2015/03/02
اكاديمي يمني: الاتفاقيات الحوثية مع طهران مكايدات سياسية قد تؤدي إلى حرب بالوكالة

حطت طائرة إيرانية في صنعاء, أمس, هي الأولى منذ نحو 25 عاماً, غداة توقيع اتفاقية بين طهران ومسؤولين في الطيران المدني اليمني لتسيير رحلات مكثفة بين العاصمتين الايرانية واليمنية, في ظل مقاطعة دولية متزايدة لصنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وحطت طائرة تابعة لشركة “ماهان اير” الايرانية في مطار صنعاء حاملة فريقاً من الهلال الاحمر الايراني وكميات من الادوية, بحسبما افاد مسؤول ملاحي يمني, موضحاً ان ديبلوماسيين إيرانيين حضروا لاستقبال الرحلة الأولى بين البلدين منذ الوحدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي لليمن العام 1990.


وتعليقاً على خطوات الحوثيين, اعتبر أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور عادل الشرجبي أن الاتفاقيات التي بدأت جماعة الحوثي بإبرامها رسمياً مع إيران لا تعدو كونها نوعاً من المكايدة السياسية, لأنه لا يمكن تنفيذها بشكل سريع نظراً لأنها تحتاج ترتيبات طويلة.
وقال الشرجبي في تصريح نشرته صحيفة “السياسة” الكويتية إن “جماعة الحوثي واقعة في أزمة شديدة وتريد أن تظهر للآخرين أنها لا تتأثر بما يمكن أن يفرض من حصار اقتصادي وديبلوماسي على المناطق التي تسيطر عليها في شمال اليمن إذا ما استمرت في عنادها”.


وحذر من أن “اندفاع الحوثيين على هذا النحو باتجاه إيران سيؤدي إلى مزيد من الاستقطاب الإقليمي ومزيد من التوترات في اليمن وقد يتطور إلى حرب بالوكالة”, مشيراً إلى أن إيران واقعة في أزمة اقتصادية ولا يمكنها تقديم حلول لآخرين, كما لا يمكنها أن تكون بديلاً لدول مجلس التعاون الخليجي في اليمن وخاصة ما يتعلق بتقديم الدعم المالي والمساعدات.


وإذ رجح مزيداً من تدهور الأوضاع, لفت الشرجبي إلى أن “التحالف الحوثي – الإيراني سيكون له انعكاسات دينية”, موضحاً أن الغالبية العظمى في اليمن تتبع مذهبين رئيسين هما الزيدية والشافعية إلى جانب مجموعة صغيرة من الإسماعيلية, وهما مذهبان متسامحان إزاء بعضهما البعض, “لكن تحالف الحوثيين مع إيران سيؤدي إلى مذهبية سياسية”.

وأضاف ان “التحولات التي يشهدها اليمن قد تكون بالنسبة للجناح الايديولوجي لجماعة الحوثي جادة باتجاه التحول نحو الاثني عشرية, أما الغالبية من الموالين للحوثي فهم عبارة عن ميليشيات مقاتلة لا علاقة لها بالايديولوجية المذهبية, ومع ذلك فهذا الأمر سيؤدي إلى استفحال ظاهرة الاستقطاب الطائفي, وهي ظاهرة غريبة على اليمن الذي لم يكن فيه من قبل صراع مذهبي, خاصة على المستوى الشعبي”.


وكانت وكالة الأنباء اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون, ذكرت أن اتفاقاً وقع اول من امس في طهران بين مسؤولين من الطيران المدني اليمني ونظرائهم الايرانيين لتسيير رحلات مكثفة بين البلدين.
وبموجب الاتفاق, ستسير كل من الشركة اليمنية للطيران وشركة “ماهان ار” 14 رحلة أسبوعياً.

وفي إطار سياسة فتح أبواب صنعاء على مصراعيها أمام الإيرانيين, توجه إلى طهران أمس وفد من جماعة الحوثي برئاسة رئيس مجلسها السياسي صالح الصماد.
وذكرت وكالة أنباء “سبأ” الرسمية التي يسيطر عليها الحوثيون, إن الوفد “الحكومي” توجه إلى طهران “في زيارة رسمية تستغرق أياماً عدة”.
وقال الصماد في تصريح للوكالة إن “الوفد يضم وفدا اقتصاديا, سيجري خلال الزيارة محادثات مع المسؤولين في الحكومة الإيرانية بهدف بحث آفاق تعزيز التعاون المستقبلي بين البلدين الشقيقين في المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها من المجالات”.
وذكر أن الزيارة تأتي في إطار “ترجمة” ما جاء في خطاب زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الذي تحدث الخميس الماضي “عن إمكانية فتح أفاق جديدة للعلاقات مع الدول التي تحترم إرادة الشعب اليمني وسيادة أراضيه”, في إشارة واضحة الى ايران.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news5816.html