2014/12/02
هادي يخوض منافسة معقدة لكسب الجنوبيين

يخوض الرئيس عبد ربه منصور هادي، غمار منافسة شاقة ومعقدة مع بقية فصائل الحراك الجنوبي، بهدف كسب ثقة الجنوبيين والتسويق لاستمرار تجربة الوحدة، في مواجهة دعوات الانفصالية متنامية، لكن خذله الأداء الحكومي الضعيف للحكومة السابقة، وتردده هو في اتخاذ قرارات جذرية بشأن الجنوب، وتضاعفت الصعوبات أمامه باستيلاء الحوثيين على العاصمة ومعظم محافظات الشمال.

ومنذ توليه السلطة، حرص الرئيس هادي على الإمساك بملف الجنوب، ابتداء من اختيار ممثلي الجنوب في مؤتمر الحوار، وحتى تشكيل الحكومة السابقة والحكومة الحالية، رافعاً شعار إنصاف الجنوبيين كعامل محفز للحفاظ على الوحدة في مواجهة مشروع الانفصال الذي يطرحه عدد من فصائل الحراك الجنوبي.

حيث رفع نسبة تمثيل الجنوب في الحكومة إلى ما يقارب نصف الحقائب الوزارية، وأعاد الآلاف إلى الخدمة العسكرية، وشرع في معالجة أوضاع المبعدين من وظائفهم في أجهزة الخدمة المدنية والجيش والأمن والمخابرات.

ومع أن الخطوات التي يتبعها الرئيس هادي اتسمت بالبطء، فإن الرجل يخوض منافسة قوية مع فصائل في الحراك تتبنى الوحدة ضمن دولة اتحادية يكون الجنوب فيها إقليماً موحداً.

ويبدو أن الرئيس اليمني خسر كثيراً من الحلفاء الجنوبيين بسبب رفضه فكرة الإقليم الواحد في الجنوب، لأن ذلك سيؤدي إلى الانفصال في المستقبل، كما خذله الأداء الحكومي الضعيف للحكومة السابقة، وتردده هو في اتخاذ قرارات جذرية بشأن الجنوب، وتضاعفت الصعوبات أمامه باستيلاء الحوثيين على العاصمة ومعظم محافظات الشمال.

وفي ظل اتهامات للرئاسة اليمنية بالإبقاء على الوضع في الجنوب ملتهباً لاستخدامه كورقة ضغط في مواجهة مراكز النفوذ في الشمال التي تعارض بشدة، وحتى اللحظة، فكرة حصول الجنوبيين على نصف الحكومة والجيش والبرلمان، فإن أطرافاً محلية وإقليمية سارعت لاستثمار الحالة الجنوبية لردع الحوثيين حتى لا يستكملوا السيطرة على كافة أرجاء البلاد.

وإذ بات معلوم للكثيرين أن عودة النشاط للشارع الجنوبي وارتفاع وتيرة المطالبة بالانفصال خلال الشهر الماضي، يحظى برضا الرئاسة وحمايتها، فإن أطرافاً إقليمية تدعم الرئاسة، دفعت بحلفائها إلى الواجهة.

وقال المحلل السياسي على سيف حسن لـ «البيان»، إن «هادي يخوض منافسة صعبة مع قوى الحراك الجنوبي، ويسعى لإقناع السكان هناك أن الانفصال ليس حلاً، وطرح خيار الوحدة للخروج من دائرة الصراع».

 أضاف: «هادي عرف بأنه صاحب نفس طويل، ويتعامل مع الوضع في الجنوب خصوصاً، واليمن عموماً، بصبر وحكمة، ويفضل سياسة الاحتواء بدلاً عن الصدام، ويعتقد أن مهمته هي إيجاد دولة حديثة مدنية، لا تخدم طرفاً بعينه، حتى لا تعود البلاد إلى دائرة الصراع في أي وقت، لكنه يحتاج إلى دعم مالي وسياسي كبير من دول الإقليم والعالم ».

وكان الرئيس اليمني أكد في خطابه بمناسبة استقلال الجنوب عن بريطانيا، أن الحل الحقيقي للوضع لن يكون إلا في إطار اليمن الواحد.

وجزم في الخطاب الذي كرسه لمخاطبة الجنوبيين، بأن «الحل الحقيقي يكمن في المواجهة مهما كانت التحديات، لا في البحث عن الخلاص خارج إطار اليمن الواحد والتنكر لأحلام البسطاء بيمن واحد وقوي تسوده العدالة الحقة والمواطنة المتساوية».

وفي رده على القائلين بأن الوحدة فشلت بسبب ممارسات والنظام السابق، قال هادي الخلل الذي يصيب أي هدف سامٍ وعظيم لا يعني، أن نتخلى عنه لنعود إلى مربعات الماضي، بل مواجهة كل من حاولوا تخريبه بالوحدة .

ويرى المراقبون أنه وبدون استعادة الدولة التي بسط عليها الحوثيين، والشروع في تنفيذ النقاط العشرين المتعلقة باستعادة ثقة الجنوبيين، وإزالة الظلم الذي وقع عليهم، فإن الرئيس هادي سيخسر الرهان، بل إن اليمنيين جميعهم سيفقدون فرصة ربما تكون أخيرة لتجاوز شبح التقسيم، حسب ما ذكرته صحيفة البيان الإماراتية .

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news445.html