2019/10/14
الرئيس الروسي بوتين: تخيلوا أننا لا نعرف من وراء الهجمات على منشأتي النفط في السعودية

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات نشرت يوم الأحد قبيل زيارة للسعودية هي الأولى منذ أكثر من عشر سنوات إن بمقدور موسكو لعب دور إيجابي في تخفيف التوتر بمنطقة الخليج بعدما شهدت سلسلة هجمات.

وحسب رويترز، عزا بوتين ذلك إلى علاقات روسيا الطيبة مع دول الخليج العربية وإيران، لكنه قال في مقابلة مع قنوات عربية إنه لا يملك معلومات موثوق بها بشأن الجهة المسؤولة عن هجمات وقعت يوم 14 سبتمبر أيلول على منشأتي نفط سعوديتين وزادت التوتر وهزت أسواق النفط العالمية.

 

وأعلنت حركة الحوثي اليمنية المسؤولية عن الهجمات، التي نفذت بصواريخ وطائرات مسيرة، لكن الرياض وواشنطن اتهمتا إيران بالمسؤولية عنها، وهو ما نفته طهران.

وكشف الهجوم عن ثغرات كبيرة في الدفاعات الجوية السعودية كما دفع الولايات المتحدة إلى إرسال نحو ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى المملكة.

 

وقال بوتين ”من غير الصحيح تحديد من هم المذنبون قبل أن يُعرف بشكل موثوق وواضح ومفهوم من يقف وراء هذا العمل“، مضيفا أنه وافق على المساعدة في التحقيق في الهجوم.

ومضى قائلا، كما جاء في نص باللغة العربية لتصريحاته من قناة العربية المملوكة لسعوديين، ”تخيل، نحن لا نعرف. في اليوم التالي، سألت كلا من رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ووزير الدفاع. لا، نحن لا نعرف“.

ومن المقرر أن يقوم الرئيس الروسي بزيارة للسعودية يوم الاثنين، حيث يجري محادثات مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يُتبعها بزيارة الإمارات يوم الثلاثاء.

 

والجدير ذكره أن روسيا والسعودية من أكبر منتجي النفط في العالم.

وتصاعد التوتر في منطقة الخليج إلى مستويات جديدة منذ مايو أيار 2018 عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران في عام 2015 والذي فرض قيوداً على برنامجها النووي مقابل تخفيف للعقوبات.

وأعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات أمريكية على طهران بهدف تكثيف الضغط على اقتصادها، ووقعت هجمات في السعودية ومياه الخليج اتهمت واشنطن وحلفاء مقربون لها إيران بالمسؤولية عنها، وهو ما تنفيه طهران.

وأوضح بوتين أن الهجمات عززت التعاون بين منتجي النفط من داخل وخارج أوبك، أو التحالف الذي يعرف بأوبك+، مضيفا أن روسيا، وهي ليست عضوا في أوبك، ستعمل مع شركائها للحد من محاولات زعزعة استقرار الأسواق.

 

وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في إفادة لوسائل الإعلام إن الرياض ليست وراء ما يشتبه بأنها ضربة استهدفت ناقلة نفط مملوكة لإيران في البحر الأحمر يوم الجمعة.

ويزور رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان طهران والرياض هذا الأسبوع في محاولة لتسهيل محادثات بينهما.

وقال بوتين إن الزعماء المتناحرين في المنطقة لا يحتاجون إلى المشورة والوساطة.

وأضاف "يمكن التحدث معهم فقط من باب الصداقة... أعلم أنهم، لكونهم أذكياء، سيصغون ويحللون ما يقال لهم. وفي هذا السياق يمكننا لعب دور إيجابي".

وتابع قائلا إن "علاقات شخصية ودية جدا" تربطه بولي عهد السعودية والحاكم الفعلي للمملكة الأمير محمد.

وفي رده على سؤال عما إذا كانت موسكو تؤيد إعادة التفاوض مع إيران لفرض قيود على برنامجها الصاروخي كما يطالب ترامب أم تؤيد الوفاء أولا باتفاق 2015، قال بوتين إنه ينبغي التعامل مع الأمرين بشكل منفصل.

 

وأضاف "بالنسبة لبرنامج الصواريخ، على الأرجح، يمكن وينبغي مناقشته... برنامج الصواريخ شيء والبرنامج النووي شيء آخر ولا حاجة إلى دمج واحد مع الآخر".

وفي الشأن السوري حيث تعد روسيا وإيران الداعمين الرئيسيين للرئيس بشار الأسد في الحرب الدائرة منذ أكثر من ثمانية أعوام، قال بوتين إنه ينبغي لأي دستور جديد أن يضمن حقوق كل الطوائف الدينية والجماعات العرقية.

وكلف مؤتمر عقدته روسيا العام الماضي مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد، بعد فشل جولات عديدة من المحادثات الرامية لإنهاء الحرب.

 

ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن تشكيل لجنة دستورية أمر أساسي للإصلاح السياسي والانتخابات الجديدة التي تهدف لتوحيد سوريا وإنهاء الحرب.

وقال بوتين إن السوريين "يتعاطون بإيجابية" مع الشرطة العسكرية والقوات الروسية المتمركزة.

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن واشنطن تستعد لإجلاء نحو ألف جندي أمريكي من شمال سوريا بعدما بدأت تركيا هجومها على قوات كردية في المنطقة الحدودية.

وأضاف في حديث لشبكة (سي.بي.إس) أن الأكراد يسعون إلى إبرام اتفاق مع السوريين والروس لشن هجوم مضاد على الأتراك.

وتقول تركيا إنها تسعى لإقامة "منطقة آمنة" لإعادة توطين اللاجئين السوريين، لكن هجومها أثار قلقا دوليا من احتمال فرار مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من سجون يديرها الأكراد.

وذكر بوتين أن موسكو لا تلقي على ترامب بمسؤولية الإخفاق في تحسين العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن المسؤولية تقع على "الأجندة السياسية الداخلية".

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news58239.html