2016/11/16
الدفاع الجوي السعودي يعترض صاروخا أطلق من اليمن

اعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية اعتراض صاروخ باليستي اطلق فجر أمس الثلاثاء من اليمن باتجاه مدينة نجران السعودية.
واكد التحالف في بيان ان «قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت فجر اليوم (أمس) الثلاثاء صاروخا باليستيا تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة نجران، وقد تم اعتراض الصاروخ وتدميره بدون أي أضرار».
واضاف البيان: «بادرت قوات التحالف الجوية في الحال باستهداف موقع إطلاق الصاروخ» وهو الاخير في سلسلة من الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون مستهدفين جنوب السعودية منذ ان بدأ التحالف عمليته العسكرية في اذار/مارس 2015 في اليمن دعما لقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
ونشرت السعودية بطاريات صواريخ باتريوت لاعتراض الصواريخ البالستية.
في نهاية تشرين الاول/اكتوبر، اطلق المتمردون الحوثيون صاروخا بعيد المدى قال التحالف انه اعترضه على بعد 65 كيلومترا من مكة. واثار اطلاق هذا الصاروخ موجة من الاستنكار.
وأعلن المتحدث باسم قوات التحالف العربي في اليمن اللواء ركن أحمد عسيري أمس الثلاثاء أن غارات التحالف دمرت شحنة أسلحة للحوثيين بمدينة يريم في محافظة إب / 193 كم جنوب صنعاء./
وقال عسيري إن «الهجوم وقع صباح الإثنين واستهدف إمدادات للحوثيين والقوات المتحالفة معهم في محيط مدينة تعز».
وأشار إلى أن هناك شبكة ضخمة لتهريب تلك الأسلحة تنتقل من مكان إلى آخر، «يحاولون التمويه كنا نتعقبهم وعندما توقفوا في منطقة الكتيبة 55 التابعة للحرس الجمهوري هاجمناهم، حيث لم يكن قٌرب تلك الشاحنات سوى المهربين والمتمردين الحوثيين».
وأضاف :»من الممكن أن الشاحنات كانت تحمل الوقود إلى جانب الذخيرة والأسلحة».
وقال شهود عيان إن غارتين جويتين استهدفتا في وقت مبكر الإثنين شاحنتين تحملان قمحاً ومواد غذائية، إلى جانب شاحنتي وقود، قرب محطة «عدن» في مدخل مدينة يريم.
وقُتل 20 مسلحا من جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) وحلفائها من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، أمس الثلاثاء، فيما لقي ثلاثة من القوات الحكومية اليمنية مصرعهم، في اشتباكات بين الطرفين، وسط البلاد.
وقال العقيد الركن، منصور الحساني، المتحدث باسم المجلس العسكري التابع للجيش اليمني في تصريح عبر الهاتف: إن «20 مسلحا من (الحوثيين) و(قوات صالح) قتلوا بينهم قائد ميداني يدعى (أبو بسام)، وأصيب عدد آخر بمعارك اندلعت مع القوات الحكومية في عدة أحياء بمدينة تعز».
وأشار الحساني أن المعارك أسفرت أيضا عن مقتل ثلاثة من عناصر الجيش و«المقاومة الشعبية»، الموالية للحكومة، إضافة لإصابة 6 آخرين بجروح.
في غضون ذلك ذكرت مصادر عسكرية في تعز أن القوات الحكومية والمقاومة الشعبية حققت أمس الثلاثاء مكاسب عسكرية نوعية، شرقي مدينة تعز، عبر سيطرتها على عدد من المواقع العسكرية بعد مواجهات عنيفة ضد ميليشيا الانقلابيين الحوثيين وصالح. 
وأوضحت ان القوات الحكومية شنت هجوما كاسحا على العديد من الجبهات الحوثية في المناطق الشرقية بمدينة تعز، واتجهت نحوها عبر ثلاثة محاور وهي المحور العسكري في حي الدعوة وثعبات وصالة، التي كانت تتمركز فيها ميليشيا الانقلابيين.
وأكدت هذه المصادر ان القوات الحكومية أحكمت سيطرتها على موقع المكلكل الاستراتيجي وقصر صالة التاريخي وغيرها من المواقع العسكرية وتقدمت في مواقع عديدة أخرى وفي مقدمتها المواقع الرئيسية على الطريق المؤدي نحو المستشفى العسكري.
