التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في القصر الجمهوري في عدن, أمس, 36 من قيادات “الهيئة الوطنية الجنوبية الموقتة للتحرير والاستقلال” وعدد من الشخصيات الوطنية المنضوية في إطار الهيئة يتقدمهم القيادي البارز في “الحراك الجنوبي” الشيخ أحمد بامعلم وأمين عام حزب “رابطة الجنوب العربي الحر” الشيخ محسن بن فريد العولقي.
وقال الشيخ العولقي لـ”السياسة”, “لقد رحبنا خلال اللقاء بالرئيس هادي في عدن عاصمة الجنوب العربي, وبين أهله وذويه, بعد معاملة غير كريمة عومل بها في صنعاء, وقلنا له أنت تعلم أن نبض الجنوب والشعب الجنوبي بعد تجربة مريرة مع الوحدة مع الشمال منذ 24 سنة وصل إلى قناعة أن لا مخرج إلا بقيام دولة الجنوب الجديدة التي ستقيم أفضل وأمتن العلاقات مع إخواننا في الشمال ومع الإقليم والعالم”. وأضاف “لقد تمنينا على الرئيس هادي أن لا تكون عدن ميدانا للقوى المتصارعة في صنعاء, وقلنا له نحن نتفهم بأنك ملزم بالمبادرة الخليجية وبمخرجات مؤتمر الحوار الوطني, لكننا نتمنى عليك أن تتفهم أن مطلب شعب الجنوب كان ومايزال هو قيام دولة جنوبية”.
وبشأن رد الرئيس هادي على ما طرحته تلك القيادات, قال العولقي “لقد شرح الرئيس بالتفصيل التطورات الأخيرة التي جرت في صنعاء والمعاملة التي عومل بها من قبل جماعة الحوثي ومحاصرتهم لمنزله, كما استعرض محاولاته لإنجاح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ودوره في المبادرة الخليجية وما أعقبها من خطوات وكان يأمل أن تؤدي إلى قيام الدولة اليمنية المدنية الحضارية وأنه جاء إلى عدن ليكمل مسيرة العمل السياسي السلمي بعد أن سيطرت جماعة الحوثي على السلطة في صنعاء”.
وفي ما إذا كان هادي قد عرض عليهم المشاركة في مؤتمر الرياض للقوى السياسية اليمنية قال العولقي “الرئيس هادي أشار إلى الجهود الجارية لعقد هذا المؤتمر وقال إنه سيضم الجنوب والشمال من دون أن يذكر تفاصيل, ونحن من جانبنا لم نتبين بعد ملامح هذا المؤتمر ومن الصعب إعطاء جواب حول موضوع لم يتضح حول من سيشارك فيه والقضايا التي ستطرح, ولكن إذا وجهت لنا دعوة مشاركة من قبل السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي فلن نتخلف عن تلبيتها وكل طرف سيطرح ما لديه في هذا الحدث السياسي الكبير”.
وبشأن موقف “الهيئة الوطنية الجنوبية” عن ما يتردد عن تحضيرات لعقد مؤتمر جنوبي ـ جنوبي في الإمارات العربية المتحدة, قال العولقي “هذا الأمر يكتنفه الكثير من علامات الاستفهام فنحن نقرأ عنه في الصحف ونشاهد تسريبات كثيرة في وسائل التواصل الاجتماعي, لكننا لم نسمع عن هذا المؤتمر من قبل مسؤولين إماراتيين, وبالتالي لن نصدر موقفا بشأن أمر مبهم, إنما إذا وجهت لنا دعوة من الإمارات حول لقاء جنوبي ـ جنوبي فسنلبي الدعوة بالتأكيد مادام هدفنا نحن الجنوبيين واحد وهو قيام الدولة الجنوبية”.
من جانبه, رحب أحمد الربيزي القيادي في “الحراك” الموالي للرئيس الأسبق علي سالم البيض, بلقاء الرئيس هادي بقيادة للهيئة, واعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح. وقال الربيزي في تصريح لـ”السياسة”, “نأمل أن تستمر هذه اللقاءات بشكل رسمي وتتواصل بحيث تشمل بقية المكونات الرئيسة فمن شأن ذلك خلق حالة اطمئنان متبادل الجميع في أمس الحاجة إليه حالياً”. ولفت الربيزي إلى أنه “بإمكان “الحراك الجنوبي” التحرري أن يتفق مع الرئيس هادي في نقاط عدة ومحددة, منها على سبيل المثال وليس الحصر حفظ الأمن والاستقرار في مدن ومحافظات الجنوب المحتلة وكذلك معالجة القضايا الحقوقية التي تخص الأفراد, وليس بالضرورة الاتفاق على كل المواضيع المطروحة”.
وأضاف “نحن في الحراك الجنوبي نقدر الوضع الذي يمر به هادي ويمر به اليمن والجنوب, ولا نطالب منه حالياً ما يتجاوز قدرته في هذه الظروف الصعبة وفي الوضع الأمني المزري, لكنا نؤكد أن هذه اللقاءات لن تؤثر في البرنامج التصعيدي لفعاليات الحراك الجنوبي السلمية والمعدة مسبقا وهي بطبيعة الحال لا تستهدف شخص عبدربه منصور هادي بل موجهة إلى المنظومة المتكاملة للاحتلال الشمالي للجنوب”.