2015/10/02
?رئيس المجلس العسكري للمقاومة في محافظة تعز: خطة لتحرير المدينة سيبدأ العمل عليها قريبا جدا

قال رئيس المجلس العسكري للمقاومة في محافظة تعز وهو أيضا قائد اللواء 22 ميكا العميد الركن صادق سرحان في حوار مع «القدس العربي» ان الميليشيات الإنقلابية التابعة للحوثي والرئيس السابق علي صالح قطعت أي أمل بإمكانية التوصل إلى حلول سياسية عبر المفاوضات من خلال تناقضاتها وتلكؤها في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، ما يعني أنها من تقود البلد إلى تكريس الحلول العسكرية.

وأضاف صحيح أن الحل العسكري باهض الثمن، لكن الصحيح أيضا أن ترك الميليشيات تسيطر وتعربد ضد الدولة والمواطنين، وإذا لم تقم الدولة بواجبها، سيكون مكلفا أكثر، سواء على مستوى قيمة الدولة، أم على مستوى حرية وكرامة المواطن وتعرضه للاستبداد والإنتهاكات المتواصلة.
وأوضح أن اسباب تأخر الحسم العسكري ضد الميليشيات الإنقلابية الحوثية راجعة إلى ان هذه الميلشيات كانت قد استولت على كل معسكرات الدولة بكامل اسلحتها وقامت بإخفائها في أماكن معظمها مدنية، حيث تحاول طائرات التحالف العربي تجنبها، وهذا ما ساعدها على البقاء أكثر.
وأكد ان عدم الحسم العسكري ليس لمصلحة أحد سواء قيادتنا الشرعية أو قيادة التحالف، حيث أصبح ضرورة حتى لا تبقى الميليشيا الحوثية تعربد في بعض المحافظات وتواصل استنزاف مقدرات الدولة والتحالف العربي. هنا نص الحوار:
=============
? احتفل اليمنيون هذا الاسبوع بالذكرى 53 لثورة أيلول (سبتمبر) على نظام الإمامة السلالي الطائفي، فيما احتفى الحوثيون الأسبوع الماضي بالذكرى الأولى لانقلابهم على الثورة، كيف تقرؤون الوضع اليمني الراهن؟
? كانت اليمن بفضل رجالها الوطنيين، قد انتهجت حلا سلميا توافقيا على إثر ثورة شباط (فبراير) الشعبية السلمية 2011، وكنا قد حققنا تقدما كبيرا عبر المبادرة الخليجية وما نجم عنها من مؤتمر الحوار الذي خرج بحلول توافقية لكافة القضايا، إلا أن الجميع يدرك أن الوضع اليمني كان قد بدء بالإنحراف عن مساره السلمي حين انقضت ميليشيات الحوثي بالتحالف مع الرئيس السابق علي صالح، على السلطة بقوة السلاح.
والمعروف ان هذه الميليشيات استهدفت ثورة أيلول (سبتمبر) المجيدة بمحاولة محو ذكراها من خلال تحديد شهر أيلول (سبتمبر) لانقلابهم على السلطة، ومع ذلك رفضت هذه الميليشيات كافة الحلول اللاحقة لحل الأزمة، حتى أنها نكثت سريعا بالإتفاقات الموقعة عقب اجتياحها العاصمة صنعاء، مع أنها جاءت تحت تهديد القوة والسلاح، حتى أن الأمور وصلت إلى ما هي عليه اليوم من تفكك اجتماعي جراء الحروب التوسعية التي خاضتها الميليشيات الإنقلابية المتحالفة ضد الشرعية والسلطة، وعليه يجب التأكيد انه لن يتحلحل هذا الوضع إلا بتنفيذ تلك الميليشيات لقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2216 المخصص لحل الأزمة الراهنة، مالم فإن الطريقة الأخرى المتمثلة بالحل العسكري ستتواصل حتى يتم دحرهم وتحرير كافة المحافظات اليمنية من قبضتهم.
