أكد القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة إب، الشيخ نايف الجماعي، أن ما حدث في مديرية بعدان، هو انسحاب تكتيكي بكل المقاييس من قبل المقاومة، منوها إلى أنه تم الإعلان عنه ببيان رسمي.
وأوضح الجماعي في تصريح خاص لـ"مندب برس" أنه تم اتخاذ قرار الانسحاب على مستوى عال من المسؤولية داخل قيادة المقاومة وبعد نقاش واسع خرجت القيادة بهذا القرار وفي التوقيت المناسب، مضيفا "أعلنا عن القرار في ظل تقدم أحرزناه في مختلف الجبهات ولم يتخذ من موقف ضعف".
وأضاف الجماعي : " كان السبب الأكبر في اتخاذ القرار هو الحرص على سلامة المدنيين من أبناء بعدان خصوصا النساء والأطفال الذين تعرضوا لأبشع جرائم القصف الوحشي الذي عايشه معظم أهالي بعدان وسكان مدينة إب كذلك والذي لم تراعي فيه المليشيا أي حرمات كما هو معروف عنها ،فقررنا الانسحاب التكتيكي وتغيير إستراتيجية المعركة بما يقلل الخسائر البشرية ويضاعف النتائج الايجابية لصالح المقاومة".
وبخصوص ملامح الإستراتيجية القادمة للمقاومة في بعدان قال الجماعي أن المرحلة القادمة، ستكون مرحلة الفعل وليس الكلام، وأن الجميع سيلمس ما ستقوم به المقاومة لردع المليشيات الغازية.
وحول مواقف المشايخ والشخصيات الاجتماعية مما حدث في بعدان،، أوضح الجماعي أن غالبية مشايخ بعدان من مختلف التوجهات السياسية كان لهم موقفا ايجابيا من أحداث بعدان، مشيرا إلى أنهم حاولوا كلا بما يراه وما يستطيعه لإيقاف الحرب على المنطقة، وحفظ دماء أبنائها، مضيفا : "ولا نشك بأي شخص وباركنا كل الجهود وتجاوبنا معها بكل شفافية، ولكن الطرف الأخر المعتدي تعنت ورفض كل الحلول واتجه للتصعيد لامتلاكه الآلة العسكرية وانعدام أي أخلاق للفروسية التي كان يتحلى بها الفرسان حتى في العصور الجاهلية فضلا عن المسلمين ، ذلك طبعا ليس بغريب عنهم فهم معروفون بنقضهم للعهود وكم نقضوا خلال الأشهر الماضية من عهود ومواثيق محلي أو وطني أو حتى إقليميا ودوليا".
وأكد القيادي في مقاومة بعدان، أنها تمتاز باحتوائها على عناصر من مختلف الشرائح الاجتماعية من أبناء بعدان شبابا وشيوخا مدنيين وعسكريين فلاحين ومثقفين ، ومن كل مناطق بعدان دون استثناء وهو ما أعطى المقاومة زخما اجتماعيا وعمقا وطنيا والتفافا شعبيا أوسع وأكبر، حد قوله.
وحول تفجير المقاومة الشعبية لعدد من المنازل ودور العبادة بالمنطقة، أكد الشيخ نايف الجماعي أن منزله ومنازل جميع قادة المقاومة لن تكون أغلى من دم أيا من أبناء بعدان، مشيرا إلى أنهم لم يختاروا هذا الطريق، طريق المقاومة والتصدي للباطل، إلا وهم يعرفون عواقبه، خصوصا أن الخصم لا ضمير ولا مبدأ لديه، كونه عبارة عن عصابات اعتادت قتل الأنفس التي حرم الله وما دون ذلك فهو أهون.
وأضاف: " وبالطبع فقد اعتادت المليشيا على ارتكاب كل أنواع الجرائم فلم تسلم منها حتى بيوت الله ولا مؤسسات الخدمات العامة من مدارس ومستشفيات فماذا نتوقع منها سوى الإجرام ؟".
واستطرد الجماعي قائلا : "وما يجب أن تفهمه تلك المليشيات هو أن جرائمها لن تثنينا بل على العكس تزيدن إصرارا على مواجهة ذلك الإجرام وإيقافه عند حده وسنبذل في سبيل ذلك أرواحنا وليس بيوتنا فقط".
وحول دور السلطة المحلية، قال الجماعي، : "إنه لو كان يوجد أصلا سلطة محلية تحترم حالها والمهام المناطة بها لما سلمت المحافظة لعصابات إجرامية وحولت نفسها إلى مجرد عامل لدى المليشيا ينفذ توجيهاتها وأقصى ما يمكنها فعله هو التوسط بين الضحية والجلاد وذلك أسوأ دور أرادت لنفسها أن تمارسه بكل خزي ومذلة".
واختتم الجماعي تصريحه بالشكر لكل من ساعد وساهم مع والمقاومة ولو بالدعاء أو حتى بالأماني لها بالنصر ودحر المعتدين الذين جاؤا من شمال الشمال ليفرضوا واقعا رفضه اليمنيون قديما ورفضوه حاليا وسيرفضونه على الدوام.