تناولت المقالات الافتتاحية لصحف الإمارات الصادرة صباح اليوم خطر تفكك الدولة اليمنية والتطورات المعقدة في المشهد اليمني.. إضافة إلى إبراز ما لدعوة رئيس الوزراء الصهويني «نتنياهو» ليهود أوروبا للهجرة إلى «إسرائيل».. فضلا عن تناول أجندة المؤتمر العالمي لمحاربة التطرف والإرهاب الذي يعقد اليوم في الولايات المتحدة.. وأخيرا استعراض أسس العلاقات الراسخة بين الإمارات والمملكة العربية السعودية في ظل زيارة محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الأخيرة للرياض.
البداية من صحيفة «البيان» التي أكدت أن ..انقضاض «الحوثيين» على الدولة سوى بداية سيناريو محزن عنوانه «كان هنا وطن».
وقالت تحت عنوان «اليمن في مهب الريح» إن أوضاعا معقدة يمر بها اليمن تهدد بتفككه وربما تحوله إلى دولة فاشلة في أحسن الظروف بعد أن أحكم «الحوثيون» القبضة على البلاد سياسيا وأمنيا في انقلاب مكتمل الأركان..
ونبهت إلى أن مبادرة الجوار الخليجي هو دور متكامل أداه مساهمة في إنقاذ البلاد.. وأنه كان من شأن تطبيقها نقل اليمن بر الأمان.. لكن جماعة «الحوثي» ومن خلفها حزب الرئيس السابق «علي عبدالله صالح» كانت لهم أهداف ومرام.. حتى لو كان الثمن حريق اليمن وضياع مصالح شعبه.
وأوضحت الصحيفة في ختام افتتاحيتها إلى أن الخطر الماثل الآن والذي تزداد احتمالات حدوثه وبقوة هو تفكك الدولة في ظل الإصرار الجنوبي على الانفصال عن الشمال وهو سيناريو لن تتبدد احتمالات تحققه إلا بوقف «الحوثيين» عند حدهم عبر اصطفاف إقليمي ودولي يملك في يده كل الخيارات حتى يفك أسر اليمن ويعود إلى أحضان الشرعية..
من ناحية أخرى، وتحت عنوان «التاجر اليهودي» استلهمت صحيفة «الخليج» من رواية «تاجر البندقية» لـ«وليم شكسبير» عنوان افتتاحياتها في توصيفها لـ«بنيامين نتنياهو» الذي يتقمص شخصية «شايلوك» المرابي اليهودي الذي يمثل حكاية الجشع والحقد الأزلية.. لافتة إلى أن نتنياهو بات يتاجر بدم اليهود وغير اليهود من أجل تحقيق أهدافه السياسية وبناء أركان أسطورة «إسرائيل» اليهودية و«إسرائيل» لكل اليهود.
وقالت إنه بعد حادث «شارلي إيبدو» تعمد «نتنياهو» أن يصطاد في الماء العكر فذهب إلى باريس عنوة للمشاركة في مسيرة ضد الإرهاب الذي يمارسه يوميا ضد الشعب الفلسطيني ويرتكب بحقه جرائم حرب واستغل المناسبة كي يدعو يهود فرنسا للذهاب إلى «إسرائيل» وكان رد الحكومة الفرنسية ومعظم اليهود الفرنسيين أن فرنسا هي وطنهم.
وأضافت أن «نتنياهو» عاد وفعلها ثانية بعد حادثة كوبنهاغن الأخيرة مستغلا مقتل أحد اليهود داعيا يهود أوروبا للهجرة إلى «إسرائيل» باعتبارها «موطن كل يهودي أينما كان» حسب زعمه مقترحا خطة لتشجيع هجرة اليهود بقيمة 180 مليون شيكل نحو 25 .46 مليون دولار.. لكن صرخته كانت في صحراء وخابت دعوته عندما رد عليه كبير حاخامات الدانمارك يائير مالكيور بأن «الإرهاب ليس ذريعة للذهاب إلى إسرائيل»، فيما قال المتحدث باسم الجالية اليهودية التي يقدر عددها بثمانية آلاف «نحن يهود دانماركيون .. ولكننا دانماركيون» وهذا يعني أنهم ليسوا «إسرائيليين» حتى يهاجروا إلى «إسرائيل».
