أعترف رئيس اللجنة الثورة الحوثية محمد علي الحوثي بالهزيمة في عدن بعد أن اعترف بها قيادات حوثية في تصريحات سابقة. وقال الحوثي في مطلع إجابته عن سؤال صحيفة الأخبار اللبنانية حول ما الذي جرى في عدن : "ما حدث ويحدث في عدن تصعيدٌ خارجي مصحوب بحرب إعلامية وقصف جوي وبحري مكثف". وعلل الحوثي الهزيمة التي تلقتها مليشياتهم في عدن بأنه بسبب احترامهم للهدنة التي كانت قد أعلنت عنها الأمم المتحدة وقال "لذا، استغل العدوان هذه الحالة، ولا سيما عندما رأوا ولاحظوا أن الجيش و«اللجان الشعبية» في حالة انتظار للهدنة، فبدأوا بإنزال برّي وبحري في مدينة عدن لغزوها".
ورغم اعتراف الحوثي بالهزيمة إلا أنه عاد وقال أن الوضع في عدن ما زال مبشر وأن ما يحصل ترويج إعلامي وقال "ستلاحظون في الأيام المقبلة ما يبشر الجميع ويعيد للشعب استقلاله واستقراره". وحول ماهية الخطوات التي ستؤدي لهذه البشرى قال الحوثي حول هذه الخيارات "لحل حادث حديث".
وعاد رئيس اللجنة الثورية لإستعطاف الجنوبيين الذين دكت منازلهم مليشيات جماعته وقتلت أطفالهم ونسائهم وشردت الآلاف منهم حيث قال أن القضية الجنوبية تتعرض لمؤامرة من قبل زعماء حرب 94 "وهم الآن موجودون في الرياض من علي محسن الأحمر إلى عبد ربه منصور هادي". وقال ان التآمر هذا على القضية الجنوبية يتم عن طريق "فخيخ الجنوب بـ«القاعدة» و«داعش» وميليشيات «الإصلاح»، لكي يُضعَف الجنوبيون".
وحول دور الإمارات في تحرير عدن أشار الحوثي إلى أن الإمارات ليست وحدها بل دول التحالف بأكملها لكنهم يخصون الإمارات كونها "تصدرت وشنّعت في هذه القضية".
وقال الحوثي المدعوم من إيران والتي توافقت مع الغرب مؤخرا حول ملفها النووي أن ما يجري في اليمن هو تنفيذ للمخطط الأمريكي بيد السعودية من أجل إدخال المنطقة في صراعات وانقسامات . وقال "نحن نعتبر أن اميركا هي من يقود المعارك في اليمن".
وهاجم رئيس اللجنة الثورية الحوثية "اليساريين والإشتراكيين والقوميين والليبراليين" وأشار إلى أنهم "مرتزقة" بسبب وقوفهم إلى جانب المقاومة ومقاتلتهم البعض منهم في صفوفها وقال "هؤلاء مرتزقة. يجب أن تسأل كيف انسجموا مع السعودية أولاً، وكيف انسجم فكر اشتراكي (فصائل الحراك الجنوبي) مع نظام استبدادي رجعي".
رئيس اللجنة الحوثية يكذب التأريخ
في مطلع سؤاله عن دور اللجنة الثورية التي يترأسها أجاب محمد علي الحوثي بالقول "مهمات اللجنة الثورية محددة في الإعلان الدستوري، وقد توقف تنفيذ الإعلان وفق توجيه من قائد الثورة السيد عبد الملك لإعطاء فرصة للمبعوث الدولي جمال بن عمر وفريقه وللأطراف للتوصل إلى حل عبر الحوار. وقد كانت الأطراف على وشك التوصل إلى حل بالفعل برعاية الأمم المتحدة لولا تدخل العدوان. لكن الإعلان الدستوري حدد للجنة الثورية مدة لحسم الأمور وتشكيل حكومة ومجلس رئاسي. لكننا توقفنا عن أي عمل ثوري لنترك فرصة أمام القوى السياسية للتوصل إلى توافق، وكان قد حصل التوافق بين القوى تحت سقف الإعلان الدستوري، ولكن العدوان وجد أن اليمنيين على وشك إنجاز سياسي حقيقي تحت مظلّة الأمم المتحدة سيفضي إلى حل حقيقي سيخرج اليمن من أزمته، فتدخلت لإفشاله".
تتلخص إجابة الحوثي هذه بأن اليمن كانت مقبلة على توافق قبل عمليات التحالف وأن اللجنة الثورية الحوثية كانت قد أوقفت أعمالها الثورية وتوقفت عن "حسم الأمور" التي طالبها به الإعلان الثوري ولم تعد تعمل شيء بعد توجيهات زعيم الجماعة - عبدالملك الحوثي- بتجميد الإعلان الدستوري الذي يحدد أعمال اللجنة الثورية من أجل أن يقوم جمال بن عمر بتحقيق تقارب وتوافق وانجاز سياسي . هذا الإنجاز السياسي بحسب إجابة محمد الحوثي هو ما دفع التحالف العربي لشن عملياته في اليمن.
وبالعودة إلى تواريخ الأحداث فالإعلان الدستوري كان في 6 فبراير وعمليات التحالف كانت في 26 مارس وما بينهما يقول محمد علي الحوثي بأن جماعته ولجنته الثورية قد تركت العمل العسكري الثوري لتتيح لبن عمر تحقيق التوافق السياسي. لكن رئيس اللجنة الثورية نسي أو يريد أن ينسى التاريخ أن لجنته الثورية في 21 مارس أعلنت التعبئة العامة ووجهت المؤسستين الأمنية والعسكرية لمواجهة التكفيريين في المحافظات الجنوبية وما تم بعدها من إجتياح للجنوب بكل الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي.
وحول ما تعد له جماعته في الوقت الراهن قال الحوثي "هناك مشاورات لتشكيل مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية، وأعتقد أنها اقتربت من الانتهاء، وستسمع في الأيام القريبة المقبلة أن الحكومة خرجت إلى العلن وأعلنت أسماء وزرائها".
ورغم أن اللجنة الثورية التي يترأسها هي عسكرية حربية بطبيعة إسمها وتم إيجادها من أجل "الحسم" كما أشار سابقا إلا أنه عاد بالكثير من المغالطات والحديث عن رغبتهم بالحوار في الوقت الذي لم يتوقفوا فيه عن قصف المدن وعلى رأسها مدن تعز والضالع وعدن حيث قال "نحن مستعدون للذهاب لبحث مستقبل اليمن في كل الاتجاهات... نحن دعونا في أكثر من مرة إلى أن يكون هناك لقاءات بين الأطراف اليمنية السياسية ولو ترك للسياسيين فرصة أن ينفردوا بقرارهم من دون تدخل الآخرين لوصلنا إلى حلول سليمة وواضحة وعادلة لكل أبناء الشعب اليمني".
وحول إستهداف طيران التحالف لمعسكر العبر أشار رئيس اللجنة الحوثية إلى أن المعسكر كان يحوي مؤيدين لهم حيث قال "كان هناك بالفعل بعض الأحرار داخل المعسكر رفضوا الدخول في خندق المواجهة لأبناء بلدهم وهذا شيء إيجابي جداً، والذين ذهبوا مع العدوان هم قادة من جماعة «الإخوان».
وحول الخيارات الإستراتيجية اللتي تتحدث عنها قيادات الجماعة قال "ستكون مفاجئة للعدو، وهي خيارات بالفعل استراتيجية كفيلة بأن تجعل العدو يراجع حساباته ألف مرة".