===============
? إلى أين يتجه اليمن الآن في ظل هذا الاحتراب والاقتتال الدامي منذ مطلع العام؟
? من الواضح أن اليمن يتجه نحو المزيد من العنف والحروب طالما وأن ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي صالح تواصل رفضها تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والانسحاب من كافة المحافظات التي احتلتها وتسليم السلاح للدولة والسماح للحكومة بالعودة إلى صنعاء لممارسة مهامها، وفي كل الأحوال فإن الخروج من هذه الحال بيد تلك الميليشيات إذا أرادت فعلا تجنيب اليمن المزيد من الحروب والدماء.
==============
? أليس هناك بوادر تلوح في الأفق لحل الأزمة اليمنية التي قضت على كل مقومات الدولة؟
? كما تعلمون أن الميليشيات الإنقلابية حاولت مؤخرا المناورة عبر الإعلان عن قبولها تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بشأن اليمن دون قيد أو شرط، لكنها في واقع الحال أرادت من وراء ذلك إيقاف إنهيارها المتواصل جراء ما تتلقاه من هزائم مؤخرا، ليتسنى لها استعادة أنفاسها، فيما أنها تبطن، كما علمتنا التجارب السابقة معها، حقيقة رغبتها في خداع المجتمع الدولي والنكث بأي اتفاقات تسوية يتم التوصل إليها، بعد أن تكون قد استعادت قدراتها ورصت صفوفها، ولذلك نلاحظ أنها فشلت في هذه المناورة منذ اللحظات الأولى حين حاولت أن تعمل لها خط رجعة من خلال بعض الاشتراطات، التي رفضتها الرئاسة اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، والحكومة الشرعية ممثلة بنائبه خالد محفوظ بحاح، حيث تشترط الدولة البدء بتنفيذ القرار الدولي مباشرة دون قيد أو شرط، بعدها يمكن العودة إلى طاولة الحوار لتنفيذ بقية البنود الواردة بالقرار الدولي وهذا ما جعلهم يرفضون ويفشلون أي أمل بالحل السياسي.
==============
? أين يكمن الحل الناجع للأزمة اليمنية، هل تعتقد انه سيكون عسكريا أم سياسيا؟
? كما أكدت لك في إجابة السؤال السابق، قطعت الميليشيات الإنقلابية أي أمل بإمكانية التوصل إلى حلول سياسية عبر المفاوضات من خلال تناقضاتها وتلكؤها في تطبيق قرار مجلس الأمن، ما يعني أنها من تقود البلد لتكريس الحلول العسكرية، إذ ليس من المعقول مثلا أن تتوقف الدولة الشرعية عن محاربة الميليشيات لاستعادة الشرعية وتصحيح الإختلالات التي أحدثها الإنقلاب على الشرعية واحتلال المدن، لأن استسلام الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وتوقفهم عن مهامهم في استعادة شرعية الدولة، لا يعني سوى تخليها عن واجبها الوطني وبقاء اليمن يدار بالميليشيات.
=================
? البعض يرى أن الحل السياسي سيكون تمييعا للقضية اليمنية وسيمنح الانقلابيين من الحوثيين وأتباع صالح فرصة للعبث بمقدرات البلاد ومكانا في المستقبل اليمني، ما رأيكم؟
? مهما كان الحل السياسي، فنحن مع السلطة الشرعية في كل ما تقرره، المهم أن تخضع الميليشيات للبدء بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وبعدها ما ستفضي إليه المفاوضات نحن سنؤيده، وسنعمل على تنفيذه على الأرض مهما كانت النتائج، لكن يجب أولا أن تبدأ بالتنفيذ للقرار الدولي وتنسحب من المحافظات المحتلة وتسلم كافة الأسلحة للدولة وبقية بنود القرار الأممي، بعدها كما قلت يمكن التفاوض على أية حلول مناسبة لكيفية التعامل مع بقاء تلك الميليشيات على أساس تحولها إلى العمل السياسي الديمقراطي، وفق شروط وضمانات مؤمنة من قبل الأمم المتحدة والدول التي تسعى للوصول إلى حل سياسي.
