2015/03/22
رئيس المجلس الأهلي بتعز : الحوثيون تعهدوا بعدم اقتحام تعز لكنهم لا يفون بعهد وصالح متهم رئيسي في تفجيرات صنعاء

 

كشفت مصادر مسؤولة من داخل مدينة تعز اليمنية أن مقاتلي جماعة الحوثيين تمكنوا من دخول المدينة، رغم تعهداتهم السابقة بعدم الاقتراب منها، وتأكيداتهم بأن تعز خارج دائرة الصراع. وقال رئيس المجلس الأهلي للمدينة، الأستاذ الجامعي عبدالله الذيفاني في تصريحات إلى "الوطن": "الأوضاع داخل تعز غريبة، ومعقدة، وصادمة لكل الأهالي، فالحوثيون قدموا تعهدات في السابق بعدم الاقتراب من المدينة، وأنهم لن يقدموا على محاولة اجتياحها، ولكنهم كعادتهم دائما لا يفون بعهد، ولا يصدقون بوعد. الأوضاع في الشارع وصلت إلى درجة الغليان، وهناك حراك شعبي ما زال سلميا حتى اللحظة ونخشى أن يتغير مساره في القريب العاجل باتجاه المواجهة الشاملة مع الجماعة المتمردة. الأهالي رفضوا وجود الحوثيين، وخرجوا في مسيرات هادرة لا تزال تجوب الشوارع".
ومضى الذيفاني في وصف الوضع الحالي بالقول إنه تم التوصل إلى اتفاق يقضي باقتصار وجود الحوثيين داخل مقر مبنى الأمن المركزي بالمدينة وعدم تجولهم بالشوارع، وأضاف "لا يوجد في تعز من لا يرفض وجود الحوثيين، هذه قضية مبدأ لا اختلاف عليها، وحتى اللحظة فإن التحرك يتم في شكل سلمي خالص، ولكنا لا نستبعد انفلات الوضع ووصوله إلى مرحلة يصعب توقع ما ستسفر عنه".
وعن الوضع العام في اليمن، لم يخف الذيفاني تشاؤمه مما تشهده البلاد، مشيرا إلى ارتفاع احتمالات الوصول إلى حرب أهلية شاملة، ما لم يقتنع عقلاء الحوثيين بضرورة وقف التصعيد والاحتكام إلى طاولة الحوار، مطالبا دول العالم والدول الخليجية على وجه الخصوص، بسرعة التحرك لانتشال اليمن مما يمر به حاليا، وأضاف "اليمن يتجه إلى المجهول، وهناك سيناريوهات عدة يمكن أن تجد طريقها إلى أرض الواقع، فشبح الحرب الأهلية يحوم حول اليمن، وهناك احتمال بتفكك البلاد وتقسمها إلى دويلات عدة، ورغم ذلك أرى أن احتمال الوحدة والوصول إلى بر الأمان قائما وبقوة، شريطة انصياع كل المكونات السياسية إلى صوت العقل، والبعد عن منطق الاستقواء بالسلاح، والجلوس إلى طاولة الحوار. الأمر يتعلق بصدق النوايا، ومدى تفاعل الدول الخليجية وإدراكها لخطورة الأوضاع في اليمن، وكذلك مدى صدقية مجلس الأمن الذي عوَّل عليه الرئيس عبدربه منصور هادي، وكذلك الكثيرون في السابق، ولا أدري ماذا ينتظر مجلس الأمن حتى يتحرك بصورة حاسمة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح".
وعن التفجيرات التي شهدتها العاصمة صنعاء أول من أمس، وجه الذيفاني أصابع الاتهام إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مشيرا إلى أنه يبقى المستفيد الأول من تفجر الأوضاع وانزلاقها نحو الفوضى الشاملة، وقال "صالح متهم رئيس في تفجير المسجدين، كما أنه ليس من المستبعد أن تكون جماعة الحوثي نفسها هي التي تقف وراء التفجيرين، حتى تجد ذرائع كافية تبرر بها التمدد الذي تتجه نحوه في كل المدن".
وبرر الذيفاني السهولة التي تجدها جماعة الحوثي في تمددها نحو مختلف المدن، والصعوبة التي يواجهها صالح في عدن باتفاق جميع المكونات اليمنية على رفض الوجود الحوثي بينهم، وقال "محاولات صالح للاستيلاء على عدن لن يكتب لها النجاح، فالإخوة في الجنوب متفقون بشكل وثيق على رفض أي وجود عسكري لصالح والحوثيين، وهذا عكس ما نراه في مدن الشمال للأسف".

وأشاد الذيفاني بتوجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقديم الدعم الطبي العاجل للمصابين في تفجيري مسجدي صنعاء أول من أمس، التي راح ضحيتهما 142 شخصا، إضافة إلى مئات الجرحى، إضافة إلى نقل من تتطلب حالته الصحية لتلقي العلاج في مستشفيات المملكة، وقال "مثل هذه المواقف الكريمة لا نستغربها من قادة المملكة، الذين دأبوا على مد يد العون لكل محتاج، وهي مواقف مشرفة ستظل باقية في سجل التاريخ. ونأمل من المملكة وبقية دول الخليج مضاعفة جهودها لإخراج اليمن من محنته".

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news7083.html