2021/07/31
مأرب ملاذ للفارين من بطش ميليشيا الحوثي

تحولت محافظة مأرب اليمنية خلال السنوات الست الماضية إلى ملاذ آمن لمئات الآلاف من الفارين من بطش ميليشيا الحوثي، لكنها خلال العامين الأخيرين أصبحت هدفاً لهجوم وحشي ومتواصل تسعى من خلاله هذه الميليشيا إلى السيطرة على الموارد النفطية والغازية لضمان المزيد من الأموال لاستمرار الحرب وإطالة معاناة ملايين اليمنيين. وتكتسب مأرب أهميتها لأسباب جغرافية اقتصادية وجيوسياسية. فهي موطن لأكبر حقول النفط في اليمن، وهي المحافظة الوحيدة المنتجة للغاز الطبيعي. حيث يمتد خط أنابيب الغاز الطبيعي من مأرب إلى ميناء بلحاف على بحر العرب، وفي الاتجاه الآخر يمتد خط أنابيب النفط إلى ميناء رأس عيسى بالقرب من الحديدة في الغرب على البحر الأحمر، كما أنها تضم أيضًا أكبر محطة كهرباء في البلاد. وتشكل الإيرادات الناتجة عن تصدير النفط الخام المنتج في مأرب 25 % من إجمالي الناتج المحلي لليمن. كما تقع مأرب على حدود محافظتي شبوة وحضرموت الغنيتين بالنفط. ووفق دراسة أعدها مركز «اكابس» الدولي المتخصص في دراسة الاحتياجات الإنسانية، فإن مأرب تمثل اليوم رمزاً سياسياً ومعقلاً دفاعياً للحكومة الشرعية، وتستضيف ثلاثة من المقرات العسكرية الإقليمية للحكومة ومكتب وزير الدفاع. كما أن القبائل في محافظة مأرب استمرت إلى حد كبير في موالاة الشرعية ولا تزال تقاتل الحوثيين. الخدمات وعلى الرغم من الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي، شهدت مأرب استقرارًا نسبيًا. وازدهر الاقتصاد المحلي بفضل عائدات بيع الغاز والمنتجات النفطية المكررة، والتي تم استخدامها لزيادة تقديم الخدمات. كما ساهم تدفق النازحين من المناطق الشمالية، والذين استقر معظمهم في مدينة مأرب، في التوسع السكني والتنوع الاقتصادي، مع ازدهار الأعمال التجارية الجديدة التي تقدم السلع والخدمات الأساسية تحتل مأرب موقعًا استراتيجيًا يربط بين العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون والمحافظات الأخرى التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية. وطوال سنوات الحرب ظلت مأرب ملاذًا آمنًا لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يخشون العيش تحت سيطرة الحوثيين - ليس فقط لأسباب أمنية ولكن أيضًا لأسباب اجتماعية باعتبارها المدينة الوحيدة المستقرة والمزدهرة نسبيًا في البلاد على مدار السنوات الخمس الماضية، ما جعلها تشهد هجرة داخلية كبيرة إذ يقيم حاليًا حوالي 1.5 مليون نازح في مأرب، 70 % منهم يعيشون في مديرتي مأرب والوادي. نزوح داخلي ومع أن أكبر عملية نزوح باتجاه مأرب حدثت في عام 2015، لكن النزوح الداخلي مستمر نتيجة لاستمرار تصعيد ميليشيا الحوثي. بينما يعيش العديد من النازحين في مساكن مستأجرة وداخل المجتمعات المضيفة، ويعيش حوالي مليون شخص في ملاجئ مؤقتة داخل مخيمات رسمية وغير رسمية حيث يكون الوصول إلى المياه والصرف الصحي والاحتياجات الأساسية الأخرى محدودًا.  

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news62974.html