أفشل الحرس الرئاسي, أمس, محاولة للمسلحين الحوثيين للسيطرة على ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة في صنعاء الذي تقام فيه العروض العسكرية والاحتفالات الرسمية بمناسبة الأعياد الوطنية.
وقال مصدر أمني ل¯”السياسة” إن قوات الحرس الرئاسي فوجئت بمجموعة من مسلحي الحوثي يعتلون منصة الاحتفالات بذريعة إجراء ترتيبات للاحتفال بذكرى المولد النبوي في الميدان, فمنعتهم تلك القوات من إقامة الاحتفالية وأطلقت النار لتفريقهم وأغلقت الميدان كاملاً وجميع الشوارع والمنافذ المؤدية إليه, ما أدى إلى حدوث أزمة مرورية خانقة في صنعاء, وسط استنفار غير مسبوق لقوات الحماية الرئاسية داخل ومحيط الميدان وحول دار الرئاسة.
وذكرت مصادر أخرى أن الحوثيين كانوا يخططون لاقتحام دار الرئاسة عبر تجميع حشود كبيرة من أنصارهم في ميدان السبعين للاحتفال بذكرى المولد النبوي, ومن ثم توزيع أسلحة عليهم ودفعهم إلى اقتحام دار الرئاسة والسيطرة عليه.
في المقابل, قال القيادي في جماعة الحوثي علي القحوم ل¯”السياسة” إن “اللجنة المنظمة من جماعة “أنصار الله” (اي الحوثيين) استأذنت الرئيس عبدربه منصور هادي (أول من أمس) بالاحتفال بالمولد النبوي في ميدان السبعين فوافق على ذلك, وخرج أعضاء اللجنة المنظمة لترتيب المكان للاحتفال لكن القوة الأمنية الموجودة هناك رفضت ذلك وباشرت بإطلاق النار عليهم ما أدى إلى إصابة عدد منهم, ونحن نعتبره عدوانا غير مبرر من قبل تلك القوات التي تتبع الرئيس هادي مباشرة ونحمله مسؤولية ما حدث”.
في غضون ذلك, اعتقلت ميليشيات الحوثي 20 ناشطاً وصحافياً تجمهروا أمس أمام مكتب النائب العام بصنعاء للمطالبة بالإفراج عن الزعيم القبلي الشيخ سام الأحمر الذي اعتقله الحوثيون أواخر نوفمبر الماضي من منزل ابن عمه زعيم قبيلة “حاشد” الشيخ صادق الأحمر, في وقت سيطر مسلحون حوثيون على مدرسة ابن علوان في مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز ورفعوا شعارهم “الصرخة” على سطحها, ونصبوا نقاط تفيتش على طريق يفرس التي تربط المديرية بمديريات أخرى مجاورة.
وقال محافظ تعز شوقي أحمد هائل, خلال لقائه أمس أعضاء المجالس المحلية, “إن محافظة تعز لها خصوصية مختلفة عن بقية المحافظات”, مؤكداً رفضه وجود أي لجان شعبية أو ثورية تابعة للحوثيين في المحافظة.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية والرسمية تقوم بدورها على أكمل وجه ولا داعٍ لتشكيل مثل هذه اللجان, معلناً أن السلطة المحلية أقرت إلغاء تصاريح حمل السلاح السابقة وستعمل على إصدار تصاريح جديدة تحمل توقيعه.
من ناحية ثانية, بلغ عدد المحافظات التي ألغى الحوثيون فيها إجازة السبت واستبدلوها بالخميس خمس محافظات هي صنعاء (الريف) وصعدة وعمران وحجة وذمار, وهو ما اعتبره نائب وزير التربية عبدالله الحامدي تعدياً على قرارات الحكومة ولا يخدم العملية التعليمية, مشدداً على أن إلغاء إجازة السبت ليس من اختصاص المحافظين أو السلطة المحلية بل من اختصاص الحكومة كونها هي من اتخذت القرار.
واقترح إلغاء إجازة السبت والخميس والاكتفاء بيوم الجمعة, موضحاً أن إلغاء الإجازة سيحقق للطلاب الغاية الكاملة في التعليم باعتبار أن الطالب اليمني يجب أن يحصل على ألف ساعة تعليم في السنة فيما يحصل عليه حالياً لا يتجاوز 600 ساعة.
في سياق متصل, أقال الرئيس هادي سبعة محافظين, حيث عين بقرار جمهوري اصدره مساء أول من أمس عبد العزيز بن حبتور محافظاً لعدن, وعادل باحميد محافظاً لحضرموت, وحمود عباد محافظاً لذمار التي كان الحوثيون قد نصبوا لها محافظاً موالياً لهم, ومحمد جابر الرازحي محافظاً لصعدة, وحسين العواضي العجي محافظاً للجوف, ومحمد علي ياسر محافظاً للمهرة, فيما أبقى الرئيس على حسن أحمد الهيج الذي كان الحوثيون نصبوه محافظاً للحديدة بعد إطاحتهم محافظها السابق المنتمي إلى “حزب الإصلاح” (إخوان اليمن) صخر الوجيه.
كما أصدر هادي قرارات أخرى أقال بموجبها نائب محافظ عدن عبدالكريم شايف الذي ينتمي إلى حزب “المؤتمر الشعبي العام” الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وعينه مع محافظ حضرموت المقال خالد الديني ووزير الدفاع السابق اللواء محمد ناصر أحمد سفراء في وزارة الخارجية.
ولوحظ من قرارات هادي أنه أطاح قيادات موالية لصالح وعين بدلاً منهم موالين له ولجماعة الحوثيين, على غرار ابن حبتور محافظ عدن الذي كان أبرز الرافضين لقرار اللجنة العامة لحزب صالح إقالة هادي والدكتور عبدالكريم الارياني من قيادة الحزب, في حين أن محافظ صعدة الجديد موال لجماعة الحوثي, كما هو حال المحافظ المقال فارس مناع الذي كانوا قد نصبوه محافظاً لصعدة العام 2011 .