أنهت القوات الموالية للشرعية وجود الحوثيين وحلفائهم بشكل تام في مدينة عدن جنوبي اليمن بعد السيطرة على آخر مواقعهم فيها, كما أعيد فتح مطار المدينة. وانتقلت المعارك شمالا إلى لحج حيث تسعى المقاومة ووحدات من الجيش لاستعادة قاعدة العند الجوية.
وسيطرت المقاومة الشعبية ووحدات عسكرية من المنطقة الرابعة أمس الأربعاء على جبل معاشيق والقصر الرئاسي، بعد اشتباكات ضارية مع مليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقال مراسل الجزيرة في عدن إن نحو عشرين من الحوثيين وحلفائهم قتلوا في جبل معاشيق, بينما أكد مصدر من المقاومة أن قتلى الحوثيين في المعركة بلغ ثلاثين قتيلا. كما قتل وأصيب ستة من أفراد المقاومة الشعبية خلال المعركة التي انتهت بدخول الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي إلى القصر الرئاسي الذي سقط بيد الحوثيين أثناء اجتياحهم المدينة في مارس الماضي.
وكانت القوات الموالية للشرعية استكملت أمس السيطرة على منطقة التواهي التي ظلت المعقل الكبير الأخير للمتمردين على الرئيس هادي, وفيها مقرات حكومية بينها مقرا التلفزيون والإذاعة.
وكانت تلك القوات استعادت في الأيام القليلة الماضية ضمن عملية "السهم الذهبي" وبدعم من طيران التحاف، مناطق كريتر وخور مكسر والمعلا والقلوعة. كما استعادت منشآت حيوية بينها مطار عدن وميناء المعلا وميناء الحاويات, ومقرات عسكرية في مقدمتها مقر المنطقة الرابعة.
وحسب تقارير إعلامية, فإن النصر الذي حققته المقاومة ووحدات الجيش الموالية للشرعية تحقق بمساعدة قوة يمنية من 1500 جندي مدربة ومجهزة بأسلحة ثقيلة.
وحطت طائرة شحن تابعة لقيادة القوات الجوية الملكية السعودية أمس في مطار عدن الدولي بعد سيطرة المقاومة على كامل المدينة. وحملت الطائرة على متنها عشرين طنا من المواد الغذائية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الملك سلمان بن عبد العزيز أمر بتأمين طائرات شحن أخرى لنقل مساعدات إنسانية لإغاثة اليمنيين, في حين قال مسؤول عسكري سعودي شارك في الرحلة إن جسرا جويا إلى عدن سيبدأ قريبا لنقل المساعدات إلى اليمنيين الذين تضرروا من الحرب.
سير المعارك
وبعد استعادتها بشكل كامل، تسعى القوات الموالية للشرعية -بدعم من التحالف- إلى تأمين عدن عبر طرد الحوثيين وحلفائهم من محافظة لحج التي تقع شمالا, وأبين التي تقع شرقا.
وسيطرت وحدات قادمة من عدن على مواقع جنوبي القاعدة (60 كلم شمالي عدن), بينما تتقدم وحدات أخرى من الشمال, وهو ما أدى إلى قطع الإمدادات عنها. وقالت مصادر من المقاومة إنها تتوقع بدء الهجوم النهائي لاستعادة القاعدة من الحوثيين وقوات صالح خلال ساعات، بعد أن تلتحم القوات المتقدمة من الشمال والجنوب.
من جهته شن طيران التحالف مساء أمس 12 غارة على أرتال للحوثيين كانت تحاول التوجه من منطقة "صبر" في لحج إلى عدن جنوبا. وحاولت مليشيات الحوثي التقدم مجددا من لحج إلى عدن بعدما وصلتها تعزيزات من محافظة ذمار (وسط).
وفي لحج أيضا سيطرت المقاومة على وادي "عقان" الإستراتيجي الذي يفصل محافظتي لحج وعدن عن محافظة تعز، والذي يعد أهم خطوط الإمداد الرئيسية للحوثيين.
وفي محافظة شبوة جنوبي البلاد قصف طيران التحالف تعزيزات للحوثيين في منطقة "عقبة القنذع"، بينما كانت متجهة إلى منطقة بيحان الخاضعة لمليشيات الحوثي.
واستهدف طيران التحالف أمس الأربعاء مدرعة للحوثيين في منطقة الطوال على الحدود اليمنية السعودية، عندما كانت تحاول التوغل داخل الأراضي السعودية. وقتل وأصيب في الغارة ما لا يقل عن سبعة من الحوثيين، حسب شهود.
الجزيرة + وكالات