2015/05/01
سفير اليمن في مصر : اليمن يمر بمرحلة فارقة ومصيرية .. ونتطلع إلي العودة للحوار

انشغال قادتنا العسكريين بالداخل سبب عدم مشاركتهم باجتماع رؤساء الأركان

جهـود مصــر لا ينكـرهـا أي يمـني

«انتهاء عملية عاصفة الحزم يسهم كثيراً في تطبيع الأوضاع وتثبيت الأمن والاستقرار»..هذا ما أكده السفير محمد الهيصمي سفير اليمن في مصر ومندوبها بالجامعة العربية في حواره للأخبار، وأعرب عن أمله في العودة إلي مائدة الحوار والتوصل إلي حلول وسطية توافقية..وأضاف أن الأمن القومي العربي يتعرض لمخاطر ولابد من تنفيذ اتفاقات قمة شرم الشيخ..وكشف أن الانشغال بالشأن الداخلي هو السبب في عدم حضور أي قيادة عسكرية اجتماع رؤساء الاركان ،مشددا علي أنه لا يمكن لأي يمني انكار الجهود التي قدمتها مصر لليمن. وإلي نص الحوار...

> كيف تري الإعلان عن إيقاف عاصفة الحزم والبدء بعمليات إعادة الأمل؟

ــــ ما يجري في اليمن من تطورات مهمة ومفصلية تجعلنا في اليمن علي ثقة في أن انتهاء عملية عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل سيسهم كثيرا في تطبيع الأوضاع وتثبيت عوامل الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية، وسيكون لذلك دور لا يُستهان به في المحافظة علي وحدة اليمن واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه وأيضاً في تأييد ودعم ومؤازرة الشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي.

العملية السياسية

> ما الرسالة التي توجهها إلي القوي السياسية اليمنية؟

ـــــ نتمني أن تستشعر مختلف الأطراف والقوي السياسية اليمنية واقع أن اليمن تقف أمام مفترق طرق خطير وتمر بمرحلة فارقة ومصيرية، ونأمل أن تقوم مختلف المكونات باستئناف العملية السياسية والعودة إلي مائدة الحوار للتوصل إلي حلول وسطية توافقية تستند في المقام الأول إلي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وإلي قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومن ثم الانخراط مباشرة والتوجه صوب إقرار الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

> قمتم بتمثيل اليمن في الاجتماع الأول لرؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية الأربعاء الماضي كيف تنظرون الي هذا الاجتماع؟

ــــــ هناك مخاطر متعاظمة يتعرض لها الأمن القومي العربي، ولابد من استكمال وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في قمة شرم الشيخ والخروج بمقاربة مبتكرة وغير مسبوقة لحمايته والذود عنه وذلك باستخدام وتوظيف مختلف الإمكانيات العسكرية والأمنية والثقافية والفكرية والدينية.

> في اجتماع رؤساء الأركان لم يشارك أي عسكري يمني ما السر وراء ذلك؟

ـــــ سبب عدم حضور أي قيادة عسكرية هو الانشغال بأولويات الشأن الداخلي، وهناك أكثر من بلد لم يحضر رؤساء أركانها علي سبيل المثال الجزائر وجزر القمر والصومال وغيرها.

