تشكو المقاومة الشعبية في مدينة تعز (وسط اليمن) من نقص التسليح، وتدعو تحالف دعم الشرعية لتوجيه قواته إلى المدينة، أو تزويد مقاتليها بالسلاح.
مليشيات جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع عبد الله صالح تقصف المدينة المحاصرة من كل الجهات، فيما يبدو أن فك الحصار عنها سيغير المعادلة على الأرض التي يتشبث بها الحوثي وصالح حتى تبقى الأرض المحررة جنوبية الطابع فقط.
حلقة "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة ناقشت الظروف التي تعيشها تعز ومقاومتها الشعبية بعد خمسة أشهر من الحصار المضروب عليها، ومدى أهمية استكمال استعادة تعز في سياق المواجهة العامة ضد الحوثيين وقوات صالح.
عما تمثله المدينة في خارطة اليمن، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي عبد الله الحاضري إن تعز أثبتت أنها مدينة اليمنيين كلهم، سكانها أكثر من أربعة ملايين وتضم النخب المثقفة والقيادات البارزة، وهي الأكثر تعليما في البلاد، وإن من استحوذ عليها استحوذ على اليمن.
تحرير كرش
لكن هذه المدينة بهذه المواصفات لم تكن فقط محط أطماع الحوثي وصالح، بل تعرضت للتنكيل -بحسب الحاضري- وهي محاصرة من الجنوب والشمال.
الطريق إلى تعز يمرّ عبر تحرير منطقة كرش التي بتحريرها سيصبح الجنوب مفتوحا على تعز، وبالتالي تلتحم المقاومة الجنوبية مع المدينة المحاصرة، حسبما قال.
ومن الناحية العسكرية، التمس الحاضري العذر في بداية عمليات التحالف العربي، ولكن الآن بعد انتصار المقاومة في الجنوب، لا بد من الذهاب إلى محورين ارتكازيين هما تعز ومأرب، مؤكدا أن النصر الإستراتيجي في هاتين المدينتين مرتبط بالنصر النهائي في صنعاء.
بدوره، قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء عبد الباقي شمسان إن مظلومية هذه المدينة استمرت على مدى ثلاثين عاما من حكم صالح، وهي تحاصَر اليوم بشكل ممنهج لمنع تغيير المعادلة التي تعني تعميم روح المقاومة، وإنهاء خطر الانفصال.
وحول إمكانية دعم المقاومة في تعز الآن، قال إنه ينبغي صناعة هذه الإمكانية للقضاء على المشروع الانفصالي، واستثمار "الخزان الشعبي" في المدينة التي يمكن أن تمد المقاومة بكمٍّ بشري كبير، خصوصا أن المدينة عانت من الإقصاء في العقود السابقة.
وحذر شمسان من لعبة الفراغ الأمني التي يلعبها صالح باستخدام ورقة "الدواعش" وتنظيم القاعدة التي قال إنها صنيعة صالح، مضيفا أن ثمة خطرا آخر يتمثل في تكدس الحوثي في صعدة، الأمر الذي سيخلق نموذجا مشابها لنموذج حزب الله.