وختمت «الخليج» المقال منوهة بأن اليهودي الأوروبي أو الأميركي لا يمكن أن يصدق على أي حال دعوة «نتنياهو» أو يقع في حبائل شروره .. فـ«إسرائيل» لم تكن ولن تكون دولة لليهود ولن تكون «أرض الميعاد" كما تقول الأساطير التلمودية ولن تكون فلسطين أرض الأمن والأمان للطارئين عليها..
وتحت عنوان «انتصار العالم على الإرهاب» قالت صحيفة «الوطن» تعليقا على المؤتمر العالمي الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» والذي ينعقد اليوم في الولايات المتحدة إنه أهم مؤتمر من حيث الموضوع والتوقيت والأهداف والوسائل..
وأوضحت الصحيفة أن الإرهاب انتقل إلى مرحلة جديدة في التعامل مع الدول والمجتمعات والثقافات والحضارات والأديان والجنسيات، وهو بذلك يكسب صفته العالمية كظاهرة ووباء جارف وخطير ومدمر.. وإذا كانت الحرب ضد الإرهاب قد بدأت دوليا قبل عقدين أو أكثر قليلا برؤى متواضعة ووسائل قاصرة ونيات غير مخلصة فإن ذلك قاد إلى ما يشهده العالم اليوم وتشهده المنطقة العربية والإسلامية من مخاطر وفتن وأزمات..
ونبهت الصحيفة إلى أن المؤتمر يعتبر واحدا من المحافل المهمة التي تقع عليها مسؤوليات جماعية لمواجهة تلك الظاهرة بأبعادها المختلفة بما فيها النشاطات والمؤسسات غير الشرعية الموازية للدولة والتي دلت التجربة أنها تعمل لهدم المؤسسات الشرعية وفي الوقت نفسه تقدم دعما غير مباشر للإرهاب.
وشدد ختام افتتاحية «الوطن» على أن الانتصار على ظاهرة الإرهاب كوباء يعني في المقام الأول محاربة المليشيات أيا كان مصدرها أو أهدافها أو سندها.. فهي بيت الداء ومعين الإرهاب وهي التي كسرت هيبة الدولة في العراق ولبنان واليمن وليبيا، فالمليشيات لا تعلو على الدولة ولا حزب يعلو على الشرعية.
من جانبها تناولت نشرة «أخبار الساعة» زيارة «محمد بن زايد» ولي عهد أبوظبي الأخيرة للسعودية تحت عنوان «الأسس الراسخة للعلاقات الإماراتية- السعودية» مؤكدة أنها تستند إلى أسس راسخة وإرادة سياسية قوية من قيادتي البلدين تجعلها قادرة على التطور والتقدم إلى الأمام باستمرار.. كما تقوم على إدراك متبادل لطبيعة الظروف التي تمر بها منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية والعالم وحتمية التعامل مع التحديات التي تفرزها برؤية متسقة وموقف واحد.
وأوضحت أنه مع تغير مقاليد الحكم في المملكة.. داعبت الحاقدين.. آمال كاذبة في أن تشهد علاقات البلدين بعض التراجع إلى الوراء وروجوا الشائعات والأقاويل المغلوطة حول ذلك لكن فاتهم أن ما بين السعودية والإمارات أكبر بكثير من شائعاتهم ومحاولاتهم البائسة واليائسة لتصوير الأمور على غير حقيقتها.
وقالت النشرة - التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية - أي مراقب للزيارة .. يدرك أن علاقات الدولتين غدت صخرة تتحطم وستتحطم عليها أوهام الحاقدين والموتورين ونموذج يحتذى به للتكامل والتعاون بين دول مجلس التعاون.. فقد حرص الملك «سلمان بن عبدالعزيز» على أن يكون في مقدمة مستقبلي «محمد بن زايد»..
وأشارت النشرة إلى تصريحات ولي عهد أبوظبي التي عبرت عن الرؤية الاستراتيجية الإماراتية للعلاقة مع السعودية ودور المملكة المحوري في المنطقة..
التي تمثل العمود الفقري للتعاون والتكامل الخليجي.. مؤكدا أن المملكة بأيد أمينة في ظل خبرة خادم الحرمين الشريفين وحنكته والقيادة السعودية الكريمة.
وختمت «أخبار الساعة» الافتتاحية بالإشارة إلى أن زيارة «محمد بن زايد» عبرت عن وعي عميق بأهمية تدعيم العلاقات الخليجية والعربية البينية وتعزيزها باعتبار أن ذلك هو الطريق نحو تحصين منطقتنا تجاه محاولات اختراقها وتهديدها.