اتهم ياسين عمر مكاوي مستشار رئيس اليمن عبدربه منصور عن مكون الحوار الجنوبي الرئيس السابق على عبد الله صالح، بأنه السبب فيما يحدث حالياً في اليمن، وقال إنه انقلب على أصدقائه لرغبته في العودة مرة أخرى باستخدام العنف، مشيراً إلى أن القوى السياسية اليمنية أخطأت حينما قبلت بالمبادرة الخليجية بشكلها الذى منح صالح البقاء في اليمن مع منحه الحصانة السياسية والقضائية.
وأشار ياسين مكاوي في ندوة "اليوم السابع" إلى أن الوضع في اليمن مضطرب بسبب التركيبة المختلة للجيش الذى ساهمت القوى السياسية في ظهوره بالشكل الحالي، الذى أدى إلى سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة، لافتاً إلى أن العمل يجرى حالياً على تشكيل قوات مسلحة وطنية وغير خاضعة لسلطة فرد، نافياً سيطرة الحوثيين أو اقترابهم من السيطرة على مضيق باب المندب، وقال إنهم لن يستمروا في السيطرة على الموانئ المطلة على البحر الأحمر ولن يستطيعوا التمدد لأكثر من ذلك، مضيفا أنهم لا يستطيعون التأثير على الملاحة بقناة السويس.. وإلى نص الندوة..
التواصل ولقاء الإخوة من جنوب اليمن الموجودين بمصر، فمنذ سنوات طويلة وهناك لقاءات تتم من وقت لآخر بشكل مستمر لمعرفة هموم ومشاكل أبناء اليمن وخاصة أبناء الجنوب، وكذلك للحديث عن قضية جنوب اليمن التي تعتبر حجر الزاوية في الأزمة اليمنية، ويجب التواصل معهم لاتخاذ الخطوات الإيجابية، ويمكن الحكم على الزيارة بأنها ودية، لكنها يمكن أن توظف في شكل سياسي، فنحن هدفنا تحقيق نوع من الانسجام بين الشمال والجنوب لمنع تشرذم اليمن ومنع مخاطر الاقتتال الأهلي والحفاظ على وحدة الجنوب في الوقت الذى أصبح فيه الانفصال مشروعا حقيقيا إذا لم يقدم نموذجا حقيقيا على الأرض يرضى أهل الجنوب. ماذا تقصد بهذا النموذج الذى تتحدث عنه؟ الدول المركبة القوية وليست البسيطة، وأن نعيد الشراكة الحقيقة للشعب في الجنوب وأن يكون المواطنون في الجنوب شركاء في السلطة والقرار وعدم إقصاؤهم.
لن يكون هناك مشروع يؤدى إلى تفادى كل المشاكل، لكن هناك مشروع يؤدى إلى أن ننتقل إلى صناعة الأسس الأولى لبنيان جديد مثل نتائج مؤتمر الحوار، هذا أساس حقيقي للبناء وعلينا كيمنيين أن نراعى هذا الأمر وألا نقفز عليه، فهناك محاولات لهدم هذه الأسس التي تم بناؤها خلال المرحلة منذ 18 مارس 2013، والتي نتج عنها مخرجات الحوار الوطني والتي ولدت قناعات لدى البعض من الشارع الجنوبي، وأن هذا البناء سيستطيع الانتقال إلى تحقيق الإرادة الشعبية خلال المرحلة المقبلة، وهو حق الناس في أن تكون مالكة للقرار.
إذا لم يقدم مشروع على الأرض مبنى على مؤتمر الحوار يحقق ويخلق نموذجا حقيقيا يتساوى فيه الشمال مع الجنوب من حيث الحقوق، فإنه ستولد مشروعات أخرى لا نرغب فيها مثل الانفصال وهى لن تحقق للشعب اليمنى طموحاته، أي إما الوحدة أو الموت.. نحن نريد الوحدة التي تربط الشمال مع الجنوب وتوزع الثروات بشكل عادل يحقق آمال وطموحات كل الناس.
أنا أتحدث بصفتين، بصفتي رئيس الهيئة السياسة للحراك الجنوبي الذى أقدم وغامر، وشارك في مؤتمر الحوار برغم الرفض الشعبي العارم للمشاركة في مؤتمر الحوار، بالإضافة إلى صفتي مستشار للرئيس عن الحراك الذى شارك في مؤتمر الحوار بعد أن أبرمت اتفاقية السلم والشراكة بعد ثور 21 سبتمبر.
هذا الأمر غير قابل للتأجيل، لأن قضية الجنوب تفرض نفسها، فحل أزمة اليمن لن تكون إلا بحل القضية الجنوبية، وبالنسبة لشرعية الرئيس عبد ربه هادى منصور فلا أحد يختلف عليها حتى جماعة أنصار الله "الحوثيين" تعترف بها، ولكن كل طرف يراها من وجهة نظره واتجاهه، ويجب أن ألا نكون حاكما بدون مسئولية فالحاكم يجب أن يكون مسئولا.
الشرعية لن تُقوض إلا بانهيار تام للمنظومة المتبقية للدولة وإلا سينهار كل شيء، وإذا سقطت مشروعية الرئيس سيسقط اليمن في أتون الحرب الأهلية، لأن الشعب اليمنى لن يقبل العودة إلى الماضي السحيق أو عودة نظام على عبد الله صالح، والرئيس عبد ربه هادى منصور هو الشعرة الوحيدة التي يتعلق بها اليمنيون للخروج ببلدهم إلى بر الأمان.
ليس لنا دخلا مباشرا في موضوع الدستور، بل هناك ممثلون في لجنة صياغة الدستور، والتقيت عمرو موسى من أجل وضعه في صورة ما يحدث في اليمن خاصة قضية الجنوب لحماية اليمنيين من أي منزلق إلى الاقتتال.
أعتقد أن الحوثيين لن يستمروا في السيطرة على هذه الموانئ ولن يستطيعوا التمدد لأكثر من ذلك، وطبقا للاتفاقيات التي تمت عليهم العودة إلى مواقعهم السابقة، وأن يجعلوا الدولة هي من تحكم وأن يساعدوا في ترميم هشاشة الدولة القائمة حاليا وأن يتجنبوا أن يكونوا حكاما بدون مسئولية.
إذا كانت لديهم القدرة على التمدد وتحمل المسئولية.
هم بالفعل جزء من العملية السياسية ولكن تصور لهم خطأ أنهم يمكن أن يساعدوا الدولة على طريقة الثورة التي نشأت، لكن حقيقة الأمر أنهم كانوا أسرع إلى تقويض الدولة وما تبقى من بنيان الدولة، لكن بعد اتفاق السلم والشراكة حدث تراجع، وهناك قوى تحاول الاستفادة من خلال انعدام الحلحلة في أمر سيطرة الدولة، وهناك فراغ حقيقي في الشارع اليمنى وفى سلطة الدولة إما أن نساعد في أن نردم هذا الفراغ أو نترك الأمر للفضاء وإقامة الكونتنات المسلحة في أي وقت.
دون شك هناك تدخلات إيرانية عديدة في الشأن اليمنى، وعندما تحدث الرئيس عبد ربه عن هذا فإن لديه من المؤشرات ما يؤكد تدخلات إيران، لكن أنصح بأن العلاقات مع كل الدول تكون متساوية ومتوازية وأكثر قرب، ويمكن القول إن هناك تدخلات إيرانية وغير إيرانية ونعمل على تخفيف من حدة التدخلات تلك لكى يكون دور إيران هامشيا.
نعم.. تم التواصل وهذا جهد يجب أن تبذله الخارجية اليمنية وليس نحن.
بالنسبة للقوى السياسية فإن كلا يسعى لمصالحه الشخصية وكل يغنى على ليلاه، لذلك ابتعدوا عن الأدوار التي يساعدوا بها الدولة وأن لا يكتفوا بإدارة الصراعات داخليا وعليهم أن يدركوا أنه طالما أن هناك صراعات فتكون هناك تدخلات.
نعم صحيح.. وهذه حقيقة واقعة.. لأنها لا تدرك مصالح شعبها وإنما تدرك مصالحها الخاصة والضيقة حتى ولو ظهروا بدون ذلك، فهناك بعض القوى باليمن لديها حالة من التشفي في البلاد، وأن ما يجرى اليوم في اليمن له مردوه على جميع اليمنيين وهناك قوى داخلية تسعى للتمزيق بمساعدة قوى خارجية.
كل أزمات اليمن مبعثها هذا الرجل بسبب سياسته التي مارسها على الشعب وهذا الأمر انعكس على الجنوب، فقضية الجنوب لم تنشأ إلا من خلاله، واليوم هو ينقلب على أقرب الناس إليه وهو الرئيس عبد ربه، فصالح يحاول اليوم أن يعود، بعدما تم إزاحته ومن الممكن أن يعود عبر الصندوق وأن يعود من خلال أبواب أخرى عنيفة وممارسة العنف وإنشاء أزمات جديدة في البلاد.
نحن لم نكن جزءا من المبادرة الخليجية ولم نشارك في التوقيع عليها، لكن تعاملنا معها وفكرنا بأن هذا المشروع الجديد سيخرج اليمن إلى بر الأمان وسننطلق من خلال هذا المشروع لحل حقيقي من القضية الجنوبية، ومن شاركوا في توقيع الاتفاق على المبادرة هم من تقاسموا الحكم وهؤلاء لم يستطيعوا أن يوفوا بوعودهم لشعبهم.
إذا كانت هناك مترتبات سلبية على منطقة باب المندب فإن هذا سيعود للقرار الذى ستتخذه مصر بالتعاون مع الحكومة اليمنية التي لن تدخر جهدا في تفادى التدخل الإيراني في منطقة باب المندب. هل تعتقد أن اليمن في الوقت الراهن يحتاج لتدخل عربي أكبر؟ بالرغم من أن هناك دعوات للأشقاء العرب للتدخل لمساندة اليمن لكن لا أحد يرضى بوجود قوة بديلة داخل الأراضي اليمنية، وهذا الأمر مستبعد حاليا إلا إذا مست المصالح الحيوية في باب المندب ولا أعتقد أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة، وبالنسبة لجماعة أنصار الله "الحوثين" فليست لديهم أي طموحات للاستيلاء على السلطة مطلقا.
دون شك مصر دورها كبير وعظيم في هذا الشأن، لكن يجب الاعتراف بوجود ركود لذا يجب تجاوز هذا الركود، وأدعو الخارجية المصرية واليمنية أن يبذلوا مزيدا من الجهد لتحريك هذا الملف اليمنى الذى يعنى لمصر الكثير. هل من الممكن أن تكون هناك مواجهة مسلحة بين الدولة اليمنية والحوثيين؟ خلال قراءتي للمشهد خلال الفترة الماضية لم يحدث مثل هذا الاحتكاك لكن لو حدث مزيدا من التمدد ستحدث مواجهة مسلحة.
لها أدوار في ذلك، في الفترة الماضية وبالتحديد منذ عام 2011 كانت القوى السياسية تكرس هذا الأمر، ومن قبل ذلك القوى التي تحكم كانت تكرس ذلك في إطار تأكيد اللحمة القبلية العائلية لهذا الجيش المعروف عنه بالقبلية، ومع الأسف قوى التغيير انتهجت هذا النهج وإذا كنا نريد جيشا وطنيا حقيقيا علينا أن نعيد البنيان من جديد، بحيث يتم تشكيل قوات مسلحة صناعة وطنية وليست خاضعة لفرد.
هو سهل ذلك بالطبع لأنه لا يعقل أن عشرين فرداً من الحوثيين يستطيعون السيطرة على وحدة عسكرية.
لا نقول خيانة،، ولكن التركيبة التي تشكل منها الجيش خلال 30 عاما هو الذى أدى لهذا بل وأحدث خللا حقيقا في بنيان الجيش، وتأكد هذا الخلل من خلال هذا السقوط المريب للمعسكرات، والقوى السياسية التي كانت تقود اليمن كان لها ادوار فى=ي بناء هيكل ضعيف للجيش والأمن.
حاليا لا تستطيع إلا من خلال تكاتف كل القوى والخروج من عباءة الحزبية الضيفة والخروج إلى عباءة الوطن، ومن خلال أن تنفذ الحكومة كل ما تم الاتفاق عليه وبرنامجها الذى نال ثقة مجلس النواب، فنحن لدينا مشروع قومي حقيقي، ورأس الحربة فيه هو الرئيس عبد ربه منصور ، وهذا المشروع إما أن نقيمه وينقلنا إلى بر الامان أو الاقتتال الداخلي.
هذا الكلام ليس دقيقا، ولكن تستطيع أن تقول إن الثورة التي قام بها الشباب تم الامتطاء عليها، وهذا الأمر أعطى مبررا في ظهور قوى أخرى في مواجهتها وأدى إلى ظهور "أنصار الله" باعتبارهم هم المخلصون، ولكن إذا استمرت العملية السياسية فإنه يجب مشاركة الجميع فيها بعيد عن الاستقواء مهما امتد الحوار أو الاستعانة بالسلاح الذى يقضى على الفكرة والإنسان.
هناك عراقيل كثير وأعتقد أن مرحلة الاستفتاء لن تأتى إلا بعد تسوية الأرض.. نستفتى على ماذا، هل على خيبة الأمل، إذا لم يكن هناك جهود تثمر عن تحقيق الشراكة بين الشمال والجنوب، فما فائدة الاستفتاء على الدستور، وأي دستور هذا لا يعطى حق الجنوبيين مثل الشمال ولا يعالج مشاكل الجنوب مثل مشاركة أهل الجنوب في الجيش وحل مشكلة الأمن واستعادة الأراضي التي نهبت.
لا أريد أن أكون بوقا للإحباط، ولكن أعتقد أنه يمكن القضاء على المعطيات الحالية، فالجيش فى الجنوب كان جيشا قبليا تحول إلى وطني، الحل في أن نعود للأمل والرجاء، لأنه بدون الأمل لا نستطيع العمل، وحسب المعطيات التي يمكن وصفها بالمؤشرات هي سلبية لكن هناك جهد يبذل وخاصة المجهودات التي يبذلها الرئيس عبد ربه منصور الذى يحاول إعادة إنشاء مؤسسات الدولة من جديد بمساعدة الإخوة العرب.
هناك اختلاف في جيش البلدين، فمصر دولة مؤسسات، لذلك لا يمكن المقارنة بين الجيشين، ونحن نعتز بالجيش المصري الذى خرج منه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورغم أن الرئيس اليمنى عبد ربه منصور خرج من هذه المؤسسة العسكرية، لكن اليمن لا يوجد به السيسي المصري، فمن يدعون السلطة في اليمن ليسوا سيسي مصر، ومن يحاولون التشبه بالسيسي في اليمن فإن السيسي الحقيقي سيتبرأ منهم لكونهم مستبدون وظالمون وامتهان الناس وإذلالهم، لهذا لن يكون هناك سيسي في اليمن.