===============
? طيب ألا ترى أن الحل أو الحسم العسكري سيكون باهض الثمن على اليمن واليمنيين وبالتالي قد يكون التنازل من جميع الأطراف عين العقل والحكمة لتفادي المزيد من الانزلاق بالبلد إلى الهاوية؟
? صحيح أن الحل العسكري باهض الثمن، لكن الصحيح أيضا أن ترك الميليشيات تسيطر وتعربد ضد الدولة والمواطنين، دون قيام الدولة بواجبها، سيكون مكلفا أكثر، سواء على مستوى قيمة الدولة، أم على مستوى حرية وكرامة المواطن وتعرضه للاستبداد والانتهاكات المتواصلة وليس ببعيد هذا النموذج السيء الذي قدمته وما زالت تقدمه تلك الميليشيات الإنقلابية خلال هيمنتها على مفاصل السلطة طوال العام الماضي، ليس في جانب الإنتهاكات الحقوقية فحسب، بل في كافة الجوانب، من فساد ونهب لأموال السلطة، وتجيير للوظيفة العامة العسكرية والمدنية لمصالح شخصية، إلى جانب ما سينجم من استمرار تلك العمالة الواضحة لقوى أقليمية تعلن صراحة رغبتها في تصدير الثورة وإشاعة التوتر وإقلاق دول الإقليم من نواياها الفكرية والدينية الطائفية. وبالتأكيد ان بقاءها على هذا النحو سيكون أكثر كلفة من الحل العسكري، خصوصا فيما لو تواصل دعم دول التحالف لتحرير بقية المحافظات، كما حدث في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة، فكما تعرفون أنه تم دحر الميليشيات الإنقلابية وتطهير تلك المحافظات منها سريعا وبأقل كلفة.
============
? كقائد عسكري في أهم جبهات القتال، لماذا تأخر الحسم العسكري ضد ميليشيا الحوثيين وقوات صالح، رغم الامكانيات الهائلة لقوات التحالف الجوية والقوات الكبيرة للمقاومة الشعبية ووحدات الجيش الوطني؟
? عندما يتأخر الحسم العسكري، كما تقول، لأنه يحتاج إلى وقت، خصوصا وأن الميليشيات الإنقلابية قد استولت على كل معسكرات الدولة بكامل اسلحتها وقامت بإخفائها في أماكن معظمها مدنية، تحاول طائرات التحالف العربي تجنبها، وهذا ما ساعدها على البقاء أكثر، ومع ذلك فهناك بحسب علمنا خطة مدروسة ومنهجية للتحالف وقيادة الدولة والجيش اليمني لكيفية مواجهة مثل هذه الإشكاليات، وقد بدأت معركة مأرب، ضمن هذه الخطة، التي من المفترض أن تواصل حتى تحرير بقية المحافظات بما في ذلك العاصمة صنعاء.
===============
? هل عملية الحسم إذا مرتبطة بالقرار السياسي وليس بعملية الحسم العسكري على الأرض؟
? القرار السياسي لا يمكن أن يكون إلا مع الحسم العسكري، ومن يقول بغير ذلك فهو إما منحاز، وإما أنه لا يفهم بشأن كيفية إدارة الحروب، ذلك أن المنطق والواقع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه ليس لمصلحة أحد سواء قيادتنا الشرعية أم قيادة التحالف، عدم الحسم بحيث تبقى تلك الميليشيات تعربد في بعض المحافظات وتواصل استنزاف مقدرات الدولة والتحالف العربي، فهذا أمر غير منطقي، لكن كما قلت لك، هناك خطة محكمة يتم العمل عليها من قبل قيادة الدولة والتحالف، وهي بحسب إعتقادي تمضي قدما، وأحيانا تعيق تقدمها بعض المتغيرات على الأرض.
