2015/04/23
صحيفة مصرية تكشف أسباب الانتقال من «عاصفة الحزم» إلى «إعادة الأمل» فى اليمن

تلاشى خيار التدخل البرى وتدهور الأوضاع الإنسانية وتقليص قدرات الحوثيين وراء تغير تكتيكات التحالف العربى

مصدر: إحباط سعودى من تردد الحلفاء فى تطوير العملية العسكرية.. والقاهرة رفضت خوض معركة برية دون مشاركة واسعة من الحلفاء

قالت مصادر دبلوماسية إقليمية ، بحسب صحيفة الشروق المصرية، إن عوامل عديدة دفعت المملكة العربية السعودية التى تقود عملية «عاصفة الحزم» ضد ميليشيات الحوثيين فى اليمن إلى إنهاء العملية العسكرية والانتقال إلى عملية سياسية عسكرية باسم «إعادة الأمل».

وأشارت المصادر إلى أن تردد حلفاء المملكة الرئيسيين فى تطوير العملية العسكرية وزيادة فاعليتها إلى جانب تدهور الأوضاع الإنسانية والخسائر التى لحقت بمنشآت البنية الأساسية المدنية والعسكرية وكذلك تقليص قدرات الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع على عبدالله صالح الموالية لهم كانت وراء الانتقال من «عاصفة الحزم» إلى«إعادة الأمل».

وقال مصدر إن حالة من الإحباط والغضب تسود فى الرياض بسبب ما تراه المملكة ترددا من بعض من أقرب حلفائها ــ «ليست باكستان وحدها»، كما يشير أحد المصادر – فى دعم جهود صياغة الاوضاع السياسية والأمنية فى اليمن بما يضمن الاستقرار الإقليمى فى محيط المملكة باعتبارها الدولة الأكبر فى شبه الجزيرة العربية.

وبحسب هده المصادر فان العتب السعودى لا يتعلق فقط بمحدودية التجاوب مع طلبات واضحة قدمتها السعودية لعواصم تعتبرها حليفا وثيقا لتقديم عون عسكرى مباشر للتحرك فى إطار عملية برية فى اليمن لتحقيق الاهداف التى عجزت عاصفة الحزم عن الوصول اليها عبر الضربات الجوية رغم التقليص الواضح لقدرات الحوثيين مع تحقيق خسائر كبيرة فى البينة التحتية والاوضاع الانسانية فى بلد يعانى بالأساس من مشكلات تنموية مروعة، مما جعل الوضع الانسانى، حسب دبلوماسى عربى متابع للوضع هناك «كارثى فى أقل تقدير»

السعودية مازالت، حسب مصادر الشروق، مصرة على تحديد النفوذ الحوثى فى معادلة الحكم الجديدة فى اليمن وإن كانت اكثر انفتاحا فى ضوء الوضع على الأرض والضغوط الدبلوماسية التى مارستها عواصم غربية فاعلة من أجل الانفتاح على القبول ببعض المكونات الحوثية فى معادلة الحكم الجديدة التى تصر المملكة على أن تكون لصالح حفائها من السنة ــ سواء كان ذلك بوجود الرئيس هادى منصور أو بغيره.

يقول مصدر مصرى إنه فى ظل تردد قوى إقليمية رئيسية فى توسيع مشاركتها فى العملية العسكرية «لم يكن هناك غيرنا مستعد لذلك، وهو ما اضطررنا معه لأن نبلغ الاصدقاء فى الرياض أن الحرص على أمن المملكة وأمن الخليج اكيد ولكننا لا نستطيع أن نكون وحدنا فى اليمن على الارض مع وجود رمزى للقوات السعودية والاماراتية».

فى الوقت نفسه لعبت التفاهمات السياسية والدبلوماسية التى شاركت فيها عواصم غربية واقليمية – بالاساس أنقرة وطهران وواشنطن دورا رئيسيا فى اقناع أصحاب القرار فى المملكة بإنهاء عاصفة الحزم وإن لم توقف العمليات العسكرية بشكل كامل، مع فتح الباب أمام عملية إغاثة إنسانية وإعادة إعمار كبيرة تعزز شعبية حلفاء المملكة السياسيين، بحسب دبلوماسى إقليمى.

«الاستعاضة عن السلاح بالمال لا يعنى إنهاء احتمال التحركات العسكرية القادمة والتى قد تكون برية أو جوية وهذا هو السبب الذى حال دون الوصول للتوقيع على وقف إطلاق للنار، حسبما كان يتم الترتيب من قبل»، بحسب دبلوماسى غربى متابع لتفاصيل الانتقال من الحزم إلى الامل.
السعودية، حسبما يضيف، لم تكن تود أن تخسر المزيد من الشعبية القليلة المتبقية لها ولكنها فى الوقت نفسه ليست مستعدة لسيطرة من تعتبرهم فريقا مواليا لايران يتلقى تعليماته من طهران على اليمن.

السعودية أيضا، بحسب ذات الدبلوماسى الغربى، لن تتفاعل طويلا مع على عبدالله صالح وان كاتت تقبل مؤقتا بعدم تغييبه عن التحركات السياسية الجارية «ولكن بقاءه فى المشهد سيتم إنهاؤه بصورة حاسمة فى اقرب فرصة لأن السعودية تعتبر أن صالح خان أمانة الرياض وهى التى حالت دون أن ينتهى حكمه مع بدايات الربيع العربى بصورة مماثلة لما آل اليه مصير العقيد الليبى معمر القذافى».

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news8979.html