قال المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، إن توسع جماعة الحوثي وسيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء، أثار تساؤلًا حول إمكانية توسع تنظيم القاعدة في اليمن لمواجهة تنامي النفوذ الحوثي، مشيرًا إلى أن التنظيم توعد باستهداف الحوثيين، لمساعيهم إلى نشر ما سماه "المشروع الرافضي الفارسي في اليمن"، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء.
وذكر المركز، في دراسة له، أنه "رغم العداء الظاهر بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة، باعتبار الحوثيين يطرحون أنفسهم بأنهم القادرون على اجتثاث تنظيم القاعدة، فإن الأخير ينظر إلى الحوثيين بأنهم شيعة وينعتهم بالرافضة، إلا أن عدوانية تنظيم القاعدة وجرائمه قد تجاوزت كل الشرائع السماوية والأديان، وأصبحت مصنفة بجماعة إرهابية انحرفت عن مبادئ الدين وأخلاقيات الإسلام الحنيف، وأفعالها مرفوضة نهائيًّا".
وأضاف المركز، أن "هناك زيادة كبيرة في نشاط تنظيم القاعدة، والذي تضاعف عدة مرات في زرع العبوات الناسفة، وزاد عن ثلاثة أمثاله في الاغتيالات، ويكاد يزداد إلى ضعفه في الهجمات المسلحة أو السطو على البنوك وسيارات نقل الأموال، وصولًا إلى عدد القتلى، ولم تتساو خلال الشهرين سوى الهجمات الانتحارية، وهذا يعني أن توسع نفوذ وسيطرة جماعة الحوثي قد قابله زيادة في نشاط تنظيم القاعدة".
وتابع المركز، قائلًا: "إن هذا مؤشر على زيادة نشاط تنظيم القاعدة، لكن في المقابل نجد أن جماعة الحوثي -بمشاركة الجيش الذي أصبح تحت سيطرتها- استطاعت أن تبسط نفوذها وتُخضع جميع مناطق محافظة البيضاء، وهي المحافظة التي تعتبر أكبر معاقل القاعدة في الشمال، وتمكنت من دخول عاصمة المحافظة يوم الثلاثاء 10 فبراير 2015".
وأوضح التقرير، أن محافظة البيضاء إحدى البوابات الرئيسية لدخول المحافظات الجنوبية، وخصوصًا لحج وأبين وشبوة ذات الطابع القبلي، منوهًا بأن "المحافظة لديها بوابات ومنافذ بتلك المحافظات، لكن لا تخلو هذه المحافظة من هجمات مرتدة تقوم بها بعض الجيوب المتخفية من تنظيم القاعدة على جماعة الحوثي ومواقع الجيش والشرطة".