سيطرت قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على عدن، العاصمة الجنوبية للبلاد، وهبطت في مطار عدن الدولي أول طائرة عسكرية سعودية تحمل مواد إغاثية وطبية بعد تحريره من قبضة الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع “علي عبد الله صالح”، وأُعلن أن المطار سيستقبل خلال الساعات القادمة طائرات إغاثية أخرى، وأصدر”هادي”، قرارًا جمهوريًا بتعيين “نايف البكري” القيادي في حزب الاصلاح محافظًا لعدن، ووصلت إلى ميناء عدن سفينة مساعدات إغاثية عاجلة، تحمل 3 آلاف طن من المواد الغذائية والطبية قدمها الهلال الأحمر الإماراتي، والمعارك تشتد ضراوة حول قاعدة “العند” الاستراتيجية التي أحكمت قوات “هادي” والجماعات والقبائل المتحالفة معها الحصار عليها، ولكن السؤال ماذا عن مستقبل اليمن الموحد؟ وهل تزحف القوات التي شاركت في تحرير عدن نحو صنعاء؟
من الواضح بعد فشل الهدنة الإنسانية التي سعت إليها الأمم المتحدة أواخر شهر رمضان، أن قوات التحالف تسعى إلى تحقيق النصر السريع، بتحرير عدن وتوجيه ضربة قوية للحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، مما يرفع معنويات قوات الرئيس هادي والجماعات والقبائل من “المقاومة الشعبية”، وكانت ترددت أنباء عن نية هادي الوصول إلى عدن وإدارة المعركة السياسية منها، ولكن اكتفى بإرسال عدد من وزرائه للإشراف على الترتيبات بعد تحرير المدينة.
وكان “خالد بحاح” نائب الرئيس اليمني، رئيس الحكومة اليمنية، أعلن الجمعة الماضية، أن عدن محافظة محررة من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع “علي عبدالله صالح”، على الرغم من تواصل الاشتباكات في بعض المناطق فيها مثل حي التواهي، الذي تم تحريره بعد ذلك، وصدر قرار جمهوري ثان بتعيين “أحمد سالم ربيع علي” وكيلًا أول لمحافظ عدن، وكان “البكري” قد عين محافظًا لها والذي برز في الفترة الأخيرة، كونه أحد المسؤولين الحكوميين الذين لم يغادروا “عدن”، وظل مقيمًا فيها رغم الأحداث التي أعقبت اقتحام المسلحين الحوثيين للمحافظة أواخر مارس/ آذار الماضي.
والآن تحاول “المقاومة الشعبية” بدعم من طائرات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، حسم معركة قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية جنوب اليمن، التي تشهد معارك ضارية بين القوات الحوثية وأخرى موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من ناحية، والقوات الموالية للرئيس المعترف به دوليًا عبد ربه منصور هادي من ناحية أخرى.
وتقصف طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية القاعدة التي يسيطر عليها الحوثيون، فيما تحاصر قوات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية” مئات من قوات الحوثيين وصالح في القاعدة، حسبما قال مصدر عسكري، وتمكنت القوات من قطع إمدادات الغذاء والأسلحة عن الحوثيين كليًا، وفق قائد عسكري ميداني موال للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وتوقع المصدر انهيار المسلحين الخاضعين للحصار خلال ساعات.
وتوصف العند، البالغ مساحتها 12 كيلومترًا، بأنها مفتاح السيطرة على المحافظات جنوب اليمن، وفي حال تمكن القوات الموالية “للرئيس” هادي من استعادة القاعدة من الحوثيين، فإنها سوف تكون قادرة على استعادة المحافظات الجنوبية من أيدي المسلحين الحوثيين.
في الوقت نفسه، قالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن مسلحي “اللجان الشعبية وقوات الجيش” التابعين لهم تصدوا لهجوم شنه مقاتلون موالون لمنصور هادي من عدة جبهات في محيط قاعدة العند، وحسب هذه الوسائل، فإن عددًا من المهاجمين “من عناصر القاعدة” قتلوا في اشتباكات عنيفة في محيط القاعدة العسكرية.
صحيفة”فايننشال تايمز” البريطانية، قالت “هناك تحدي كبير تواجهه السعودية والحلفاء السنة في الحرب باليمن على الرغم من الانتصارات التي تتحقق في مدينة عدن، وأشارت الصحيفة إلى أن طموحات معظم المقاتلين اليمنيين المناهضين للحوثيين محدودة بالسيطرة على جنوب اليمن، وهو ما يمثل تحديًا للسعودية وباقي التحالف الذي يسعى لتحقيق انتصار على صعيد وطني باليمن.
وأضافت أن كثير من المقاتلين في عدن ومن بينهم القوات التي تدربت في السعودية ينحدرون من المناطق الجنوبية، ويدعون لانفصال الجنوب عن الشمال، ونقلت الصحيفة عن عدة أشخاص يقاتلون في عدن ومقربين من الذين ينسقون تلك الحملة العسكرية، أن هدفهم الرئيس هو تأمين السيطرة على الأرض حتى الحدود، بدلًا من الاستمرار في القتال وصولًا إلى العاصمة صنعاء.
وتحدثت الصحيفة أن التحالف السعودي استغرق أكثر من 3 أشهر لتحقيق نتائج على الأرض، ونقلت عن محللين أن التحالف سيكافح لتحقيق انتصارات مشابهة في وسط اليمن الذي يتمتع فيه الحوثيون وأنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ببعض الدعم الشعبي، وكذلك في الشمال الذي يمثل مصدر قاعدة الدعم الرئيس لهم.