مع دخول الحوثيين الضالع ، وانطلاق المواجهات مع رجال المقاومة هب ابناء الضالع من كل الاطياف ، ومختلف التوجهات وشكلوا لحمة وطنية لم تشهدها الضالع من قبل ، ومعها ذابت كل الخلافات تحت راية المقاومة والدفاع عن الضالع ، ودفع العدوان الحوثي العفاشي, ولكن بعد الإنتصار الكبير للمقاومة وهزيمة المليشيات بدأت تظهر التصنيفات السياسية ، والقبلية ، والولاءات الشخصية التي لم تكن موجودة اثناء المواجهات وبدأت الاستقطابات وتشكيل التحالفات بين قادة المقاومة التي تتنافس على قيادة الشارع الضالعي ، وظهر بشكل رئيسي القيادي في الحراك شلال علي شايع ، والقيادي عيدروس الزبيدي ، وبشكل اقل الشيخ السلفي والقيادي في المقاومة رشاد الشرعبي ، والقيادي في الحراك صلاح الشنفرة ونحن في هذا التقرير سنركز على حالة الإستقطاب الدائرة بين شلال وعيدروس بحكم انهم الأكثر بروزا في هذا الإستقطاب, وهذا لا يعني التقليل من دور البقية الذي يشهد لهم الجميع ولدورهم في المقاومة والحضور الشعبي الكبير.
من هو عيدروس؟
عيدروس الزبيدي قائد عسكري ، سُرح من الجيش بعد حرب 94م ، بعدها شكل مع عدد من ضباط الجيش الجنوبي المسرحين من اعمالهم حركة "موج" التي كانت تتبنى العمليات المسلحة ضد قوات الجيش في الضالع , استمر في الحركة حتى عام 2003م ثم توقف عن اي عمل سياسي او عسكري حتى ظهر الحراك الجنوبي عام 2007م ، وكان احد مؤسسي جمعية المتقاعدين العسكريين في الضالع التي كانت النواة الأولى للحراك.
له حضور شعبي واسع في الضالع ويتركز ثقله الجماهيري في الأجزاء الجنوبية والغربية من الضالع "الأزارق وجحاف والأجزاء الجنوبية من مديرية الضالع" وبشكل اقل في الحصين والشعيب , يقود عدد من الكتائب العسكرية التي بدأ في تشكيلها عام 2011 بُعيد انطلاق الثورة الشبابية السلمية , حيث تحرك عيدروس ومعه عدد محدود من الأفراد واسقطوا موقع الأمن المركزي في زبيد واتخذه معسكرا لقواته وأخذ عدداً منهم في دورات عسكرية خارج البلاد وهو ما اهله ليكون الحلقة الأقوى في الضالع وكان له الدور الكبير في معركة اسقاط موقع الخزان ومعسكر الجرباء عشية الخامس والعشرين من مايو الماضي.
شلال علي شايع
ضابط في الجيش ونجل وزير الدفاع في جمهورية اليمن الديمقراطية قبل الوحدة " جنوب اليمن سابقا" علي شايع , ترأس مجلس الحراك السلمي في محافظة الضالع وقاد عدد من مسيرات الحراك في الضالع وعدن واحد قادة المقاومة الشعبية ضد الحوثيين حيث قاد المواجهات مع مليشيات الحوثي في الأيام الأولى لدخولهم الضالع.
له حضور في الأوساط الشعبية ويتركز حضوره الجماهيري بشكل اساسي في الأجزاء الشمالية من الضالع"الحصين -الشعيب- والأجزاء الشمالية من مديرية الضالع" وبشكلٍ اقل في مديريتي جحاف والأزارق.
