سيذهب المتحاربون في اليمن لعقد محادثات في جنيف يوم الأحد القادم 14 يونيو . هذه المحدثات التي ستجري برعية الأمم المتحدة لا يبدوا أنها ستأتي بحل سياسي طويل الأمد للأزمة الموجودة في اليمن، تقول شبكة السي بي اس الأخبارية الأمريكية.
محادثات السلام التي كان من المفترض أن تبدأ الشهر الماضي قد تم تأجيلها بعد أن طالب الرئيس هادي من جماعة الحوثي سحب مسلحيها من عدة مدن كانوا قد سيطروا عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء .
ويقول خوان زاراتي أحد كبار محللي شبكة سي بي اس المتخصص في الأمن القومي فيما يخص المحادثات في اليمن بأن الواقع هو ما يفرضه المتحاربون على الأرض حيث ان الواقع يقول أننا قد وصلنا إلى طريق مسدودة بين الأطراف المتحاربة.
ويضيف زاراتي أن محادثات جنيف تأتي لأسباب تخص الأطراف المتحاربة فالحوثي يحاول المحافظة على الأراضي التي يسيطر عليها وعلى القوة التي يمتلكها حيث يعتبر إلى حد ما اليد الأقوى كما أن السعودية التي تقود التحالف لا يبدو أنها تريد ان ترسل قوات إلى اليمن. وبالمقابل الحوثي يريد الشرعية ولا يريد أن يستمر القصف كما أنه يريد خلق مظاهر نظام .
ويقول محلل الأمن القومي الأمريكي أن الحل في اليمن لا يزال غير واضح في الوقت الذي يزيد الوضع تعقيدا حيث بات جليا أن البلد يعيش حرب نفوذ بالوكالة بين السعودية وإيران. ويقول : بالنسبة للمحادثات فليس المهم فقط ما ستقوله الأطراف اليمنية بل أيضا ما تريده الأطراف الخارجية بما في ذلك السعودية والقوى الشيعية. بحسب واراتي.
وبرغم أن الولايات المتحدة لم ترسل ممثلا رسميا لها في المحادثات إلا أنها من الممكن أن ترسل دبلوماسيين من عدد من الدول قد تعقد محادثات ثنائية على هامش مؤتمر جنيف. ويقول المحلل السياسي أن الولايات المتحدة لديها اهتمامات كثيرة لتلعب في محادثات اليمن ربما أن أهمها ما يخص التهديد الذي يأتي من قاعدة جزيرة العرب والموجودة في اليمن.
ويضيف المحلل السياسي أن الواقع يقول أن القاعدة في جزيرة العرب قد فقدت الكثير من أراضيها عما كانت عليه قبل سنتين ، لكنها ما تزال تدير جزء من الأراضي اليمنية مثل محافظة حضرموت شرق اليمن كما أنها تعيش بعيدة عن الصراع الدائر في البلاد حتى أن لديها طرق رئيسية وملاذ آمن حاليا في اليمن.
وبرغم أن الرئيس اليمني هادي كان حليفا كبيرا للولايات المتحدة في محاربة الإرهاب وسمح بتنفيذ ضربات بالدرونز داخل الأراضي اليمنية إلا أن المخابرات الأمريكية في الأثناء لم تعد تمتلك معلومات كافية بعد أن أصبحت بعيدة عن الأراضي اليمنية منذ سيطرة الحوثيين في اليمن. كما أن العديد من الحلفاء في الداخل أصبح لديهم مشاكلهم الخاصة للمحافظة على قواتهم والبقاء على قيد الحياة.
ويختم المحلل السياسي الأمريكي بالقول "بطرق ما اليمن تعتبر مشكلة مزعجة للولايات المتحدة الأمريكية لأننا نمتلك هنالك مشكلة القاعدة ونمتلك مشكلة الأستقرار الإقليمي كما نمتلك حقيقة أن هنالك حرب بالوكالة في المنطقة كما انه لا توجد أي حلول سهلة". ويضيف "يجب أن يكون هنالك حل سياسي لكن الواقع ربما يقول أننا امام حروب لفترة أطول قليلا قبل الوصول إلى هذا الحل".