الظروف الصعبة

> هناك الآلاف مازالوا عالقين في مصر يتهمون السفارة بالتقصير؟

ــــ بالفعل هناك ستة آلاف عالق من المواطنين اليمنيين في القاهرة بحسب آخر رصد للسفارة، حيث بدأت الأزمة منذ الـ26 مارس الماضي مع بدء العمليات العسكرية التي أدت إلي إغلاق المجال الجوي لليمن أمام الطيران المدني، وحرصت السفارة أن تكون بقدر المسئولية التي ألقيت علي عاتقها في هذه الظروف الصعبة، وقمنا بواجبنا الوطني تجاه المواطنين اليمنيين من العالقين، ومازالت المساعي المبذولة والجهود المكثفة متواصلة لتحريك الرحلات الجوية لإعادة العالقين إلي اليمن..وقامت السفارة منذ أول يوم بطرق كل الوسائل الممكنة السياسية والاجتماعية، حيث أجرينا عدداً كبيرا من الاتصالات واللقاءات والاجتماعات والزيارات لمختلف الجهات المحلية والإقليمية والدولية، ورفعنا التقارير والمذكرات لعدد من الدول والمنظمات والشخصيات سعياً منها لإيجاد وسيلة آمنة وعاجلة لعودة مواطنينا إلي اليمن، ومازلت جهودنا جارية لتحقيق الهدف منها وهو إعادة العالقين اليمنيين إلي اليمن..ونقوم حاليا بالتنسيق مع مكتب الخطوط الجوية اليمنية بالقاهرة لإعداد جدولة أسماء العالقين بأولوية الحجوزات لنعد الكشوفات الخاصة بتسيير الرحلات إلي اليمن حال إقرارها وجدولتها بعد التنسيق مع الجهات المعنية.

وأود التأكيد أيضاً أن الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وجه الفريق الحكومي ممثلا بنائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح بالعمل علي التنسيق مع مختلف الجهات للعمل علي حل مشكلة العالقين اليمنيين ليس فقط في القاهرة وايضا في الأردن والهند وماليزيا، وبالفعل تمت العديد من اللقاءات مع الجانب السعودي التي من المقرر أن تفضي إلي حلول عملية بتسيير عدد من الرحلات لنقل العالقين.

> ما سبب الأعداد الكثيرة لليمنيين في القاهرة؟

ـــــ معظم اليمنيين يأتون إلي مصر بغرض السياحة العلاجية، حيث يصل عدد اليمنيين الذين يزورن مصر في الشهر الواحد إلي عشرة آلاف يمني، وذلك بحسب إحصائيات لوزارة الصحة اليمنية، لهذا فمعظم العالقين اليمنيين هم من المرضي والنساء وكبار السن ومرافقيهم، لهذا فمعظم العالقين ظروفهم صعبة ولم يكونوا مستعدين للاستمرار في العيش بالقاهرة فترة أكثر حيث إن أغلبهم جاءوا للقاهرة من أجل العلاج، ولم يكن في حسبانهم أن يستمروا وقتا طويلا.

الرحلات اليومية

> وما سبب تأخرهم في العودة حتي الآن؟

ــــ أدي الظرف السياسي الذي تمر به اليمن حاليا إلي إغلاق المجال الجوي للجمهورية اليمنية، وتسبب ذلك في تعليق الرحلات اليومية بين اليمن ومصر مما تسبب في تزايد أعداد العالقين من اليمنيين بالشكل الذي تراه اليوم، ويتصاعد كل يوم، بالإضافة إلي عدم وجود ممرات آمنة للطيران المدني للوصول إلي اليمن.

وهناك أخبار مطمئنة لبدء تسيير رحلات الإجلاء في اقرب وقت ممكن خلال الأيام القليلة القادمة، الا انه لم يحدد بعد أي تاريخ حتي الآن لوصول اي رحلة الي القاهرة لإجلاء العالقين اليمنيين، وعندما تتلقي السفارة معلومات مؤكدة وتفاصيل دقيقة حول عمليات إجلاء العالقين، سوف تقوم بإبلاغ المواطنين العالقين والإعلام.

> رصدنا اجتماعا لرجال الأعمال اليمنيين للمساعدة في عودة العالقين ماذا عن دورهم في ذلك؟

ــ لقد بادر رجال الأعمال اليمنيون بتقديم المساعدات بالإيواء والتسكين والغذاء وبذل الجهود الساعية للتخفيف من معاناة العالقين، ونحن في السفارة نشيد بجهود ودعم رجال الأعمال ونناشدهم الاستمرار في تقديم المزيد من العطاء لإخوانهم اليمنيين، ونناشد المنظمات الدولية المختلفة لبذل المزيد من الجهود باتجاه حلحلة أزمة العالقين اليمنيين في مصر.

