اللشمانيا الجلدية مرض يصيب الجلد إثر تعرض المصاب للدغة من أنثى ذبابة الرمل Phlébotomes ما يؤدي إلى اختراق الطفيليات من نوع اللشمانيا إلى الجلد، بعدها تظهر جروح وتقرحات مزمنة في مكان لدغة الذبابة تترك خلفها ندبا وتشوهات
اللشمانيا الجلدية تسبب تشوهات وندب
لطالما كانت الحروب عاملاً أساسياً في انتشار الأمراض والأوبئة، ومنطقة الشرق الأوسط التي تشهد نزاعات مستمرة خلقت جواً مؤاتياً لانتشار بعض هذه الأمراض منها انتشار جرثوم مداري خطير يسبب تشوهات في جلد الإنسان ويعرف هذا الوباء "باللشمانيا الجلدية".
مرض طفيلي
بحسب أستاذ الصحة العامة في الجامعة اللبنانية - كلية الصحة العامة - الدكتور سركيس أبي طنوس فإن اللشمانيا الجلدية Leishmaniose cutanée تنتشر في مناطق عديدة من دول العالم خصوصاً آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية والشرق الأوسط.
تاريخها يرجع إلى أيام المصريين القدماء إلا أن أول وصف سريري حديث يعود لعام 1882.
الجرثومة تعرف أيضاً بـ "حبة حلب" لأنها موجودة في مدينة حلب السورية منذ أكثر من مئتي سنة.
اللشمانيا الجلدية مرض يصيب الجلد إثر تعرض المصاب للدغة من أنثى ذبابة الرمل Phlébotomes ما يؤدي إلى اختراق الطفيليات من نوع اللشمانيا إلى الجلد، بعدها تظهر جروح وتقرحات مزمنة في مكان لدغة الذبابة تترك خلفها ندبا وتشوهات .
تتواجد ذبابة الرمل في حظائر الحيوانات، والكهوف، والأراضي الزراعية وتشبه بعوضة صغيرة لا يتعدى حجمها الـ 1 - 3 ملليمترات ويزداد نشاطها في ساعات ما بعد الظهر والمساء.
تسبب لدغتها ردة فعل مماثلة للدغة البعوض.
فعندما تلدغ حيواناً أو إنساناً مصاباً بمرض اللشمانيا الجلدية، فهي تحمل الأطوار المعدية، وعند لدغها الإنسان أوالحيوان السليم تقوم الذبابة بحقن الطفيليات في جسمه مسببة المرض. ويؤكد أبي طنوس أن ذبابة الرمل إن لم تكن حاملة لطفيل اللشمانيا فإنها لا تنقل العدوى.
ذبابة الرمل التي تنقل مرض اللشمانيا الجلدي
تتراوح فترة حضانة المرض من أسابيع عدة إلى 4 أشهر. تبدأ بعدها أعراض اللشمانيا الجلدية المتمثلة بظهور كتلة صغيرة حمراء اللون في الجلد، وذلك بعد عدة أسابيع من التعرض للدغ في مناطق الجلد المكشوفة ليكبر حجم الكتلة بشكل بطيء خلال أسابيع وقد يصل قطر الواحد منها إلى بضعة سنتيمترات وأحيانا تصبح الكتلة متقرحة.
تدوم إصابة اللشمانيا الجلدية عدة أشهر وقد تصل إلى ىسنة أو أكثر، أما المناطق المعرّضة للإصابة فهي مناطق الجسم المكشوفة كالوجه والساعدين والساقين.
عوامل الخطر
يزداد انتشار اللشمانيا الجلدية في العديد من الدول خصوصا ضمن الفئات الفقيرة من المجتمع. يؤكد الدكتور أبي طنوس أن اللشمانيا الجلدية موجودة في مناطق معينة في الشرق الأوسط بسبب الفقر، والنزوح، والحرب، وعدم إتاحة خدمات الوقاية وافتقار الوعي الصحي.
ويشير الدكتور أبي طنوس إلى أن أعداد المصابين عالميا بمرض اللشمانيا الجلدية يبلغ سنويا 1.3 مليون حالة جديدة، وهي نسبة عالية جداً نظراً لتمركزها في مناطق محددة وذلك حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
علاج حالات اللشمانيا الجلدية
يمكن علاج داء اللشمانيا الجلدية بواسطة مراهم تقتل الطفيل أو أدوية عن طريق الحقن أو عن طريق الوريد، بالإضافة إلى علاج المصابين في المشافي.
أما المخاطر من استمرار الإصابة باللشمانيا الجلدية فهي تتعلق بالمريض، كحدوث ندب وتشوهات ناتجة عن الإصابة. الفوائد المرجوة من العلاج الملائم والفعال هي شفاء المريض بأسرع وقت وتقليل التشوهات الجلدية ومنع انتقال العدوى.
الوقاية من المرض
طرق الوقاية من هذا المرض بحسب أبي طنوس هي اكتشاف ورصد الإصابات، التشخيص في المختبر وعلاج الإصابات ومتابعتها واستعمال وسائل الحماية المنزلية والشخصية لمنع دخول ذبابة الرمل وإزالة النفايات والمواد العضوية والمخلفات الحيوانية القريبة من المنازل.
الإبتعاد عن المناطق الموبوءة هو درع الحماية الأساسي وإذا كان لا بد من تواجد الشخص في هذه المناطق عليه ارتداء الملابس الواقية التي تغطي أجزاء الجسم مع استخدام الكريمات الطاردة للحشرة وناموسيات واقية خاصة بحشرة ذبابة الرمل، والقضاء على القوارض ورش المبيدات الحشرية، كما أن التوعية الصحية ومعرفة طرق نقل العدوى تلعب دورا مهما في تفادي هذا المرض .