2022/05/10
تصريح المخلافي.. هل يُعيد الثقة لـ"ناصريته" المشكوكة على حساب جهود السعودية في "التوافق"؟!

في أول مهمة له منذ اختياره نائباً لرئيس هيئة التشاور والمصالحة ظهر عبدالملك المخلافي مستشار الرئيس ووزير الخارجية الأسبق بتصريح جديد، هاجم فيه تعز وأبناءها وقياداتها كما اتهم قيادة الشرعية السابقة - التي كان جزءاً منها – وقال إنها شكّلت "حماية سياسية" للقتلة واللصوص وزارعي الفوضى في تعز.

‏وأشار في تصريحه، الذي نشره على صفحته الرسمية إلى أن الحل يبدأ، حسب زعمه، "بتغيير شامل للقيادات العسكرية والأمنية"، في المحافظة، وخصوصاً بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي. 

ويُعد تصريح المخلافي، أول موقف، لمسؤول رفيع يمثل الرجل الثاني في الهيئة التي تقع على عاتقها وضع الاستشارات لمجلس القيادة الرئاسي وتحديد أولوياته، والعمل على تعزيز التوافق والشراكة بين مختلف المكونات اليمنية.

وأثار هذا التصريح ردود فعلٍ غاضبةٍ من قبل كتاب وصحفيين وناشطين ومهتمين، حيث انهالت التعليقات على تغريدته، مُندّدةً بطريقة تفكير شخصية مسؤولة تمثل أحد الوجوه المهمة في المرحلة الجديدة، وكانت أيضاً أحد الشخصيات البارزة في دائرة صُنع القرار في المرحلة المنصرمة أيضاً.

وتساءل الكثير عن ماهية المهمة التي تقع على عاتق المخلافي، في هيئةٍ من المفترض أن تكون على رأس أولوياتها ترسيخ مبدأ الشراكة والتوافق والتصالح، وليس افتتاح مهامه بالتنكر للتضحيات الغالية التي قدمها أبناء تعز ورجالها وأبطالها وحتى أطفالها ونساءها في مواجهة آلة الموت الحوثية الإيرانية، التي لم يستنكر المخلافي جرائمها، أو يبادر بإدانة استمرار حصارها ومعاقبتها في حين انبرى مهاجماً الأدوار البطولية والنماذج الفريدة التي ضربها أبناء تعز وبناتها في الفداء والصبر والتضحية.

واعتبرت ردود الأفعال والتعليقات، تصريح المخلافي بخصوص تعز، مؤشراً واضحاً لمستوى رغبة المخلافي وحزبه، في إحباط وعرقلة الجهود الدؤوبة التي بذلتها دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة في توحيد اللحمة الوطنية ورعايتها لصيغة توافقية وتصالحية تمثلت في إعلام "مجلس القيادة الرئاسي"، الرامي إلى إذابة الحواجز والخلافات بين اليمنيين والاتجاه لمواجهة خطر المشروع الإيراني وإحلال السلام في بلادنا، علاوةً على أن حديثه تجاه أبناء تعز وقيادتهم يضع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي في موقف حرج لتناقضه الكلي مع حديثهم وتصريحاتهم الجامعة والرافضة لإثارة النعرات والإشكالات.

في حين أشار بعض الكتاب إلى أن عبدالملك المخلافي – نائب رئيس هيئة التشاور، يسعى من خلال تصريحه الأخير، إلى إعادة ثقة الحزب به وإثبات الولاء مجدداً للحزب في وقت كانت الشكوك والتهم بعمله كمخبرٍ لدى نظام صالح تدور حوله وتُوجّه إليه، وتسببت في تجميد نشاطه الحزبي لفترة طويلة.

منوهين إلى أنه يحاول حالياً إعادة ترميم العلاقة مع الحزب لحاجته إليه كلافتة سياسية في الفترة المقبلة، ولتحقيق هذا الغرض يبادر باتخاذ مواقف متطرفة تُرضي قيادة الحزب، ولو على حساب جهود السعودية وأهداف المرحلة المقبلة.

فيما عزى البعض تحامله على القيادة السابقة التي كان جزءاً لا يتجزأ منها، هو محاولة منه للتملص عن كل ما يرتبط بالفترة الماضية ودفع الآخرين لعدم الحديث عنه أو التقييم لأدواره في الخارجية وغيرها مع أدوار بقية القادة والمسؤولين.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news64567.html