2016/02/18
مصادر عسكرية تكشف معلومات جديدة حول عملية استهداف معسكر رأس عباس

أعلن تنظيم داعش تبنى العملية الإرهابية التي استهدفت مجندين بمعسكر رأس عمران غرب العاصمة المؤقته عدن، ونشرت مواقع تتبع التنظيم الإرهابي صورًا لمنفذ العملية الانتحارية لشخص يدعى أبو عيس الأنصاري الذي أدى إلى «استشهاد» 13 شابًا وجرح أكثر من 50 آخرين إثر استهدافه للمجندين بتفجير نفسه بحزام ناسف كما أعلن التنظيم نفسه.

وفي تعليق للصحافي علي عسكر، أكد أن تنظيم القاعدة و«داعش» في الجنوب هما في الحقيقة منظومة أجهزة أمنية واستخباراتية تتبع المخلوع صالح ويقوم بتوجيهها لتنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية في عدن والمحافظات المحررة لزعزعة الأمن والاستقرار فيها وبالوقت نفسه لنقل صورة نمطية للمجتمع الدولي بأن الجنوب بيئة حاضنة للإرهاب والجماعات المتطرفة، وذلك بعد فشله وميليشيات الحوثي في بسط سيطرتهم على عدن وبقية مناطق الجنوب.


وأشار عسكر في تعليق لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عدن والجنوب لم تشهد أي أعمال إرهابية إلا عقب تحول أطراف الصراع بين عدن وصنعاء وهي ما يظهر حقيقة المستفيد الوحيد من هذه التفجيرات هو المخلوع صالح، متسائلاً في الوقت نفسه لماذا «داعش» و«القاعدة» يستهدفان عدن والمحافظات الجنوبية فقط، موضحًا أن كثيرًا من الدلائل والوقائع والشواهد تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن فوبيا «القاعدة» وصالح صناعة المخلوع صالح ذاته يحركها لأغراضه الخاصة والمعروفة للجميع.


وفي غضون ذلك، كشفت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن تلقي قيادة معسكر رأس عباس، أول من أمس، معلومات عن تسلل عناصر إرهابية عبر الجبال المحيطة بمعسكر التدريب إلى الداخل، وقام أفراد المعسكر بعمليات رصد دقيقة بعد ساعات من حصولها على المعلومات، إلا أن تفجير انتحاري استهدف المعسكر قبل أن يتم القبض على الخلية الإرهابية المتسللة، في حين تشير معلومات متضاربة إلى تمكن قيادة المعسكر من القبض على شخصين مشتبه بهما، وذلك بعد ساعات من التفجير الانتحاري الذي أسفر عن سقوط عشرات الشباب المجندين بين قتلى وجرحى.


وعلق الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية باسك فضل الشعبي على العملية الإرهابية التي تبناها تنظيم داعش الإرهابي قائلاً: «التفجير الذي حدث للجنود مدان بكل العبارات وناسف على سقوط ضحايا أبرياء من المجندين المستحدثين في الجيش الوطني»، مضيفًا استهداف الجيش الذي يتشكل حاليًا في عدن هي رسالة قوية للدولة ولدعاة الدولة ومن يعمل من أجل بناء الدولة الوطنية، لأن مؤسسة الجيش هي العمود الفقري للدولة، هناك فجوة أمنية كبيرة جدًا في عدن لم تردم إلى حد الآن رغم الجهود المبذولة في هذا الجانب.


وناشد الشعبي قيادة الدولة والتحالف العربي وفي المقدمة دولة الإمارات باعتبارها تشرف على الملف الأمني في عدن أن تكثف الجهود لردم الفجوة الأمنية في عدن وإعادة تطبيع الحياة فيها، موضحًا أن الملف الأمني من أهم الملفات، ومن دون تحقيق نجاحات فيه لن تنجح الجهود الأخرى أو الملفات الأخرى، مؤكدًا حاجة عدن لجهاز أمني جديد متدرب ومؤهل ويمتلك تكنولوجيا جديدة ومتطورة لكشف الجريمة قبل وقوعها، وآليات عمل حديثة ومتطورة كما هو معمول به في دول الخليج.


ومضى الشعبي متحدثًا لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «هناك تحديات كبيرة لكنها ستزول مع الوقت إذا وجد العمل المنظم والمتقن والحرفي، وعدن بطبيعتها مدينة مسالمة لا يوجد فيها حاضنة للجماعات المتشددة، فوجود هذه الجماعات هو أمر طارئ ناتج عن عملية التحول السياسي وتفكيك أجهزة الدولة المستبدة وسيزول هذا الأمر بالجهد والعمل الوطني الهادف، وستعود عدن كما كانت مدينة السلام والمحبة والتعايش والتنوع»، حد تعبيره.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news26563.html