وعلى الصعيد السياسي، ذكر مصدر دبلوماسي يمني ان ما أطلقه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن مبادرة لحل الأزمة اليمنية ما هو إلا محاولة (لجس النبض) ولم يكن دقيقا أنه ذهب إلى عمان من أجل المبادرة اليمنية أصلا.
وقال لـ»القدس العربي» «ان وزير الخارجية الأمريكي ذهب إلى سلطنة عُمان ليس لغرض نقاش المبادرة اليمنية أو خارطة طريق الأمم المتحدة بشأن اليمن، وإنما لأجل حث سلطنة على تكثيف مساعيها ووساطتها من أجل إطلاق صراح من تبقى من المخطوفين الأمريكيين لدى الحوثيين قبل مغادرة أوباما البيت الأبيض».
وأوضح أنه «لو كان كيري ذهب إلى مسقط لمناقشة المبادرة اليمنية أو خارطة الطريق الأممية لاستدعى ذلك وجود الطرف الآخر من وفد الحوثي، وهو أعضاء حزب الرئيس السابق علي صالح».
واستدل على ذلك بإرسال سلطنة عُمان طائرتها العسكرية الأسبوع الماضي إلى صنعاء لنقل الوفد الحوثي بمفردهم تحت غطاء إنساني وهو نقل جرحى الصالة الكبرى الذي أصيبوا جراء الغارة الجوية التي استهدفت مجلس عزاء آل الرويشان الشهر الماضي بصنعاء.
وكشف أن «تصريحات كيري لا تعدو أن تكون مجرد إطلاق بالون لجس نبض الحكومة اليمنية، والتي سارعت بالإعلان عن عدم علمها بأي شيء أعلنه كيري بشأن مبادرى وقف إطلاق النار أو تشكيل حكومة الوحدة الوطنية». 
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن امس الثلاثاء في ختام زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، إن جماعة أنصار الله (الحوثيون) والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، اتفقا على وقف الأعمال القتالية في اليمن اعتبارا من 17 الشهر الحالي.
وأوضح كيري «إن جميع أطراف الصراع ـ في اليمن ـ اتفقوا أيضاً على العمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية بحلول نهاية العام الحالي».
وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي بشأن اليمن بعد جولة في المنطقة بدأها أمس الاول بزيارة سلطنة عمان، حيث عقد في مسقط محادثات مع سلطان سلطنة عمان قابوس بن سعيد، دون أن تكشف الأخبار الرسمية العمانية أي معلومات عن طبيعة زيارته للسلطنة والقضايا التي تم مناقشتها، والتي ربما استدعت الحاجة إلى أن تبقى أهداف زيارته للسلطنة في طي الكتمان.
من جانبه وصف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بأنها مجرد (زوبعة إعلامية) بذريعة أن كيري لم يتواصل مع الحكومة اليمنية بشأن ما تم الاعلان عنه، واعتبر المخلافي تصريحات كيري بشأن اتفاق الحوثيين والسعودية حول وقف إطلاق النار (عمل مضاد للسلام).
وأوضح وزير الخارجية اليمني في تصريحات إعلامية ان «الحكومة اليمنية لم تعلم شيئاً مما صرح به كيري حول اتفاق وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية».
وقال المخلافي «لا تعنينا أي عملية لا تتم بمشاركة الأمم المتحدة وبعيداً عن المرجعيات المتفق عليها، والحكومة اليمنية لم تُدع لنقاش أي من هذه المواضيع ولم تلتق بأي طرف محلي أو دولي». 
واضاف المخلافي «لم نُبلّغ بشأن لقاءات مسقط، وأي محاولات للاتفاق مع طرف واحد محكوم عليها بالفشل».
إلى ذلك أكد مصدر عسكري يمني لـ(القدس العربي) أن تصريحات المسؤول الأمريكي بشأن اتفاقية سلام يمنية تتقاطع كلية مع التوجه العام على الأرض، حيث أصبح قرار الحسم العسكري من الجانب الحكومي هو سيد الموقف. 
واضاف أن «الجواب لتصريحات سيأتيكم من جبهات تعز، ومن جبهات نهم، ومأرب والجوف والبيضاء وغيرها». وقال «الشتاء المقبل مثقل بالمفاجآت، وأن قادة الجبهات العسكرية فقدوا الأمل بكل مساعي السلام بعد أن أضاعوا أكثر من عام وراء سراب السلام وأنهم قرروا حسم المعركة على الأرض».

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news36772.html