الإستقطاب بين شلال وعيدروس
كان لعيدروس حسابات قديمة مكنته من تشكيل كتائب عسكرية بقيادته بعد انطلاق ثورة الشباب السلمية وما حدث في ابين من انفلات امني وتفجير مصنع الذخيرة والذي راح ضحيتها اكثر 200 بين قتيل وجريح وهو ما دفع عقلاء الضالع لتشكيل لجان شعبية لتقوم بدورها في حال انهارت المؤسسات الأمنية والعسكرية , ومع هذه التحركات الشعبية تحرك عيدروس مع عدد محدود من الأفراد لإسقاط موقع الأمن المركزي في زبيد واتخذه معسكرا لقواته, وعندما بدأت المواجهات مع مليشيات الحوثي وصالح كان لعيدروس حسابات خاصة حالت دون انضمامه الى المواجهات بشكل مبكر ولكن كان ينسق مع قادة المقاومة وافتتح معسكرات تدريبة لافراد المقاومة استعدادا للمعركة الحاسمة التي كان لعيدروس الدور الأكبر فيها
بعد انتصار المقاومة وسيطرتها على اللواء 33 مدرع وما قام به عيدروس ورجاله من دور في اسقاط موقع الخزان الإستراتيجي ومعسكر الجرباء الذي كان بمثابة الدرع الواقي للواء والمواقع التابعة له برز نجم عيدروس كقائد للمقاومة في الضالع.
البروزالكبير لعيدروس كقائد للمقاومة اثار حفيظة عدد من قيادات الحراك الذي اعتبروا هذا الصعود الكبير هو بمثابة سحب للبساط من تحت اقدامهم ومحاولة لطمس مسيرتهم في الحراك, وهو ما دفع بحسب مراقبين شلال علي شايع لاستقطاب عدد من القادة الميدانيين للمقاومة لقطع الطريق امام من يحاول تجاوزه او تهميش دوره في المرحلة القادمة, ومع انتقال المواجهات الى الحصين وسناح التي تعتبر مركز ثقل لشلال والقيادي في الحراك صلاح الشنفرة تحرك شلال والشنفره والقيادي في المقاومة احمد ناصر لترتيب الجبهات وترتيب افراد المقاومة باعتبارهم من ابناء هذه المناطق اضافة للقيادي السلفي رشاد الشرعبي الذي قاد معارك لكمة صلاح, ولم يكن عيدروس بعيدا عن هذه المواجهات فقد تمثل دوره في سلاح الكاتيوشا التي كانت تتمركز في معسكر الجرباء ومجموعة ابو القاسم الشعيبي التابعة لعيدروس والتي كانت مركز استقطاب في الشعيب ونافذة عبور لفريق عيدروس الى اهم المناطق المحسوبة على شلال.
لم تقتصر دائرة الإستقطاب على صفوف المقاومة والعسكريين بل توسعت لتشمل الإعلاميين حيث شكل كل مكون مركز اعلامي واستقطب اليه عدد من الإعلاميين ومراسلي وسائل الإعلام المحلية واصدر المركز الإعلامي التابع لشلال نشرة اسبوعية بإسم "صوت المقاومة" ومنشور اسبوعي اخر تابع للمركز الإعلامي التابع لعيدروس بإسم "براكين المقاومة" وأنشأت عدد من الصفحات على موقع فيس بوك.
صراع المصطلحات
وغير بعيد عن هذه المنافسة والسباق بين قيادات الحراك يبرز صراع من نوع اخر حيث طفى على السطح مؤخرا صراع المصطلحات والألفاظ الإعلامية حيث يستخدم كل مكون تسمية خاصة به لتكون عنواناً له وللتفريق بينه وبين المكونات الأخرى في مقدمتها تسمية "المقاومة الشعبية الجنوبية" و "المقاومة الجنوبية" و "المقاومة الشعبية" عند الحديث الإعلامي عن المقاومة, حيث يستخدم فريق شلال علي شايع مصطلح "المقاومة الشعبية الجنوبية" بينما فريق عيدروس يستخدم مصطلح "المقاومة الجنوبية" وفريق اخر هم قادة السلطة المحلية وانصار الأحزاب السياسية يستخدمون لفظ "المقاومة الشعبية" ويظهر هذا الصراع من خلال الوسائل الإعلامية التابعة لكل مكون والملصقات التي وزعت مؤخرا في اسواق الضالع.