2020/05/21
الحوثيون يستعدون للعيد بإفراغ جيوب المسافرين

مع اكتمال حملة الجبايات التي نفذها الحوثيون طوال شهر رمضان المبارك على التجار والمحلات، بدأت مرحلة ابتزاز جديدة في العيد تستهدف المسافرين إلى محافظاتهم ومعها تبدأ مقايضة مبالغ العبور اللازم دفعها لتجنب ما يسمى الحجر الصحي.

ولأن عشرات الآلاف من اليمنيين اعتادوا قضاء إجازة العيد في قراهم فإن الحوثيين الذين أظهروا قدرات عالية في ابتكار أساليب الابتزاز وفرض الجبايات حولوا جائحة «كورونا» إلى أحدث وسيلة للحصول على الأموال، إما مقابل تهريب السكان بين المحافظات، وإما للسماح لهم بالعبور إلى قراهم، لتجنب الاحتجاز القسري لمدة أسبوعين وخصوصا على القادمين من العاصمة صنعاء.

ووفق ما ذكره سكان عائدون من صنعاء إلى محافظاتهم فإن النقاط التي أنشأتها ميليشيا الحوثي في مداخل المحافظات وفي مختلف المديريات وجدت في مناسبة العيد فرصة مواتية لجني الأموال، حيث يتم احتجاز المسافرين وتكديسهم في مساحة من الأرض أطلق عليها الحجر الصحي. تنعدم فيها أي شروط لمثل هذا الادعاء.

وذكر أحد سائقي الباصات المتوسطة الخاصة بنقل الركاب لـ«الشرق الأوسط» أنه وعقب إيداعه في هذا الحجر يتوزع أفراد النقطة على السائقين لتبدأ عملية المساومة، فمن يدفع عشرة آلاف ريال فإنه سليم، وأكدت الفحوصات خلوه من أعراض الإصابة بفيروس «كورونا»، ومن يرفض الدفع يتم إبقاؤه في الحجز إلى حين ثبوت خلوه من الإصابة.

وقال أحد المسافرين إن معظم العائدين إلى قراهم هم من العاملين في الأجر اليومي وبالكاد جمعوا تكاليف السفر الباهظة، وبعض الهدايا المتواضعة لأسرهم لكنهم اليوم يحتاجون من يقرضهم مبالغ أخرى ليتمكنوا من مغادرة «حوش» الحجر الصحي والوصول إلى أسرهم في المناطق الجبلية النائية والبعيدة.

ويورد آخرون تفاصيل شبكة منظمة لجني الأموال يديرها المشرفون الحوثيون خاصة في مناطق التماس مع المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، حيث يتولى أفراد على صلة بهؤلاء تنسيق عملية الانتقال واستلام المقابل، حيث يتولى هؤلاء تأمين مرور سيارات الأشخاص والباصات المتوسطة من مناطق التماس وصولا إلى مدينة ذمار جنوب صنعاء والتي حولتها إلى مخلب لالتقاط المسافرين وابتزازهم إما بحجة الخضوع للفحص للتأكد من عدم وجود أعراض إصابة بفيروس «كورونا» أو بحجة البحث عن الطبعة الجديدة من العملة والتي منعت الميليشيا تداولها.

ويقول عبد القادر وهو صاحب محل إنه عاد وأسرته من أحد مناطق سيطرة الشرعية وبتنسيق مسبق مع أحد الأشخاص تجاوز النقاط الحوثية في تعز وبمقابل مبلغ عشرين ألف ريال، وإنه في النقطة الواقعة في مخرج مدينة ذمار باتجاه صنعاء خضع لتفتيش دقيق بعد أن تمكن من إقناعهم أنه قادم من منطقة يسيطر عليها الحوثيون، فقاموا باختراع سبب آخر وهو البحث عن الطبعة الجديدة من العملة وبعد أن فتشوا شنطه وأبناءه طلبوا تفتيش شنطة زوجته وحين وجدوا بها مبلغ مائتي ألف ريال خيروه بين أخذه إلى إدارة الأمن أو أن يتخلى عن المبلغ ويغادر بسلام.

وذكر آخر أن صديقا له أخفى خمسة ملايين ريال في الإطار الاحتياطي للسيارة إلا أنه ولسوء حظه وقع بأيدي الحوثيين في هذه النقطة الشهيرة التي أضحت مهمتها نصب الكمائن للعائدين من مناطق سيطرة الشرعية عبر محافظة البيضاء أو القادمين من المحافظات الجنوبية عبر محافظة إب (وسط اليمن). ويضيف: في النقطة يتم تفتيش كل شيءٍ في السيارة والحقائب وبعد أن أكمل المسلح الحوثي التفتيش لمس الإطار الاحتياطي الذي لم يكن معبأ بالهوى جيدا فشك في أمره، وطلب إنزاله وتفتيشه، فاكتشف أمر الرجل الذي اضطر لدفع مليون ريال مقابل السماح له بالمرور، وتجنب الحبس والمصادرة.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news60134.html