===============
? هناك استياء شديد من تأخر الحسم العسكري في تعز، رغم أهميتها لمحافظات عدن ولحج كحزام أمني لها، ولكثرة الضحايا والدمار الذي حل بها، ما هي المبررات الحقيقية وراء ذلك؟
? بالتأكيد ان تعز مهمة جدا ليس لتأمين المحافظات التي ذكرتها فقط، بل وأيضا لبقية الجبهات الأخرى، حيث تسعى الميليشيات الحوثية حاليا إلى حشد قواتها إلى تعز، في محاولة منها لجعلها بمثابة غرفة عمليات لإدارة عدة جبهات أخرى إلى جانب تعز، وربما تكون بديلة لصنعاء في حال تم تحريرها قبل تعز، ولذلك تجدهم حريصيين على السيطرة على تعز، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل حتى الآن وأعتقد أن دولتنا ومعها قيادة التحالف العربي يدركون ذلك، وليس صحيحا ما يشاع من تسريبات أن هناك عدم اهتمام بتعز، وكما قلت هناك خطة لتحرير تعز، سيبدأ العمل عليها قريبا جدا مع الدولة وقوات التحالف.
==================
? البعض يشير إلى نظرية المؤامرة على تعز، كيف ترون ذلك؟
? من حق أي شخص أن يشعر بما يريد، وقد يكون هذا الشعور كما قلت نابع من تأخر مسألة الحسم في تعز، ونحن نقدر شعورهم وحرصهم هذا، لكن كما أوضحت لك أن تحرير تعز مسألة وقت ليس إلا.
===============
? لماذا تقدمت جبهات أخرى ودعمت بإمكانيات ضخمة من قبل قوات التحالف، وخذلت جبهة تعز من قبل الجميع وتركت لأبنائها من المقاومة والجيش الوطني، ليرسموا مصيرها؟
? في الواقع، تعز قادرة برجالها أن تواجه مصيرها بنفسها، لكن ذلك قد يتطلب وقتا طويلا، كونها تعوز الكثير من الإمكانيات، ليس البشرية فتعز مكتفية بالقوة البشرية من الجيش والمقاومة الشعبية، لكني أتحدث عن القدرات والإمكانيات العسكرية مقارنة بما تمتلكه الميليشيات من إمكانيات وقدرات دولة كاملة، ومع ذلك لم تستطع أن تحرز تقدما ملحوظا وهاما طوال الستة الأشهر الماضية، بل على العكس ستجد أن الجيش الوطني والمقاومة هم من حققوا تقدما في الكثير من الجبهات رغم قلة الإمكانيات بل وشحتها، لكن ربما تكون هناك بعض المعيقات حاليا فيما يتعلق بمسألة إيصال الدعم إلى تعز، ونحن حاليا نعمل على تجاوزها سريعا والأيام القادمة ستكون مبشرّة بإذن الله.
=================
? هل تعتقدون أن الحل للوضع اليمني هو بإزالة الحوثيين وإزاحة قوات صالح من المشهد اليمني، أم الإبقاء عليهم ضروري لخلق التوازن السياسي والحيلولة دون تحولهم إلى عصابات تخريبية؟
? كما ذكرت سابقا، نحن مع أي حلول سياسية توافق عليها السلطات اليمنية الشرعية، وليس لدينا أي تحفظ على أية حلول، طالما وأنها تتوخى المصلحة الوطنية والعامة، ومن المهم النظر بعين الإعتبار لإيجاد حلول دائمة لكافة المشاكل والتعقيدات، ولسنا مع حلول تجزيئية أو ترقيعية من شأنها أن تؤجل الإشكاليات لتتجدد مرة أخرى بمجرد زوال الأسباب.
===============
? كيف تقرؤون المستقبل اليمني على ضوء المعطيات الراهنة؟
? نتمنى أن يتحرر اليمن من قبضة الميليشيات الإنقلابية سواء عبر الحلول السياسية التي تحافظ على الشرعية وهيبة الدولة، وإما عبر الحل العسكري، في حال استمرت الميليشيات في غيّها.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news18105.html