قال الكاتب الصحفي حبيب العزي ان هنالك ثمة أسباب أدت إلى تأخير خطوة الحرب البرية في اليمن . وقال في مقال له نشر في "العربي الجديد" : كثر الجدل، أخيراً، بشأن الأسباب التي أعاقت البدء بالحرب البرية لعاصفة الحزم التي يترقبها كثيرون من أجل حسم المعركة على الأرض، لصالح القوى الموالية للشرعية وللرئيس عبد ربه منصور هادي، خصوصاً مع ارتفاع وتيرة الضحايا في صفوف المدنيين، جراء استهدافهم من مليشيا الحوثي وصالح، خصوصاً في مدينة عدن التي يستميت الحوثيون وحلفاؤهم لإخضاعها والسيطرة عليها بأي ثمن، لما لها من دلالة سياسية كبيرة، بعد أن أصبحت العاصمة المؤقتة للبلاد، والسيطرة عليها تعني بالنسبة للحوثيين وصالح قطع الطريق تماماً عن أي احتمال لعودة هادي إلى مزاولة أعماله من داخلها، أو هكذا يعتقدون.
وأضاف : بات التدخل البري، خصوصاً في عدن، أمراً ملحاً وعاجلاً على ما يبدو، لسببين رئيسيين، أولهما: لإنقاذ المدنيين من براثن تلك المليشيات التي تتعمد استهدافهم، ظناً منها أن ذلك الأسلوب سيجبر قوى التحالف على وقف الحرب، ومن ثم التفاوض معها، والثاني: أن عدن يجب ألا تسقط بيد المليشيات مهما كان الثمن، لأنها الرمزية الوحيدة المتبقية للشرعية، بعد سقوط العاصمة صنعاء، وإذا سقطت فستكون كلفة تحريرها باهظة في صفوف المدنيين الأبرياء، وحتى تكون هي المرتكز الآمن للانطلاق في تحرير بقية المحافظات في المرحلة المقبلة، كما يجب أن يعود إليها الرئيس هادي، بأسرع وقت ممكن، لكي يمارس مهامه رئيساً للدولة من داخلها.
وقال أن أهم الأسباب والمعطيات التي أدت إلى تأخر مثل هذه الخطوة تمثلت بالآتي:
1 – غياب الحليف القوي على الأرض، الذي يملك زمام المبادرة لتشكيل النواة الأولى، لما يمكن أن نسميها غرفة قيادة وتحكم وسيطرة، تكون مهمتها التنسيق مع الحلفاء في قيادة عاصفة الحزم من ناحية، والتواصل مع القيادات العسكرية الموالية للشرعية، ومشايخ القبائل وقادة الأحزاب والمكونات السياسية الداعمة للشرعية، من ناحية أخرى. وهذا ما جعل كثيرين يتفاءلون، بعد إعلان حزب الإصلاح دعمه عاصفة الحزم، باعتباره يمثل كتلة كبيرة داخل المجتمع، على درجة عالية من التنظيم، كما الخبرة الطويلة في العمل السياسي والحزبي، ويمكن الاعتماد عليها.
2 - الترتيبات الفنية على الأرض، والتي تحتاج وقتاً طويلاً في التنسيق والإعداد، لبلورة قيادة عسكرية يمنية موحدة، تكون مهمتها إيجاد خطة حربية واضحة الأهداف، محددة المعالم، لقيادة العمليات على الأرض، كما تحديد الجهات والأطراف الحزبية والقبلية التي ستشارك بالعمليات القتالية، وعدد المقاتلين وحجم العتاد، إلى آخر ما هنالك من هذه المعطيات الفنية التي يفهم فيها المتخصصون في هذا الشأن.
3– التفاوض بشأن المحددات الرئيسية لاستحقاقات ما بعد الحرب، وقد يكون ذلك من أهم الأسباب التي أعاقت بدء العملية البرية، فكيان مثل حزب الإصلاح، مثلاً، والذي يبدو أن قيادة التحالف راهنت عليه كثيراً في ترجيح كفة الحسم لصالح الشرعية في الحرب البرية المقبلة، ليس بتلك السذاجة السياسية التي ستجعله يقدم نفسه للرئيس هادي وقوى التحالف، على أنه بطل المرحلة، والمطية التي يمكن الركوب عليها للوصول إلى الهدف، من دون معرفة الثمن السياسي الذي سيجنيه في استحقاقات ما بعد الحرب، حتى وإن كانت جميع الأطراف قد تلاقت معه في الهدف، هذه المرة، وهو القضاء على جماعة الحوثي وصالح.