2015/03/23
تعز تشكل خاصرة الجنوب وتشرف على باب المندب

 سيطر الحوثيون بمساعدة حلفائهم من الميليشات على أجزاء من مدينة تعز التي تشرف جغرافيا على مضيق باب المندب, وتشكل خاصرة للمحافظات الجنوبية, وبوابة لمدينة عدن حيث يقيم الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ 21 فبراير الماضي.

وظلت مدينة تعز, التي شكلت مهد الثورة ضد نظام الرئيس السابق علي صالح في العام 2011, بعيدة عن متناول جماعة الحوثي التي أحكمت قبضتها على غالبية محافظات الشمال اليمني, كما ساندت عبر مظاهرات شبه يومية في شوارعها, الشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس هادي.


ويتخوف مراقبون من خطورة نقل الحوثيين قواتهم إلى محافظة تعز, التي أعلنت عاصمة ثقافية لليمن في العام 2013, ويرون أن التحالف الثنائي بين الرئيس السابق على عبد الله صالح والحوثيين, يهدف إلى جعل المحافظة المشرفة على باب المندب, منصة لاجتياح عسكري مرتقب ضد محافظات الجنوب, خصوصاً بعد إخفاق الانقلابيين في بسط سيطرتهم على مطار عدن الدولي, خلال الأيام الماضية, عبر قيادات عسكرية متمردة على قرارات الرئيس هادي.
وأرهقت محافظة تعز النظام السابق في العام 2011 أكثر من أي محافظة يمنية أخرى, وشكلت مصدر رعب للائتلاف الحاكم, وهو ما جعل ناشطون يتخوفون أن يكون الرئيس السابق ينوي الانتقام من هذه المدينة التي احتضنت أولى الساحات الثورية المطالبة برحيل حكمه في 11 فبراير 2011.


ويقول شباب من تعز إن ممارسات الحوثيين ستعيد الوهج الثوري لمدينتهم كما كانت في السابق, و”لن يتم الاستسلام” لتواجد الميليشيات التي خططت للدخول إلى المحافظة الأكثر كثافة سكانياً, عبر مسلحين بلباس عسكري خلافا للمحافظات الأخرى التي اقتحمها الحوثيون بمقاتلين قبليين.


وقال الناشط السياسي في الحزب الاشتراكي عيبان السامعي, إن المظاهرات ضد الحوثيين ستتواصل وستعبر عن الرفض الشعبي لمشاريع الحرب وتجسد قيم السلام ونبذ العنف والتطرف, إضافة إلى مواجهة المخطط الخبيث والرامي إلى تحويل تعز ساحة لتصفيات الحسابات ومنصة للانقضاض على الجنوب الصامد.

 


وإضافة إلى الموقع الحساس في خاصرة المحافظات الجنوبية, تبرز أهمية تعز بإشرافها على سواحل ممتدة على البحر الأحمر, ومضيق باب المندب, وميناء المخا التاريخي.
ويشكل مضيق باب المندب هدفا ستراتيجياً لجماعة الحوثي, التي تحشد منذ أشهر مسلحيها في المناطق القريبة منه, خصوصاً سواحل الخوخة.
وقالت مصادر محلية إن جماعة الحوثي أنشأت معسكرا خاصا لاستقبال المجندين في الخوخة, وتستعد لنشر مسلحيها في مديرية المخا, وذلك عقب زيارة مفاجئة لشقيق زعيم الحوثيين يحيى بدر الدين الحوثي عدداً من الجزر الواقعة على البحر الأحمر, خلال الأيام القليلة الماضية.


وكشفت المصادر, التي فضلت عدم الكشف عن هويتها, أن الحوثيين حولوا لواء 121 ( معسكر أبو موسى الأشعري), الواقع في مدينة الخوخة الساحلية, التي تتبع إدارياً لمحافظة الحديدة, إلى معسكر تدريب خاص بهم بعد أن استولوا عليه مطلع العام الجاري, ويقومون بتدريب مسلحيهم على الغوص واستخدام الزوارق الحربية التي استولوا عليها من قوات خفر السواحل اليمنية.
وتؤكد مصادر رسمية في وزارة التجارة اليمنية أن مضيق باب المندب يمر منه 21 ألف سفينة سنوياً, وأن دول الاقليم لن تسمح لميليشيات الحوثي بالسيطرة عليه.
ويبلغ عرض مضيق باب المندب نحو 30 كيلومترا, وتتواجد دولة جيبوتي على جانبه الغربي (الأفريقي), فضلا عن كونه البوابة الجنوبية لقناة السويس, وتفيد تقديرات بأن كمية النفط العابرة في المضيق تقدر ب¯3.3 مليون برميل يومياً.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news7184.html