> وما المساعدات التي تم تقديمها؟

ـــ تتعامل السفارة يوميا مع مئات الحالات، وتقوم بقدر ما تملك من إمكانات بالعمل علي محاولة التخفيف من وطأة معاناة العالقين من خلال اللجنة التي شكلتها للوقوف علي احتياجات العالقين اليمنيين، وتعد أهم المساعدات التي قدمتها السفارة بالتعاون وإشراف مندوبي رجال الأعمال اليمنيين، عمليات التسكين والتي وصلت لتسكين مئات الحالات، تجاوزت ألفا وخمسمائة حالة في شقق سكنية وغرف فندقية.

> ما الصعوبات التي تواجهكم؟

ـــــ أبرز الصعوبات التي تواجهنا هو الارتفاع المتزايد للعالقين يومياً، والذين لا يرغبون سوي في إيجاد وسيلة آمنة ومناسبة تعيدهم إلي بلادهم، وأيضا عدم تفهم بعض العالقين لإمكانات السفارة المحدودة او عدم الالتزام بالمعايير الدقيقة والموضوعية التي وضعتها اللجنة المشرفة علي عمليات معالجة أوضاع العالقين، وهي المعايير التي وضعت لاختيار الحالات الأشد احتياجاً لمساعدتها.

الشعب المصري

< وماذا تعولون علي مصر؟

ـــ نحن نكن لمصر كل التقدير والمحبة، ولا يمكن لاي يمني ان ينكر الجهود التي قدمتها مصر لليمن، ولا يسعنا الا ان نشيد بالجهود التي تقدمها مصر ممثلة بالرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة والشعب المصري الشقيق، كما نشيد بالجهود التي دائما تبذلها من اجل دعم اليمن علي مختلف المستويات التعليمية والطبية والسياسية وغيرها من المجالات، وفي مختلف الفترات، ولا يسعني الا أن أتقدم لجمهورية مصر العربية بجزيل الشكر والثناء رئيساً وحكومة وشعبا لما تبديه مصر من تقدير واهتمام باليمن واليمنيين.. كما لابد من الإشادة بالدعم الذي تلقاه السفارة والرعايا اليمنيين من جميع الجهات والسلطات المصرية عبر التعاون والاهتمام فيما يتعلق بأزمة العالقين اليمنيين في القاهرة، وكذلك لمسنا الاستعداد الدائم لحل أي مشاكل الرعايا اليمنيين المتواجدين في القاهرة خصوصاً في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا.

> وماذا عن الوضع الإنساني في اليمن؟

ـــــ الأوضاع الإنسانية في اليمن سيئة وخطيرة، وتستحق اهتماما ومساعدة ودعما، كون ذلك أصبح فوق كل طاقة واحتمال لليمن، ويفتقر حوالي ستة عشر مليون يمني ثلثهم من الأطفال إلي أبسط أشكال المساعدة الإنسانية خاصة فيما يتعلق بالغذاء.

> وماذا عن التعليمات الصادرة اليكم من الخارجية اليمنية؟

ـــــ أصدر وزير الخارجية د. رياض ياسين عبدالله توجيهاته باستمرار التواصل والتنسيق في بذل المزيد من المساعي والجهود الحثيثة، ومتابعة وزير النقل المهندس بدر باسلمه ورئيس مجلس ادارة الخطوط الجوية اليمنية الكابتن احمد العلواني لاستكمال الترتيبات اللازمة والخاصة بتحريك الرحلات الجوية لنقل الاخوة المواطنين العالقين في مصر الشقيقة في غضون الايام القليلة القادمة.

 

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.com - رابط الخبر: https://mandabpress.com/news9378.html