كانت الليلة الماضية ليلة حزينة في مدينة الحديدة كغيرها من مدن الجمهورية اليمنية عقب تكرار غارات عاصفة الحزم التي تدك معاقل الحوثيين وقوات صالح .
ففي تمام الساعة الحادية عشر والثلث من مساء يوم أمس نفذت طائرات التحالف أربع غارات أصابت فيها أهدافا في قيادة المنطقة الخامسة واللواء 67 دفاع جوي بالحديدة، و الكتيبة 65 دفاع جوي في اللواء 130 طيران والذي يقع مقابل مصانع يماني ، كما انفجرت خزانات الديزل في المصنع وسقط جراء العملية ما يزيد عن 27 شخصاً بالاضافة إلى مئات الجرحى.

الرواية الرسمية للحادث

أوردت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة روايتها الرسمية متهمة قوات التحالف بقصف المصنع معتبرة أن هذه جريمة لا يمكن السكوت عليها حيث أسقطت ضحايا مدنيين ، الحوثيون من جانبهم أكدوا ما ذهبت إليه السلطة المحلية متهمة القوات الجوية السعودية باستهداف المصنع.
إلا أن مصادر في المعمل الجنائي ولجنة التحقيق الامني في الحديدة أكدت ل"مندب برس" أن المصنع تعرض لقذائف أرضية وليس قصف صاروخي مؤكدين تعرضهم لتهديد في حال تسربت معلومات عن هذه القضية.

مدير المصنع يكشف الخسائر

قال مدير عام مصنع يماني محمد علوان الذهب في تصريح لوكالة سبأ أن القصف الذي استهدف المصنع أدى الى تدميره بشكل كامل بخسائر تتجاوز 30 مليون دولار وتحتاج إلى أكثر من سنتين لإعادة إعمارها.

عمال المصنع لهم روايتهم

تزامنا مع انفجارات الطائرات الحربية في اللواء 130 طيران وغيره ارتعدت خزانات الوقود الخاصة بمجمع مصنع يماني وانفجرت ، تبعها انفجار كبير في مصانع السمن والصابون والألبان وغيرها مخلفة عشرات القتلى ومئات الجرحى ، وامتلأت المستشفيات بالمتضررين من العاملين بالمجمع الصناعي وانطلقت نداءات التبرع بالدم .
وعاش التهاميون ساعات من الحزن وأجواء صاحبت أفلام الأكشن ووسط الذهول من الواقع المهول يصرخ أغلب عمال المصنع الذين كتب لهم النجاة : لابد أن يخرج الحوثيون من الحديدة .. الحوثيون هم من قصفنا ..
اقتربنا منهم لنفهم أسباب غضبهم من الحوثيين بدلاً من لعن طائرات التحالف .؟؟
فاذا بالإجابة تتراءى في دموعهم وإن صمتت ألسنتهم فهم شاهدوا القصف على المطار الحربي للواء 130 المجاور لهم وتفاجؤ بالقصف الأرضي للمصنع حسب إفادتهم ،إلا أنهم فضلوا الصمت كي لا يتم ملاحقتهم من الحوثيين واكتفوا بالحزن الذي يخالطهم جراء فقدان 27 من زملاءهم الذين سقطوا شهداء.

الحوثيون يحاولون نصب دفاعات داخل المصنع

من ناحية ثانية أفاد أحد العاملين في مستشفى 22 مايو التابع لمصنع يماني ل"مندب برس" أنه رأى موكبا للحوثيين يتكون من سيارات مصفحة وأطقم تحمل مسلحين يدخلون إلى المستشفى محاولين اللقاء بإدارة المصنع لطلب الدعم المالي ودفع العمال للمشاركة في مسيرة يوم الأربعاء التي تندد بالضربات الجوية على الحوثيين وقوات صالح ولم يسمح للموظفين الوصول إلى مكان اللقاء ومعرفة الشخصيات التي حضرت إلى المصنع إلا أنه أكد أن الموكب غادر المصنع في الثانية ظهرا يعتري وجوههم الغضب .
كما أفاد أحد حراس البوابة الرئيسية للمصنع أن مجموعة من الأطقم الحوثية المحملة بالمضادات الارضية حاولت الدخول الى المصنع لغرض نصب المضادات لمقاومة طائرات عاصفة الحزم فرفضت إدارة المصنع أن تجعل العمال دروعا بشرية للحوثيين ولم يسمح لهم حتى بالدخول من البوابة .

هاتان الواقعتان حدثت في النهار لتجعل احتمالية تنفيذ السيناريو الانتقامي في المساء هو الأكثر قبولاً

الاقتصاد الوطني هو الضحية

تعتبر الشركة اليمنية لصناعة الألبان والأشربة - إحدى شركات إخوان ثابت - التي تأسست في أواخر السبعينات كإحدى أكبر الشركات الصناعية في اليمن لتأمين إحتياجات المجتمع اليمني من خلال تصنيع جميع منتجات الألبان والعصائر والتي تتناسب مع كافة الشرائح .

ويعد هذا الاستهداف للشركة بمثابة الضربة القاصمة لرأس المال اليمني وللصناعة الوطنية فبعد هجرة العشرات من رجال الأعمال اليمنيين والمستثمرين العرب سيفتحهذا الاستهداف أمام من تبقى من التجار اليمنيين إلى الرحيل وسحب أموالهم إلى أماكن أكثر امناً

الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة تندد بالاعتداءات

 أدانت الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة العدوان على مؤسسات وشركات مصانع القطاع الخاص ومن ضمنها شركة يماني

وأضافت الغرفة في بيان لها تلقى "مندب برس" نسخة منه أن هذه المؤسسات تحتوي على مواد أساسية ضرورية للمواطنين خصوصاً في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا.

ودعت الغرفة كافة الأطراف للاتفاق على آلية تسمح بتدفق التموينات الغذائية من المنافذ البرية والبحرية وإيصالها للمحافظات المختلفة حسبما تقتضيه المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية حتى لا نتفاجأ بأزمات خانقة تودي بحياة الأبرياء من اليمنين وفي المقدمة النساء والأطفال وكبار السن.

 صور الاستهداف