2015/06/10
في اجتماع التعاون الخليجي.. هل تتدخل السعودية برياً في اليمن؟

ازدات الأزمة اليمنية السعودية تعقيداً في الآونة الأخيرة، فبعد قرابة الـ80 يوماً من القصف الجوي لعاصفة الحزم، وما تبعها من هجوم لحوثي اليمن بصواريخ سكود على بعض المناطق المتاخمة مع المملكة،في معارك لم تكتب لها النهاية حتى الآن، وتزامناً مع استعدادات مؤتمر جنيف واجتماعات التعاون الخليجي، اتجهت السعودية لتغيير استراتيجتها في تعاملها مع الحوثيين.



الاستراتيجة الجديدة التي اعتمدت عليها المملكة العربية السعودية، جاءت على عكس المشهد السياسي المعلق تقريباً، وذلك عبر التطورات الميدانية والتي انطلقت من الحدود اليمنية السعودية بعد المواجهات داخل جيزان السعودية، حيث تحدثت أنباء عن تصدي القوات اليمنية الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيين لمحاولة تقدم من قبل القوات السعودية من جهة جيزان باتجاه مدينة حرض اليمنية التابعة إدارياً لمحافظة حجة الحدودية.

 

تقدم بري
التطور السعودي يكشف عن تحول محتمل بمسار الحرب في اليمن، من خلال انتقال الجانب السعودي من الدفاع إلى محاولة التقدم عبر الأراضي اليمنية، تزامناً مع اجتماع مجلس التعاول الخليجي لمناقشة الأوضاع الأخيرة في الصراع..

 

فهل تتدخل السعودية برياً في اليمن؟ وهل هجوم الحوثيين على جيزان استفز الجانب السعودي؟ وهل المملكة حال تدخلها برياً ستخوض الحرب وحدها؟ أم أن دول التحالف العربي ستتدخل؟ وماذا سيكون موقف الحوثيين من الهجوم السعودي آن ذاك؟ وهل تكون المففخخات والألغام والكمائن ورقة أنصار صالح الرابحة؟...

المراقبون أوضحوا في تصريحاتهم لـ"مصر العربية" أن اجتماع التعاون الخليجي قد يناقش إمكانية التدخل البري والاستراتيجية الجديدة التي ستسير عليها السعودية في حربها ضد الحوثي، فيما رآى آخرون أن التدخل البري السعودي مستبعد الآن، مشيرين إلى الرؤية السعودية لم تعد واضحة.

 

الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد، قال إن السعودية لن تجازف بالتدخل البري في اليمن، لكنها ستغير استراتيجيتها بما يناسب الأحداث، فالقصف الأخير على جيزان وبعض المناطق الحدودية بصواريخ سكود وكاتيوشا، أجبر المملكة على التوغل قليلاً داخل اليمن للسيطرة على المناطق التي تنطلق منها تلك الصواريخ لتأمين حدودها.

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية" أنه لا توجد نية لدى السعودية للتوغل والسيطرة على مساحات كبيرة في اليمن، خصوصاً بعدما اعتذرت بعض القوى عن المشاركة البرية مثل "مصر وباكستان وما يظهر من بعد الأردن والجزائر وتونس عن المشهد.

وأشار إلي أن اجتماع التعاون الخليجي بالرياض، قد يكون للتنازل عن جملة الإشتراطات التي أقرتها السعودية باشتراطات أقل تشدداً، وربما يكون الاجتماع لمناقشة بعض التسريبات التي أرسلها الحوثي عبر اليمن، على أثرها يخرج قرار خليجي.

 

بدوره قال اللواء يسري عمارة الخبير العسكري والاستراتيجي، إن التدخل البري السعودي في اليمن ليس مستحيلاً، لكن في الوقت الحالي فالمملكة من شأنها تأمين حدودها فقط، وعدم التقدم نحو المناطق المتاخمة لحدودها والتي تقع تحت قبضة الحوثي وأنصار صالح.

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية" أن أي تقدم للقوات السعودية لن يكون سهلاً، مشيراً إلى أن الكمائن والألغام ستكون حينها الورقة الرابحة التي ستحصد أرواح الجنود، وقد تمتد إلى حرب استنزاف طويل الأمد.

وتابع: جبال اليمن ذات طبيعة صعبة وبالتالي يصعب اختراقها بسهولة، لافتاً إلى أن اجتماع التعاون الخليجي هو لبحث آخر الأوضاع في اليمن، وقد يطرح فيه إمكانية التدخل البري حال إقراره من قبل السعودية.

 

وكان التمهيد للتصعيد في محافظة حجة على الحدود مع جيزان، قد بدأ الأسبوع الماضي، من خلال إعلان الجانب السعودي صده لهجوم مخطط وكبير من قبل قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.

وأعقب الإعلان عن الهجوم على جيزان استقدام تعزيزات كبيرة من الجانب السعودي. وتحدثت مصادر سعودية عن تكتيك جديد بالتعامل مع الوضع في الحدود. وفيما لم يتم الإعلان رسمياً عن طبيعة الخطة الجديدة المرتبطة بالتعامل في المناطق الحدودية، لم يستبعد مراقبون أن تتضمن الانتقال من الدفاع إلى الهجوم ومحاولة التقدم في العمق اليمني الساحلي، الذي يعدّ الأسهل، انطلاقا من محافظة حجة باعتبارها منطقة سهلية التقدم فيها أقل مخاطرة منه في المناطق الجبلية.

 

يذكر أن مساحة حجة تبلغ عن ما يزيد على 10 آلاف كيلومتر، ويقرب عدد سكانها من مليوني مواطن، يتوزعون في الجزء الجبلي الأقرب إلى صعدة، والجزء الساحلي الأقرب الذي يقع ضمن سهل تهامة، كما أن مديريات حجة نكتسب أهمية استراتيجية، إذ تضم ميناء وعشرات الجزر، وأهم المديريات في هذا الجزء "ميدي"، "عبس"، حرض"، "حيران". وتضم المحافظة، نحو 67 جزيرة، متفاوتة الأهمية، وتتبع مديرية "ميدي"، حيث الميناء البحري الذي يحمل نفس الاسم.

ويجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، غداً، في الرياض لبحث الأوضاع في اليمن فضلاً عن تطورات المنطقة.

وتشهد الحدود السعودية اليمنية اشتباكات مسلحة بين الجيش السعودي وجماعة أنصار الله الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكانت اشتدت تلك المواجهات بعد قصف الأخير لمناطق سعودية "جيزان"، وهو ما قابلته المملكة بهجوم على حدود منطقة حرض الواقعة بمحافظة حجة.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news11951.html