن الأمم المتحدة لا تزال ملتزمة بايجاد حل سياسي للصراع.
في هذه الاثناء، اكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، أن بلاده ترفض مشاركة إيران في مؤتمر جنيف بشأن الأزمة اليمنية.
وقال الوزير، إن إيران تلعب دورا تخريبيا في بلاده وإن حكومته تمتلك أدلة على إرسال إيران لمقاتلين محترفين للحرب مع الحوثيين، طبقا لما ذكرته شبكة سكاي نيوز.
وأضاف، أن هؤلاء المقاتلين يقومون "بتشغيل شبكات الصواريخ وأنظمة الاتصال لصالح الحوثيين"، مطالباً إيران بوقف مساعدة الحوثيين عسكريا، وكذلك التوقف عن التصريحات المعادية وإرسال طائرات وسفن إلى اليمن دون إذن من حكومتها.
وأكد،"ياسين"، أن اليمن طلب من الكويت الوساطة مع إيران، قائلا إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وعد الكويت بالالتزام، لكن ياسين طالب ايران بـ "الأفعال وليس فقط الاكتفاء بالأقوالقصف المتمردون الحوثيون، الأراضي السعودية المحاذية للحدود مع اليمن بالصواريخ والمدفعية أمس السبت، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص