تتواصل المعارك بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من جهة أخرى في مسورة ومحلي والمواقع المطلة على نقيل بن غيلان بالقرب من بني حشيش على تخوم العاصمة صنعاء، وسط هروب جماعي للحوثيين على جبهة تعز بعد مهاجمة مواقعهم في جبال الشريجة، فيما شنت مقاتلات التحالف عشرات الغارات على مواقع الانقلابيين في صنعاء وصعدة وحجة والبيضاء ولحج.
وذكرت مصادر عسكرية في مديرية نهم أن مدفعية الجيش الوطني تدكّ مواقع الانقلابيين في قلب صنعاء، وتمكنت من تدمير أهداف عدة في قاعدة الديلمي الجوية.
وأكدت المصادر أن قوات الجيش الوطني المسنودة بالمقاومة ستقتحم العاصمة صنعاء من اتجاهين، حيث تواصل تطهير هذين المدخلين مع اتصالات مكثفة مع زعماء القبائل في المداخل المؤدية إلى المدينة، بعد إعلان عدد منهم انحيازهم للشرعية.
وقالت المصادر إن قوات الجيش الوطني والمقاومة تطهران بقية المواقع في مديرية نهم، وأن قوات أخرى اتجهت نحو مديرية أرحب، مشيرة إلى أن الدخول إلى صنعاء سيكون عبر منفذي بني حشيش وأرحب بعد إسقاط معسكري بيت دهرة والصمع، حيث ستتولى مقاتلات التحالف توفير الغطاء الجوي لاقتحام قوات الجيش الوطني هذين المعسكرين.
وحسب المصادر، فإن سقوط المعسكرين أصبح مسألة وقت فقط، حيث أثبتت مقاتلات التحالف فاعليتها في المعركة، من خلال دك مواقع الانقلابيين في السلسلة الجبلية في مديرية نهم، ما مكن قوات الجيش من اقتحام تلك المواقع والاشتباك مباشرة مع الانقلابيين في تلك المواقع وتحريرها، بعد قتل وأسر عدد منهم وفرار البقية.
وكانت قوات الجيش والمقاومة استعادت، الجمعة، منطقة مدارج بران، ونصبت فيها نقطة عسكرية لتأمين خط مأرب - صنعاء.
وذكر الجيش الوطني والمقاومة أنهما عثرا على سراديب وكهوف للميليشيا الحوثية وصالح الانقلابية في معسكر فرضة نهم. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر في الجيش القول إن الكهف الذي عثرت عليه قوات الجيش والمقاومة بعد تطهير المنطقة من الميليشيا يبلغ طوله نحو 60 متراً ومزود بإنارة، ويبدو أنه كان مخبأ للميليشيات.
من جهته، قال رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني العميد محسن خصروف إن قوات الجيش الوطني والمقاومة نجحت في فتح البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، وحررتها من المسلحين الحوثيين وقوات صالح. وأضاف أن قبائل بني الحارث وأرحب وبني حشيش أعلنت انضمامها للشرعية، مشيراً إلى أن هزائم الانقلابيين تتوالى شرقاً وغرباً، وأن الخناق يضيق على الميليشيات الانقلابية.
وأوضح أن المعارك بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من جهة أخرى متواصلة في مسورة ومحلي والمواقع المطلة على نقيل بن غيلان بالقرب من بني حشيش على تخوم العاصمة.
وأشار المسؤول العسكري إلى أن قيادات كبرى في قوات الاحتياط التابعة لقوات الحرس الجمهوري والموالية للرئيس السابق التحقت بالشرعية وقوات الجيش الوطني، وقال إن تلك مؤشرات كبيرة توضح أن ساعة الانقلابيين قد أزفت.
ودعا خصروف «كبارات قبائل بني مطر والحيمتين وهمدان وسنحان وبلاد الروس وآنس وعنس والحدا وبقية القبائل في الطوق الثاني إلى الوقوف مع أنفسهم لحظات يحكمون فيها العقل والضمير، ويستدعون وطنيتهم من جديد، فيطهرون مناطقهم من ميليشيات القتل، ويعلنون التحاقهم بالشرعية، ليكون لهم شرف المشاركة في استعادة الدولة ومؤسساتها، والأمن والاستقرار، ويوقفوا نزيف الدم وقتل أبنائهم».
ودعا أحمد الشليف، أحد قادة الجيش الوطني، أبناء القبائل في محيط صنعاء إلى فتح الطريق أمام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية للوصول إلى العاصمة، وألا يجعلوا أرضهم مسرحاً للعمليات الحربية.
هروب جماعي
في جبهة تعز، شنت المقاومة وقوات الجيش الوطني هجوماً عنيفاً على مواقع ميليشيات الحوثي في جبهة الشريجة. وأكدت مصادر محلية أن الجيش الوطني عزز جبهة الشريجة، ودفع بعشرات المقاتلين ممن تم تدريبهم حديثاً في معسكر العند.
وتحدثت مصادر في المقاومة عن استعدادات واسعة للجيش الوطني والمقاومة بدعم قوات التحالف لاجتياح تعز من الجهة الجنوبية باتجاه مدينة الراهدة، ثاني أكبر المدن في المحافظة.
وقال الناطق باسم المقاومة في جبهة الشريجة مختار السويدي إن المقاومة والجيش الوطني، بمساندة قوات التحالف، شنّا هجوماً واسعاً أمس على مواقع ميليشيات الحوثي في جبال الشريجة. وأضاف السويدي لـ«البيان» أن المقاومة تمكنت من استعادة جبل السواد الاستراتيجي بعد تدخل وحدات خاصة من قوات التحالف العربي، واستخدام سلاح المدفعية في قصف مواقع الميليشيات.
وأشار الناطق إلى أن عدداً من عناصر الميليشيات قتلوا في الاشتباكات العنيفة التي تدور في المنطقة، حيث تقدمت المقاومة واستعادت العديد من المواقع بعد انسحاب الميليشيات منها.
يأتي ذلك تزامناً مع هجوم المقاومة على مواقع الميليشيات في الجهة الغربية لمدينة تعز ومديرية المسراخ.
وفي محافظة لحج، ذكرت مصادر أن المقاومة تمكنت من تحقيق تقدم كبير في جبهة كرش، وتمكنت من تحرير ثلاثة مواقع كان الحوثيون وقوات المخلوع صالح يحتلونها في أطراف البلدة.
قصف وغارات
وبينت المصادر أن قصفاً صاروخياً استهدف مناطق متفرقة للحوثيين بمديرية رازح ومديرية منبه الحدودية بمحافظة صعدة، كما استهدف طيران التحالف بسبع غارات مناطق آل غانم بمديرية باقم، وأخرى في دهوان بمديرية رازح.
وشن طيران التحالف غارة على مديرية الشريجة بمحافظة لحج، وغارتين على مديرية عبس بحجة، كما شن غارة على مديرية الغيل، وعاود قصف المنطقة بغارتين في محافظة الجوف، وأكثر من 10 غارات على مديرية صرواح بمحافظة مأرب، وثلاث غارات على منطقة قيفة في رداع بمحافظة البيضاء.
وفي المحافظة ذكرت السلطات أن ثمانية من الانقلابيين الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع قتلوا في جبل كساد الواقع بمنطقة آل حميقان بمديرية الزاهر، وأن اشتباكات عنيفة دارت بين الجانبين في منطقة غول عامر بعد محاولة الحوثيين الاستيلاء على مواقع للمقاومة الشعبية.
مجلس الأمن
يعقد مجلس الأمن، بعد غدٍ (الثلاثاء)، لقاءً تشاورياً بشأن الوضع الإنساني في اليمن بناء على طلب روسيا.
وقال مندوب روسيا لدى مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، إن روسيا تنوي عقد مشاورات حول الأوضاع الإنسانية في اليمن، أسبوعياً، إلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
ومن المقرر أن يستمع المجلس في اليوم التالي إلى تقرير من المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ حول نتائج مباحثاته الأخيرة ولقائه مع وفد الحكومة في الرياض وممثلين عن الانقلابيين في العاصمة العمانية مسقط. وسيمدد المجلس العقوبات على الرئيس المخلوع وزعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي.